دليل كيف بدأألإسلام فى أمريكيا ألشمالية

لطفا أنشر وشارك دين مدهش مع أصدقائك وأحبائك شكرا وجزاك ألله خيرا وجعله ألله ثقيل فى ميزان حسنانك!
Yum

المراكز والهيئات الإسلامية في أمريكا

موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوكتويترمشاركة عبر البريدطباعة

المراكز والهيئات الإسلامية في أمريكا

مع تزايد أعداد المسلمين في جميع أنحاء العالم، وتحديدا في أمريكا  وفقا لما أشار إليه مسح سابق صادر عن مركز الأبحاث الاجتماعية  بجامعة جورجيا، أن الإسلام أسرع الأديان انتشارًا في الولايات المتحدة ، يتزايد على إثرها المراكز والخدمات و المؤسسات الإسلامية التي تعرف المسلمين الجدد والغير الجدد أيضا على الدين الحنيف.

و تعتبر المساجد في الدول الغير إسلامية مثل أمريكا، مكانا غير قاصرا على الصلاة والعبادة فقط، بل هي أماكن للعلم والدراسة و التثقيف، حيث تلعب أدوارا متعددة منها، اجتماعي، سياسي، وتعليمي  في حياة جميع المسلمين في أمريكا.

المراكز الإسلامية في أمريكا

وفي هذا التقرير سنرصد لكم أبرز المراكز والمساجد بأمريكا :

المركز الإسلامي بواشنطن Islamic Center of Washington

 هو مركز ثقافي إسلامي ومسجدا يقع بالعاصمة واشنطن في افتتح عام 1957، وعن سبب النشأة، فقد جاءت فكرته عندما توفي السفير التركي “منير إرتگون”، ولم يجدوا مسجدا للصلاة عليه .

وزار المركز الذي يضم  مكتبة وفصول لدراسة الإسلام واللغة العربية، العديد من الرؤساء والمشاهير .

التجمع الإسلامي في أمريكا الشمالية

هو أحد المؤسسات الإسلامية في العالم الغربي ، حيث يقوم بدور كبير في حياة المسلمين المقيمين في تلك المجتمعات الغربية .

  • تم إنشائه عام 1992م .
  • يقع مقره الرئيسي في مدينة “آن آربر” بولاية ميتشيجان الأمريكية .
  • أنشأ إذاعة إسلامية عبر الإنترنت
  • من مهامه :
    الدعوة الإسلامية في العالم الغربي .
    توفير الخدمات الاجتماعية والعلمية .
     دعوة غير المسلمين للإسلام من خلال برامج بعينها .

  كما أصدر التجمع العديد من المجلات والكتب والمواقع الإلكترونية من أجل المسلمين، ومنها ما يلي :

  • مجلة المنار الجديد، وموقعها الإليكتروني www.almanar.net
  • مجلة العصر، وموقعها الإليكتروني هو www.alasr.ws
  • موقع طريق الإسلام
  • إذاعة طريق الإسلام وتبث باللغة العربية ، وتضم أكبر مكتبة صوتية على الإنترنت www.islamway.com
  • مشروع مكتبات السجون ، حيث يعتبر المساجين من أكثر فئات المجتمع إقبالا على الدخول إلى الدين الإسلامي .
  • هذا بالإضافة إلى عقد العديد من الندوات بين الحين والآخر.

دراسة تثبت ارتفاع عدد المساجد بأمريكا

أظهرت دراسة نشرتها شبكة ” صوت أمريكا ” في عام 2010، أن عدد المساجد ارتفع إلى 2106 مسجدا، وهذا الرقم يشير إلى  أن عدد المساجد زاد بنسبة 74% منذ عام 2000 الذي كان وقتها 1209 مسجدا .

  • أما في عام 2015، فتقريبا قدر عدد المساجد في أمريكا وفي جميع الولايات بحوالي 4856 مسجدا .

المؤسسات و المراكز الإسلامية في أمريكا

موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوكتويترمشاركة عبر البريدطباعة

المراكز الإسلامية في أمريكا

المراكز الإسلامية في أمريكا هي مؤسسات نشأت لخدمة أبناء الجالية المسلمة في أمريكا، وتمتد خدماتها في أحيان كثيرة إلى غير المسلمين، الهدف الأساسي للمراكز الإسلامية هو الحفاظ على هوية المسلمين في أمريكا وربطهم بهويتهم الإسلامية التي تختفي مظاهرها في مجتمع يجمع بين مختلف الثقافات والديانات.

أيضا المدارس الإسلامية التي نجحت في تأسيسها المراكز الإسلامية حققت نجاحا كبيرا وتميزا بين مدارس أمريكا الحكومية والخاصة، إلى جانب مساعدة المسلمين غير الأمريكيين على الحصول على الجنسية الأمريكية والعديد من الخدمات الأخرى، تعالوا بنا نتعرف على أهم وأشهر المراكز الإسلامية في أمريكا.

المراكز الإسلامية في أمريكا

لم نتوصل بالضبط إلى حصر عدد المراكز الإسلامية في أمريكا، إلا أننا لاحظنا أن عدد المساجد والذي يصل إلى أكثر من 2016 مسجدًا هو عدد لابأس به، المسجد أيضا أحد المؤسسات المختصة بخدمة المسلمين في أمريكا، كما أن هناك مراكز إسلامية بولايات هامة جدا بأمريكا مثل المركز الإسلامي بنيويورك وآخر في واشنطن و3 آخرين في كاليفورنيا وغير ذلك من المراكز والمجمعات الإسلامية.

المركز الإسلامي الأمريكي

  • يعد المركز الإسلامي الأمريكي أحد المساجد الشيعية الهامة في أمريكا.
  • يقع المركز في ولاية ميتشيغان وتحديدا في مدينة ديربورن.
  • تأسس المركز عام 1964 م ثم تم إلحاق المسجد به عام 2005.
  • يعد مسجد المركز الإسلامي المسجد الأكبر في أمريكا الشمالية.
  • يتسع المسجد ل 3000 مصلي.
  • مساحة المسجد تبلغ 11150 مترا مربعًا.
  • يتميز المسجد بعمارة فريدة ( قبة ذهبية، منارتان، أبوابه من تركيا، جرانيت المسجد من الهند، أما عن الخشب فإنه من الفلبين).

وسائل التواصل مع المركز الاسلامي الأمريكي

  • عنوان المركز: 19500 Ford Rd, Dearborn, MI 48128، الولايات المتحدة.
  • الهاتف: +1 313-593-0000
  • الموقع الالكتروني: http://www.icofa.com/

المركز الإسلامي في واشنطن

  • يقع المركز الإسلامي في واشنطن العاصمة بنفس الصف الذي تقع به معظم السفارات.
  • تم افتتاح المركز عام 1957 وكان أكبر مركز إسلامي في نصف الكرة الغربية آنذاك.
  • يقصد 600 مصلي المسجد كل أسبوع لأداء صلاة الجمعة على 3 مرات.
  • زار المسجد العديد من الشخصيات الأمريكية الهامة.
  • أبرز من زار المركز الإسلامي في واشنطن هو الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش.
  • زيارة جورج بوش كانت بعد أحداث سبتمبر بغرض طمأنة المسلمين الأمريكيين وإرسال رسالة أن الإسلام دين سلام بصرف النظر عن المتطرفين.
  • يبلغ ارتفاع مئذنة المسجد 53 مترا.

وسائل التواصل مع المركز الإسلامي في واشنطن

  • عنوان المركز:  2551 Massachusetts Ave NW, Washington, DC 20008، الولايات المتحدة
  • رقم الهاتف: +1 202-332-8343
  • الموقع الرسمي: http://theislamiccenter.us/

المركز الثقافي الاسلامي في نيويورك

  • يعد المركز الثقافي الاسلامي في نيويورك واحد من أهم وأقدم المراكز الإسلامية في أمريكا
  • يقع المركز في مدينة مانهاتن بمدينة نيويورك
  • تأسس المركز عام 1956م
  • كان المركز في البداية بيت ريفي شديد البساطة
  • اتسع المركز بعد ذلك ليشمل مسجد ومتحف ومكتبة ومدرسة وقاعة للمحاضرات
  • يشهد المركز إقبالا كبيرا من معتنقي الإسلام الجدد

وسائل التواصل مع المركز الإسلامي في نيويورك

  • عنوان المركز: 1711 3rd Ave, New York, NY 10029، الولايات المتحدة
  • الهاتف:  +1 212-722-5234
  • الموقع الإلكتروني: http://icc-ny.us/

المركز الإسلامي في كاليفورنيا

  • يقع المركز في جنوب كاليفورنيا بمدينة يوبا سيتي.
  • تأسس المركز عام 1994 بتكلفة قدرها 1,8 مليون دولار.
  • تعرض المركز للحرق في أغسطس عام 1994 وتعد تلك الجريمة هي الأولى من نوعها في أمريكا.
  • تم جمع التبرعات مرة أخرى من سكان المدينة من مختلف الديانات وإعادة بناء المسجد.

هنالك العديد والعديد من المؤسسات والمراكز الإسلامية والمساجد في أمريكا سنتطرق للحديث عنها في مقالات قادمة.

المركز الإسلامي في واشنطن

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرةاذهب إلى التنقلاذهب إلى البحث

المركز الإسلامي في واشنطن
المركز الإسلامي في واشنطن
إحداثيات38°55′01″N 77°03′25″W  
معلومات عامة
القرية أو المدينةواشنطن
الدولةالولايات المتحدة
سنة التأسيس1954  
تاريخ بدء البناء1957
المواصفات
عدد المآذن1
التصميم والإنشاء
المهندس المعماريماريو روسي
الموقع الإلكترونيالموقع الرسمي  
ويكيميديا كومنز المركز الإسلامي في واشنطن
ويكيميديا | © خريطة الشارع المفتوحة
تعديل مصدري – تعديل 

المركز الإسلامي بواشنطن (بالإنجليزية: Islamic Center of Washington)‏ هو مسجد ومركز ثقافي إسلامي في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة. ويقع في صف السفارات في مساتشوستس أڤنيو مباشرة شرق الجسر فوق Rock Creek. عندما افتتح في 1957 كان أكبر مكان مسلم للعبادة في نصف الكرة الغربي. ويقصده نحو 600 مصلي لأداء صلاة الجمعة على ثلاث صلوات.

نشأت فكرة الجامع في 1944 عندما توفي السفير التركي منير إرتگون ولم يكن هناك مسجداً للصلاة عليه. لعب المجتمع الدبلوماسي في واشنطن دوراً قيادياً في إنشاء المسجد. وقد جاء الدعم من معظم الدول الإسلامية حول العالم متبرعين بالمال والزخرفة والحرفيين لدعم المشروع كما ساهم في ذلك أيضاً الأمريكان المسلمون. الموقع تم شراؤه في 1946 وتم وضع حجر الأساس في 11 يناير 1949. المبنى صممه المعماري الإيطالي ماريو روسي وافتتح في 28 يونيو 1957 بحضور الرئيس دوايت أيزنهاور. وقد تبرع شاه إيران الأخير بالطنافس الفارسية لتغطية أرضية إيوان المسجد.[1] وما زال المركز يديره مجلس محافظين مكون من مختلف السفراء. وتصطف حول المبنى أعلام الدول الإسلامية حول العالم.

وقد زار المركز العديد من الشخصيات رفيعة المستوى، بما فيهم العديد من الرؤساء. أعلى الزيارات من حيث التغطية الإعلامية كانت زيارة الرئيس جورج و. بوش في 17 سبتمبر 2001 بعد أيام من هجمات 11 سبتمبر 2001.[2] وعلى التلفزيون الوطني، تلى بوش آيات من القرآن وعمل على طمأنة الأمريكان أن الغالبية العظمى من المسلمين مسالمون.

وبالإضافة للمسجد، يضم المركز مكتبة وفصول لدراسة الإسلام واللغة العربية.

المسجد كان أحد ثلاث مباني استـُولِي عليهم في الحصار الحنفي 1977. وحينها أخذ المسلحون الأمريكان المسلمون السود رهائن وطالبوا بعدة أشياء، منها تدمير جميع نسخ فيلم الرسالة لأنهم اعتبره مدنس.”[3]

المراجع[عدل]

  1. ^ p.10 of brochure نسخة محفوظة 12 نوفمبر 2012 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ President Bush Rededicates Islamic Center of Washington, Press release of the White House on June, 27th 2007 نسخة محفوظة 27 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ Theresa Vargas (12 مارس 2007)، “‘Some Things You Never Forget’: Thirty years ago, gunmen stormed three D.C. buildings, taking 150 hostages and one life”، واشنطن بوست، ص. B01، مؤرشف من الأصل في 14 يونيو 2018.
Islamic Center of Washington - 2551 Massachusetts Avenue NW.jpg

المركز الإسلامي في واشنطن


إحداثيات38°55′01″N 77°03′25″Wمعلومات عامةالقرية أو المدينةواشنطنالدولةالولايات المتحدةسنة التأسيس1954  تاريخ بدء البناء1957المواصفاتعدد المآذن1التصميم والإنشاءالمهندس المعماريماريو روسيالموقع الإلكترونيالموقع الرسميويكيميديا كومنز

الإسلام في الولايات المتحدة

هذه صفحة مكتوبة بالعربية البسيطة، انظر الصفحة الأصلية

الأمريكان المسلمونمالكولم اكس • كيث إليسون • أندريه كارسون • زلماي خليلزاد • سراج وهاج • جرمين جاكسون • الملكة نور من الأردن • ديف شابل • كريم عبد الجبار • رشيد ولاس • شاكيل اونيل • محمد علي كلاي • مايك تايسون • أيس كيوب • نورين ده‌ولف • فريد زكرياالتعداد الإجماليح. 3.45 مليون (تقديرات 2017)المناطق ذات التواجد المعتبرأكبر تجمعات المسلمين تتواجد في كاليفورنيا، نيويورك، إلينوي، نيوجرزي، إنديانا، مشيغن، فرجينيا، تكساس، اوهايو، ومريلاند.اللغاتالإنغليزية الأمريكية، العربية، اردو
جزء من السلسلات حول
إسلام حسب البلد
الإسلام في أفريقيا[اظهر]الإسلام في آسيا[اظهر]الإسلام في أوروبا[اظهر]الإسلام في الأمريكتين[اظهر]الإسلام في أوقيانوسيا[اظهر] ع • ن • ت

الإسلام هو ثالث أكبر ديانة في الولايات المتحدة، بعد المسيحية واليهودية.[1] قدرت دراسة أجريت عام 2017 أن هناك 3.45 مليون مسلم يعيشون في الولايات المتحدة، أي حوالي 1.1 بالمائة من إجمالي سكان الولايات المتحدة.[2]

بينما يقدر أن من 10 إلى 20%[3][4] من العبيد الذين جُلبوا من أفريقيا إلى أمريكا الاستعمارية وصلوا وهم مسلمين،[5][6] زقُمع الإسلام في المزارع.[3] قبل أواخر القرن 19، قبل أواخر القرن التاسع عشر ، كانت الغالبية العظمى من المسلمين غير المستعبدين الموثقين في أمريكا الشمالية من التجار والمسافرين والبحارة.[5]

تنقسم الولايات المتحدة إلى ثلاث مناطق، المنطقة الأولى تمتد وسط القارة الأمريكية بين المحيطين الأطلسي والهادي، وبين كندا في الشمال وخليج المكسيك وجمهورية المكسيك في الجنوب وتضم ثماني وأربعين ولاية ويطلق عليها الكتلة الأم. أما القسم الثاني من الولايات المتحدة فيضم ولاية الأسكا وهي الولاية رقم تسع وأربعين في الأتحاد. والقسم الثالث من أراضي الولايات المتحدة يتمثل في جزر هاواى وكانت تعرف قديماً بجزر ساندوتش وهي الولاية الخمسين.

فهرست

التاريخ[تحرير | عدل المصدر]

المسلمون الإوائل في الولايات المتحده[تحرير | عدل المصدر]

أول ما ذكر عن دخول الإسلام للولايات المتحدة أنه دخل في القرن السادس عشر. وكان أول مسلم هو إستفانكو من اذامورا وهو عبد مسلم بربري من شمال افريقيه جاء كمستكشف لمنطقتي أريزونا ونيو مكسيكو لصالح الامبراطورية الاسبانية تحت راية المستكشف الفاريز دي فاكا 1539. ولكن ما يقال بعيد عن ذلك حيث انه لم يعلن إسلامه هروبا من ملاحقة محاكم التفتيش الاسبانية ضد مسلمي شبه الجزيرة الايبرية بعد خروج عرب الاندلس منها.

  • في نهايه القرن الثامن عشر الميلادي استوطن مجموعه من المغاربه في جنوب كاليفورنيا كنوع من التبادل الدبلوماسي.[بحاجة لمصدر] وفي عام 1778 اعلن سلطان المغرب الاعتراف الكامل بالولايات المتحدة ضمن حزمة حلول لحروب الساحل البربري.
  • في عام 1796 وقع جون أدمز علي معاهده مفادها ان الولايات المتحدة ليس لديها اتجاهات

عدائية للدين الإسلامي.

  • في عام 1893 كان الكسندر رسل وب الوحيد الذي مثل الإسلام في البرلمان الأول لاديان العالم.

العبيد المسلمون[تحرير | عدل المصدر]

صورة عبد الرحمن ابراهيم بن صوري الذي كان أميراً مسلماً من غرب أفريقيا واُحضر عبداً إلى الولايات المتحدة.

  • العبيد المسلمون يشكلون حوالي 10%-20% من عدد العبيد الذي تم نقله في عهد الاسبان والبرتغالين والانجليز والفرنسين والهولنديين وكان بدأ استيراد العبيد في القرن السادس عشر الميلادي وان كاننصف العبيد جائو من مناطق بها علي الاقل اقليه مسلمه ومتاثره بالأف ومن اشهر امثله العبيد المسلمين أيوب سليمان ديالو ويقال انه أثناء صلاته قام احد الاطفال البيض بالقاء القذاره عليه وهناك أيضا عمر بن سعيد الذي تم احضاره من السنغال في القرن التاسع عشر وشكل قدومه مرحلة هامة لترجمته كتابات هامة عن الإسلام منها الطريق للصلاه وبعض الايات القرأنيه النصر رقم 110، وهناك بلال بن محمد بن علي الذي وصل لجزيره لسبيلو خلال عام 1803 م وخلال العبوديه أصبح القائد والامام لمجتمع المسلمين الذي يقدر في ذالك الوقت بثمانين شخص وله مايسمي بمستند بن علي تتكون من 13 صفحه عن الرساله الإسلامية.
  • كان أيوبا سليمان ديالو نجل إمام بوندا في أفريقيا، قبل أن يُستعبد.
  • كان عمر ابن سعيد كان عالماً إسلامياً من السنغال.
  • سورة الملك، نسخ عمر بن سعيد.
  • كان أيوبا سليمان ديالو نجل إمام بوندا في أفريقيا، قبل أن يُستعبد.
  • كان عمر ابن سعيد كان عالماً إسلامياً من السنغال.
  • سورة الملك، نسخ عمر بن سعيد.
كان أيوبا سليمان ديالو نجل إمام بوندا في أفريقيا، قبل أن يُستعبد.
كان عمر ابن سعيد كان عالماً إسلامياً من السنغال.
سورة الملك، نسخ عمر بن سعيد.
صورة عبد الرحمن ابراهيم بن صوري الذي كان أميراً مسلماً من غرب أفريقيا واُحضر عبداً إلى الولايات المتحدة.

رسالة جورج واشنطن إلى محمد بن عبد الله تقديراً لمعاهدة السلام والصداقة الموقعة عام 1787.
يارو ماموت (محمد يارو)، 1819. بورتريه رسم تشارلز ولسون بيل، متحف فيلادلفيا للفنون.
مهاجر تركي في نيويورك عام 1912.
جيرترودس سيرنا وحجي علي (هاي جولي).
مجموعة من المهاجرين ، معظمهم يرتدون الطرابيش، يحيطون بإناء كبير مزين بالنجمة والهلال رمز الإسلام والأتراك العثمانيين (1902-1913).
المفتي محمد صادق، أول المبشرين بالأحمدية في الولايات المتحدة.
لويس فرخان، زعيم أمة الإسلام منذ 1981.
وفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية (2009)، فإن أكبر المجموعات العرقية للمسلمين الأمريكيين هم من أصول جنوب آسيوية، عربية وأفريقية أمريكية.
مسجد مريم في شيكاغو، المقر الرئيسي لأمة الإسلام.
مسجد مالكولم شاهباز في مدينة نيويورك، كان يُعرف باسم المسجد رقم 7.
حشد من المسلمين السود يصفقون خلال رسالة إلايجا محمد السنوية ليوم المخلصين في شيكاغو عام 1974.
المركز الثقافي الإسلامي في نيويورك، منهاتن، في مدينة نيويورك.
المركز الإسلامي في توليدو الكبرى، أوهايو.
جامع عمر بن الخطاب في باترسون، نيوجرزي.
المركز الإسلامي بأمريكاديربورن، مشيغن
مسجد الجمعية الإسلامية في بوسطن في روكسبري
لوحة بفن البوب لمحمد علي كلاي.
إلهام عمر (في الصورة) و رشيدة طليب أول امرأتان مسلمتان يتم انتخابهن للخدمة في الكونغرس.
مسجد النصر، ویلینغبورو، نيوجرزي، بتصميم قبة كلاسيكية
أئمة من عشرة مساجد في مينيسوتا
مسجد الجمعية الإسلامية في بوسطن في روكسبري.
المركز الإسلامي بأمريكا، ديربورن، مشيغن
مسجد الجمعية الإسلامية في بوسطن في روكسبري.
مركز توسن الإسلامي, توسن، أريزونا.
عدد المساجد لكل مليون مقيم في كل ولاية أمريكية ومنطقة كولومبيا اعتباراً من 2020
الرئيس جورج دبليو بوش داخل المركز الإسلامي بواشنطن، العاصمة.
أطفال مسلمون في مدينة نيويورك يدعمون مسجد غراوند زيرو.
نصب تذكاري لعام 2016 الهجوم على نادي ليلي في أورلاندو
رومن إقبال (وسط الصورة) في مؤتمر صحفي بمقرات كير في كولمبس، أوهايو، 2018

الثورة الأمريكية وما بعدها[تحرير | عدل المصدر]

الثورة الأمريكية وما بعدها[تحرير | عدل المصدر]

الهجرات الحديثة فيما قبل الحرب العالمية الأولي[تحرير | عدل المصدر]

حيث ان عدد صغير من المسلمين بداء في الهجره للولايات المتحده الامريكيه منذ عام 1840 م وكانت من البلاد التي تخضع لحكم الخلافه العثمانيه. في عام 1906 م قام المسلمين البوسنين في شيكاغوا بإنشاء جماعه الهجره وهي أقدم مجتمع تعاوني للمسلمين في الولايات المتحده الامريكيه واقاموا مدرسه تقام ليوم الاحد تحت اشراف الشيخ كمال ادفينش وهو متخرج من الازهر الشريف. في عام 1907 م قام المهاجرين التتار من روسيا وبولندا وليتوانيا بتاسيس اول منظومه إسلاميه في نيوريورك. في عام 1915م قام المهاجرين الالبان بإنشاء اول مسجد في بيدفورد (في نهايه عام 1952 م كان هناك اكثر من عشرين مسجد في الولايات المتحده الامريكيه). في عام 1920 م تم البدء في اول حمله للدعوه الإسلاميه في الولايات المتحده الامريكيه بواسطه مسلم هندي وتبعها إنشاء مسجد الصديق في عام 1921 م (اقرب للزاويه في الحقيقه لانه لم يكن مرخص). في عام 1934م تم ترخيص اول مبني ليكون مسجد وذلك في سيدار رابيدز، أيوا.

حركات المسلمين السود[تحرير | عدل المصدر]

المقالة الرئيسية: تاريخ أمة الإسلام و الجمعية الأمريكية للمسلمينمسجد مريم في شيكاغو، المقر الرئيسي لأمة الإسلام.مسجد مالكولم شاهباز في مدينة نيويورك، كان يُعرف باسم المسجد رقم 7.

في خلال النصف الأول من القرن العشرين عدد قليل من الامريكين السود تحول الي الإسلام وبذكر الامريكين السود لابد من ذكر امه الإسلام أكبر المنظمات الإسلاميه في الولايات المتحده الامريكيه وقد تأسست عام 1903م علي يد والاس فرد محمد والتي جذبت العديد من الناس للإنضمام إليها بالرغم أنها اتخذت أتجاه أخر للإسلام حيث انها أعلت من شأن الجنس الأسود واعتبرت الجنس الأبيض مرادفاً للشيطان ((يري بعض المفكرين انه طبيعي مع موجه الاضطهاد البيضاء للسود طوال عده قرون وانهم اتوا كعبيد وقد استوحي ولاس محمد مبادئ أمه الإسلام الثلاثه من أفكار نوبل درو علي وهي الله هو الرب ,الرجل الأبيض هو الشيطان. وفي عام 1934م توفي إليجا محمد قيادة أمه الإسلام (وقد اعتبر ولاس محمد رسول) ومن أشهر أعضاء أمه الإسلام مالكوم اكس كواجهه للمنظمه أمام المؤسسات الإعلاميه (قبل أن ينفصل لاختلافه مع فكار إليجا محمد وأنشاءه منظمه مسلم موسك انك والملاكم الخالد محمد علي كلاي وتركها أيضا، واتت المرحله الثانيه لإمه الإسلام حدثت بعد وفاه الحاج محمد وتولي إبنه وريث الدين محمد ذمام الأمور وقام بألغاء بعض مبادئ الجماعه ومنها أن والاس كان رسولا ((ليس مبدأ ولكنه صدر عن رئيس الجماعه فارتبطت بها)) وإن الرجل الأبيض ليس شيطانا وأنما إنسان عابد، وقام بتغير اسم المنظمه من أمه الإسلام إلي المجتمع العالمي للإسلام في الغرب ثم تم تغيره مره أخرى إلي المجتمع الإمريكي للإسلام وفي عام 1976 م قدر عدد أعضائها ب 70 ألف عضو ,و بسبب ما قام به دين محمد من أصلاحات في المنظمه رأها اخريين انشقاق قام لويس فاركان بأنشاء منظمه تحمل نفس الاسم أمه الإسلام بنفس المبادئ الثلاثه وبالرغم من أن عدد أعضاءها الأن لا يذيد عن 20 ألف إلا انها ذات تاثير كبير في المجتمع الإسود في الولايات المتحده الأمريكيه حيث أنها نظمت مسيره المليون رجل 1994 م أكبر مسيره منظمه في واشنطن وهيا أيضا تقوم بدعم التعليم الأكاديمي والثقافي والأستقلال الاقتصادي والمسؤليات الإجتماعيه وقد وجهت لإمه الإسلام الحاليه نقد لمعادتها للبيض والمسيحيه والساميه وصنفت كجماعه تدعوا للكراهيه.

القرن 20-21[تحرير | عدل المصدر]

جيرترودس سيرنا وحجي علي (هاي جولي).مهاجر تركي في نيويورك عام 1912.مجموعة من المهاجرين ، معظمهم يرتدون الطرابيش، يحيطون بإناء كبير مزين بالنجمة والهلال رمز الإسلاموالأتراك العثمانيين (1902-1913).

طوائف وجماعات فرعية[تحرير | عدل المصدر]

الأحمدية[تحرير | عدل المصدر]

المقالة الرئيسية: الأحمدية في الولايات المتحدةالمفتي محمد صادق، أول المبشرين بالأحمدية في الولايات المتحدة.

أمة الإسلام[تحرير | عدل المصدر]

لويس فرخان، زعيم أمة الإسلام منذ 1981.

الشيعية[تحرير | عدل المصدر]

انظر أيضاً: الشيعة في الولايات المتحدة

الصوفية[تحرير | عدل المصدر]

الحركة القرآنية[تحرير | عدل المصدر]

اعتناق الإسلام[تحرير | عدل المصدر]

انظر أيضاً: اعتناق الإسلام في السجون الأمريكية

قام ألكسندر اسل وب Alexander Russell Webb ببعض أولى نشاطات الدعوة الإسلامية، الذي أنشأ بعثة في منهاتن في عام 1893؛ على الرغم من تعثرها بسبب نقص التمويل.[7] من عام 1910 إلى عام 1912، تجول عنايت خان Inayat Khan في المدن الأمريكية الكبرى يدعو إلى الإسلام ونجح في اجتذاب جماهير كبيرة وإن لم يكن عدداً كبيراً من الذي قامو بتغيير ديانتهم.[7] كان مفتی محمد صادق أكثر نجاحًا في تحويل الكثير من الأمريكيين إلى الإسلام، حيثُ قام بعمل بعثة في شيكاغو في عام 1920. وكان المتحولون الذين اجتذبهم صادق يميلون إلى الأمريكان الأفارقة.[8]:31–32 بعد فترة وجيزة، بدأت مجموعات المسلمين الأمريكيين الأفارقة الأصليين في إنشاء معبد العلوم المغاربي في شيكاغو عام 1925، وتشكيل أمة الإسلام في عام 1930.[8]:34–36

25000 أمريكي يعتنقون الإسلام كل عام.[9] أصبح معدل تحويل الأمريكيين لديانتهم 4 مرات أكثر منذ أحداث 11 سبتمبر 2001.[9]

في السنوات الأخيرة، كان هناك تحول كبير إلى الإسلام في السجون الفيدرالية والمحلية بالولايات المتحدة. وفقاً لتشاي مايكل والر J. Michael Waller، يشكل المسلمون 15-20٪ من نزلاء السجون، أو ما يقرب من 350 ألف نزيل في عام 2003. ويذكر والر أن هؤلاء السجناء يدخلون في الغالب إلى السجن بصفتهم غير مسلمين. كما يقول إن 80٪ من السجناء الذين “يجدون الإيمان” أثناء وجودهم في السجن اعتنقوا الإسلام.[10] هؤلاء السجناء الذين قاموا بتغيير دينهم هم في الغالب أمريكيون من أصل أفريقي، مع أقلية صغيرة ولكنها متنامية من أصل لاتيني.[11][12][13]

الديموغرافيا[تحرير | عدل المصدر]

وفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية (2009)، فإن أكبر المجموعات العرقية للمسلمين الأمريكيين هم من أصول جنوب آسيوية، عربية وأفريقية أمريكية.حشد من المسلمين السود يصفقون خلال رسالة إلايجا محمد السنوية ليوم المخلصين في شيكاغو عام 1974.المركز الثقافي الإسلامي في نيويورك، منهاتن، في مدينة نيويورك.المركز الإسلامي في توليدو الكبرى، أوهايو.

لا يقوم مكتب الإحصاء الأمريكي بجمع بيانات عن الهوية الدينية. قدمت مؤسسات ومنظمات مختلفة تقديرات متباينة على نطاق واسع حول عدد المسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة، قال توم دبليو سميث Tom W. Smith، مؤلف كتاب “تقدير السكان المسلمين في الولايات المتحدة”، إنه من بين عشرين تقديراً راجعها خلال فترة خمس سنوات حتى عام 2001، لم يكن أي منها “مستنداً إلى منهجية سليمة علمية أو صريحة. يمكن وصفها جميعاً على أنها تخمينات أو تأكيدات. تسعة منها جاءت من منظمات إسلامية مثل الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية، رابطة الطلاب المسلمين، مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، المجلس الإسلامي الأمريكي وجمعية هارفارد الإسلامية أو “مصادر إسلامية” غير محددة، ولم يقدم أي من هذه المصادر أي أساس لأرقامهم “.”[14] في عام 2005، وفقاً لـ “نيويورك تايمز“، أصبح المزيد من الأشخاص من البلدان الإسلامية مقيمين دائمين قانونياً في الولايات المتحدة – ما يقرب من 96000 – مقارنة بأي عام في العقدين الماضيين.[15][16][17]

وفقاً لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية CAIR، لم يتم إجراء إحصاء علمي للمسلمين في الولايات المتحدة ويجب اعتبار الأرقام الأكبر دقيقة. كما زعم بعض الصحفيين أن الأعداد الأعلى تم تضخيمها لأغراض سياسية.[18][19]

وفقًا لتقدير منتدى بيو، في عام 2017 كان هناك 3.45 مليون مسلم، يشكلون حوالي 1.1٪ من إجمالي سكان الولايات المتحدة،[2] مقارنة بـ 70.6٪ من أتباع المسيحية، 22.8٪ غير متدينين، 1.9٪ يهود، 0.7٪ بوذيين و 0.7٪ هندوس.[1][20] وجد تقرير منتدى بيو عن الدين الأمريكي أن نسبة المسلمين في المجتمع الأمريكي تمثل 0.9٪ من البالغين الأمريكيين في عام 2014، ارتفاعاً من 0.4٪ في عام 2007، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الهجرة. كانت معدلات الاستبقاء مرتفعة، عند 77٪، مماثلة للهندوس (80٪) واليهود (75٪)؛ يصبح معظم الأشخاص الذين يتركون هذه الديانات لا دينيين، على الرغم من أن المسلمين السابقين يصبحون مسيحيون أكثر من الهندوس أو اليهود السابقين. بالمقابل، 23٪ من المسلمين الأمريكيين كانوا متحولين الديانة، بما في ذلك 8 ٪ من تقاليد البروتستانت السود تاريخيًا، 6٪ من غير المنتسبين أو اللادينيين، 4٪ من الكاثوليكية، 3٪ من التقاليد الرئيسية أو الإنجيلية البروتستانتية. حسب العرق، في عام 2014، كان 38٪ من البيض غير اللاتينيين (بما في ذلك العرب والإيرانيون، ارتفاعًا من 32٪ في عام 2007) ، و 28٪ كانوا آسيويين (معظمهم الهنود، الباكستانيون، والبنغلادشيون، صعوداً من 20٪ في 2007)، 28٪ كانوا من السود (أقل من 32٪)، 4٪ من أصل إسباني (أقل من 7٪)، و 3٪ من العرق المختلط أو غيره (أقل من 7٪). منذ عام 2007، قلت نسبة السود، في حين نمت نسب البيض والآسيويين، ويرجع ذلك أساساً إلى الهجرة لأن معظم المسلمين السود كانوا من الأمريكيين السود.[21]

من ناحية أخرى، وفقاً لبيانات المسح الاجتماعي العام في الولايات المتحدة 32٪ ممن نشأوا كمسلمين لم يعودوا يعتنقون الإسلام في مرحلة البلوغ، و 18٪ لا يحملون أي هوية دينية.[22] ووفقًا لمركز بيو للأبحاث، فإن عدد الأمريكيين المتحولين دينياً إلى الإسلام يساوي تقريباً عدد الأمريكيين المسلمين الذين تركوا الدين.[23]

تمركز السكان[تحرير | عدل المصدر]

تم إحصاء عدد 2.595 مليون مسلم في جميع أنحاء الولايات المتحدة في عام 2010،[24] كما شكل السكان المسلمون 0.6٪ من سكان الولايات المتحدة وفقًا لفريد زكريا نقلاً عن مركز بيو للأبحاث، 2010.[25]

حسب الولاية[تحرير | عدل المصدر]

الولايةالنسبة[26]
 إلينوي1.5%
 فرجينيا1.2%
 نيويورك0.5%
 نيوجرزي1%
 تكساس0.2%
 مشيغن0.3%
 فلوريدا0.1%
 دلاوير0.8%
 كاليفورنيا0.1%
 بنسيلفانيا0.1%

المؤسسات الإسلامية[تحرير | عدل المصدر]

جامع عمر بن الخطاب في باترسون، نيوجرزي.

تنتشر المساجد وأماكن الصلاة في معظم أنحاء الولايات المتحدة ويتراوح عددها بين 350 – 400 مسجد ومصلى. تنقسم المساجد وأمامن الصلاة إلى ثلاثة أنماط.

النمط الأول: تضم المساجد اتي بنيت على الطراز الإسلامي وعددها أكثر من 15 مسجداً.

النمط الثاني: عبارة عن أماكن صلاة تتبع الطراز الإسلامي وأقيمت بجهود ذاتية وهي مصليات مؤقتة تقيمها (جالية) حتى تتمكن من بناء مسجد مستقل لأداء الصلاة.

النمط الثالث: عبارة عن أماكن مخصصة لصلاة المسلمين بالجامعات الأميركية وتشرف على هذه الأماكن منظمة الطلاب المسلمين بالولايات المتحدة ولها 19 فرعاً بالولايات المنحدة وكندا.

الشعائر الإسلامية[تحرير | عدل المصدر]

عدد المساجد لكل مليون مقيم في كل ولاية أمريكية ومنطقة كولومبيا اعتباراً من 2020

في 11 مارس 2020، صوت مجلس مدينة باترسون، ثالث أكبر مدن ولاية نيوجرزي الأمريكية على رفع الآذان للصلاة عبر مكبرات الصوت. بموجب هذا القرار، يُسمح برفع الآذان، عبر مكبرات الصوت من المساجد ما بين الساعة 6 صباحاً حتى 10 مساءاً بارتفاع صوت محدد وبما لا يتجاوز خمس دقائق. يبلغ عدد مسلمي باترسون حوالي 30.000 من إجمالي سكان المدينة البالغ عددهم 146.000 نسمة تقريباً.[27]

وبذلك أصبحت باترسون المدينة الثالثة التي تسمح بالآذان، بعد هامتراميك وديربورن، مشيغن، وكلاهما في ولاية مشيغن الأمريكية.

المراكز الإسلامية[تحرير | عدل المصدر]

المركز الإسلامي بواشنطنواشنطن، دي سيالمركز الإسلامي بأمريكاديربورن، مشيغنمسجد الجمعية الإسلامية في بوسطن في روكسبري

توجد المراكز الإسلامية في واشنطن، ونيويورك، ولوس أنجلس، وهاملتون، أيوا، وفولز تشرش، فرجينيا، وفي ولاية جورجيا، ودترويت، وتوليدو (اوهايو)، وألبوكركه، نيو مكسيكو.

الثقافة[تحرير | عدل المصدر]

لوحة بفن البوب لمحمد علي كلاي.

التعليم الإسلامي[تحرير | عدل المصدر]

أنواع المدارس الإسلامية :

مدارس العطلة الأسبوعية :عددها حوالي 400 مدرسة تدرس أبناء المسلمين في أثناء العطلة الأسبوعية.

مدارس المعسكرات الصيفية :عددها حوالي 200 مركز، يدرب الأطفال على السلوك الإسلامي وممارسة شعائر دينهم باسلوب عملي.

الأكاديمية الإسلامية السعودية في واشنطن : تأسست عام (1404 هـ – 1984 م) هدفها تعليم أبناء المسلمين إلى جانب المنهج العام في الولايات المتحدة.

المدارس الدينية الإسلامية :تدرس الطالب منهج إسلامي إلى جانب مناهج التعليم العام في الولايات المتحدة.

معهد الدراسات الإسلامية في لوس انجلوس : تأسس في سنة 1975 م لتزويد المسلمين ببرامج مكثفة للدراسات الإسلامية.

مدارس الأخت كلارا :أنشأت هذه المدارس الهيئة الإسلامية الأمريكية ،تضم مناهجها الدراسات الإسلامية واللغة العربية.

المدارس العامة :توجد في تجمعات المسلمين حيث تدرس اللغة العربية في المدارس الحكومية.

السياسة[تحرير | عدل المصدر]

إلهان عمر (في الصورة) و رشيدة طليب أول امرأتان مسلمتان يتم انتخابهن للخدمة في الكونغرس.

المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة[تحرير | عدل المصدر]

مسجد النصر، ویلینغبورو، نيوجرزي، بتصميم قبة كلاسيكيةأئمة من عشرة مساجد في مينيسوتامسجد الجمعية الإسلامية في بوسطن في روكسبري.

  • الجمعية الإسلامية الإمريكية وهي خليفة منظمة أمة الإسلام وأيضا تعرف بالمسلمين السود ومنظمه المجتمع الإسلامي الإمريكي وتعترف بزعامه وريث الدين محمد التاريخيه وعدد أعضائها يتراوح بين 2-3 مليون مسلم وهي أكبر منظمه في الولايات المتحدة.
  • الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية وهي عباره عن اتحاد لمنظمات المهاجرين المسلمين وأغلب أعضاءها من المهاجريين ومن المرجح ان يكون عدد أعضاءها تجاوز منظمه المجتمع الإسلامي الغمريكي حيث أن عدد كبير من المساجد المستقلة أنتكمت لريتها كما أن أكبر تجمع للمسلمين في الولايات المتحده يحدث عند تجمع أعضاءها مره سنويا
  • الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية

• المجلس الأعلي الإسلامي الإمريكي

  • المجلس الإسلامي لإمريكا الشماليه
  • اتحاد الطلبه المسلمين مركز المعلومات الإسلامي
  • رابطة الشباب المسلم في أمريكا
  • مجلس الجمعيات الإسلامية
  • الغرفة التجارية الإسلامية في الولايات المتحدة
  • المعهد الأمريكي للشؤون الإسلامية
  • الوقف الإسلامي في أمريكا الشمالية
  • مؤسسة العلوم الطبية الإسلامية
  • مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية

السجون الأمريكية والإسلام[تحرير | عدل المصدر]

المركز الإسلامي بأمريكا، ديربورن، مشيغن

حيث يقول مايكل والر وإن المسلمون في السجون عددهم حوالي 350,000 سجين ويشكلون نسبه 17%-20% من عدد السجناء معظمهم أفارقه أمريكين حيث أن 80 % من المساجين الذين يبحثون عن ملاذ لحياتهم والأيمان يتحولون للإسلام.

الآراء عن أمريكا والإسلام[تحرير | عدل المصدر]

مسجد الجمعية الإسلامية في بوسطن في روكسبري.مركز توسن الإسلامي, توسن، أريزونا.

انطباعات الشعب الأمريكي عن الإسلام[تحرير | عدل المصدر]

أفاد مسح وطني أجراه مركز بيو للأبحاث ومنتدى بيو حول الدين والحياة العامة في عام 2003 أن نسبة الأمريكيين الذين لديهم وجهة نظر غير مواتية للإسلام زادت بنقطة مئوية واحدة بين عامي 2002 و 2003 إلى 34٪، ثم بنقطتين أخريين في عام 2005 حتى تصبح النسبة 36٪. في الوقت نفسه، انخفضت النسبة المئوية التي ردت على أن الإسلام كان أكثر ميلًا لتشجيع العنف من الديانات الأخرى من 44٪ في يوليو 2003 إلى 36٪ في يوليو 2005.[28]

استطلاع نيوزويك للأمريكيين غير المسلمين، يوليو 2007[29]
العبارةموافقغير موافق
المسلمون في الولايات المتحدة
موالين للولايات المتحدة كما هم للإسلام
40%32%
المسلمون لا يتغاضون عن العنف63%
القرآن لا يتغاضى عن العنف40%28%
الثقافة الإسلامية لا تمجد
الانتحار
49%41%
المسلمون الأمريكيون “مسالمين” أكثر
من غير الأمريكيين
52%7%
يتم استهداف المسلمين بشكل غير عادل من قبل
تطبيق القانون
38%52%
تعارض الاعتقالات الجماعية للمسلمين60%25%
يجب السماح للطلاب المسلمين
لارتداء الحجاب
69%23%
سيصوت لمسلم مؤهل
لمنصب سياسي
45%45%

أظهر استطلاع بيو في يوليو 2005 أيضاً أن 59٪ من البالغين الأمريكيين ينظرون إلى الإسلام على أنه “مختلف تماماً عن دينهم”، بانخفاض نقطة مئوية واحدة عن عام 2003. وفي نفس الاستطلاع، كان لدى 55٪ رأي مؤيد للأمريكيين المسلمين، بزيادة أربع نقاط مئوية عن 51٪ في يوليو 2003.[28] Aأظهر استطلاع أجرته جامعة كورنيل في ديسمبر 2004 أن 47٪ من الأمريكيين يعتقدون أن الدين الإسلامي أكثر ميلاً من غيره لتشجيع العنف بين معتنقيه.[30]

أظهر استطلاع أجرته شبكة سي بي إس في أبريل 2006 ذلك، من حيث الأديان.[31]

يظهر استطلاع بيو ذلك، من حيث الأتباع[28]

انطباعات المسلمين الأمريكان عن الولايات المتحدة[تحرير | عدل المصدر]

استطلاع آراء PEW حول المجتمع الأمريكي [32]
العبارةمسلمين
الولايات المتحدة
عامة
الناس
توافق على أنه بإمكان المرء
المضي قدماً بالعمل الجاد
71%64%
قيِّم مجتمعهم على أنه
“ممتاز” أو “جيد”
72%82%
الوضع المالي الشخصي
ممتاز أو جيد
42%49%
راضٍ عن حالة
الولايات المتحدة.
38%32%

في استطلاع عام 2007 بعنوان “الأمريكيون المسلمون”: الطبقة الوسطى ومعظم التيار الرئيسي، وجد مركز بيو للأبحاث أن المسلمين الأمريكيين

مستوعبون إلى حد كبير، سعداء بحياتهم، ومعتدلون فيما يتعلق بالعديد من القضايا التي قسمت المسلمين والغربيين حول العالم.[32]

قال 47٪ من المستطلعين إنهم يعتبرون أنفسهم مسلمين أولاً وأميركيين ثانياً. ومع ذلك، تمت مقارنة هذا بـ 81٪ من مسلمي بريطانيا و 69٪ من مسلمي ألمانيا، عند طرح السؤال المماثل. يوجد تفاوت مماثل في الدخل، نسبة المسلمين الأمريكيين الذين يعيشون في فقر أعلى بنسبة 2٪ من عموم السكان، مقارنة بـ 18٪ تفاوت للمسلمين الفرنسيين و 29٪ فارق بين المسلمين الإسبان.[32]

حياة المسلم الأمريكي بعد هجمات 11 سبتمبر[تحرير | عدل المصدر]

الرئيس جورج دبليو بوش داخل المركز الإسلامي بواشنطن، العاصمة.أطفال مسلمون في مدينة نيويورك يدعمون مسجد غراوند زيرو.

بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، شهدت أمريكا زيادة في عدد جرائم الكراهية المرتكبة ضد الأشخاص الذين يُنظر إليهم على أنهم مسلمون، ولا سيما أولئك المنحدرين من أصول شرق أوسطية وجنوب آسيوية. تم توثيق أكثر من 20 فعلاً من أفعال التمييز والعنف في فترة ما بعد 11 سبتمبر من قبل وزارة العدل الأمريكية.[33] بعض هذه الأعمال كانت ضد مسلمين يعيشون في أمريكا، كما كانت هناك أفعال أخرى ضد أولئك المتهمين بأنهم مسلمون، مثل السيخ، وأشخاص من خلفيات عربية وجنوب آسيوية[33] Aوجد منشور في مجلة علم النفس الاجتماعي التطبيقي دليلاً على أن عدد الهجمات ضد المسلمين في أمريكا في عام 2001 ارتفع من 354 إلى 1501 بعد 11 سبتمبر.[34] في العام نفسه، أفاد المعهد العربي الأمريكي عن زيادة في جرائم الكراهية ضد المسلمين تتراوح من التمييز وتدمير الممتلكات الخاصة إلى التهديدات والاعتداءات العنيفة، التي أسفر بعضها عن وفيات.[35][36][37]

التطرف الجهادي[تحرير | عدل المصدر]

المقالة الرئيسية: التطرف الجهادي في الولايات المتحدةنصب تذكاري لعام 2016الهجوم على نادي ليلي في أورلاندو

الخوف من الإسلام[تحرير | عدل المصدر]

المقالة الرئيسية: الخوف من الإسلام في الولايات المتحدةمظاهرة مناهضة لـ الشريعة في رالي، كارولاينا الشمالية، 10 يونيو2017رومن إقبال (وسط الصورة) في مؤتمر صحفي بمقرات كير في كولمبس، أوهايو، 2018.

في 15 ديسمبر 2021، أقال مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، أكبر منظمة للدفاع عن المسلمين في الولايات المتحدة، مدير فرعه في أوهايو‭ ‬بعد اتهامات بإرسال معلومات سرية إلى منظمة معادية للمسلمين. وقال المجلس في بيان إن “مديره في أوهايو رومين إقبال اعترف بالعمل مع منظمة المشروع الاستقصائي حول الإرهاب (آي.بي.تي)، التي تصف نفسها بأنها (مركز بيانات حول الجماعات الإرهابية الإسلامية المتطرفة)، عندما جرت مواجهته بأدلة ارتكابه لمخالفات”. وقال قادة المجلس في بيان منفصل اليوم التالي إن “هذه الخيانة وانتهاك الثقة جرى التخطيط لها ولأهدافها منذ سنوات”.[38]

وزعمت منظمة آي.بي.تي في بيان لها أن للمجلس علاقات مع حركة حماس الفلسطينية، قائلة إنها “لن تتردد في كشف وفضح النشاط الإسلامي المتطرف على الأراضي الأمريكية من قبل مجموعات مثل مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية الذي يهدد أمننا القومي”، بينما ينفي المجلس وجود أي علاقات له بحماس. وأوضح المجلس في بيانه أنه استأجر مختصاً في الطب الشرعي من الخارج للتحقيق في الأدلة التي تلقاها العام الماضي على أن منظمة “آي.بي.تي” حاولت التسلل إلى منظمات إسلامية أمريكية.

وأضاف أن المختص أبلغه في نوفمبر 2021 بأن إقبال كان يتبادل مع “آي.بي.تي” المعلومات “خلسة” ومنها محادثات مسجلة وخطط استراتيجية ورسائل بريد إلكتروني خاصة. وتابع أن الأدلة التي تلقاها العام الماضي أظهرت أن (آي.بي.تي) كانت “تتواصل وتقدم المساعدات للمخابرات الإسرائيلية مع مكتب رئيس الوزراء آنذاك بنيامين نتنياهو“.

صور مشاهير مسلمين أمريكين

Muslim Americans.png
مالكولم اكس • كيث إليسون • أندريه كارسون • زلماي خليلزاد • سراج وهاج • جرمين جاكسون • الملكة نور من الأردن • ديف شابل • كريم عبد الجبار • رشيد ولاس • شاكيل اونيل • محمد علي كلاي • مايك تايسون • أيس كيوب • نورين ده‌ولف • فريد زكريا
التعداد الإجمالي
ح. 3.45 مليون (تقديرات 2017)
المناطق ذات التواجد المعتبر
أكبر تجمعات المسلمين تتواجد في كاليفورنيا

انظر أيضاً[تحرير | عدل المصدر]

مرئيات[تحرير | عدل المصدر]

الهامش[تحرير | عدل المصدر]

  1. أ ب Religious Composition by Country, 2010 Archived March 29, 2016, at Wikiwix Pew Research (Washington DC, April 2015)
  2. أ ب “New estimates show U.S. Muslim population continues to grow”Pew Research Center. January 3, 2018. Retrieved August 16, 2018.
  3. أ ب خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة diouf
  4. ^ Tweed, Thomas A. “Islam in America: From African Slaves to Malcolm X”. National Humanities Center. Archived from the original on July 16, 2009. Retrieved July 21, 2009.
  5. أ ب Manseau, Peter (February 9, 2015). “The Muslims of Early America”The New York TimesArchived from the original on February 11, 2015. Retrieved February 12, 2015. An estimated 20 percent of enslaved Africans were Muslims, and many sought to recreate the communities they had known.
  6. ^ Curtis, Muslims in America, p. 119
  7. أ ب Edward E Curtis. Muslims in America: A short historyOxford University Press. pp. 28–30.
  8. أ ب Edward E Curtis. Muslims in America: A short historyOxford University Press.
  9. أ ب Wilgoren, Jodi (2001-10-22). “A NATION CHALLENGED: AMERICAN MUSLIMS; Islam Attracts Converts By the Thousand, Drawn Before and After Attacks”The New York Times (in الإنجليزية). ISSN 0362-4331. Retrieved 2021-03-25.
  10. ^ Waller, J. Michael (October 14, 2003). “Statement of J. Michael Waller, Annenberg Professor of International Communication, Institute of World Politics, Before the Subcommittee on Terrorism, Technology and Homeland Security, Senate Committee on the Judiciary”. United States Senate. Archived from the original on May 27, 2012. Retrieved January 19, 2017.
  11. ^ “Federal Bureau of Investigation – Congressional Testimony”. Archived from the original on September 25, 2006.
  12. ^ United States Senate, Committee on the Judiciary, Testimony of Mr. Paul Rogers, President of the American Correctional Chaplains Association, October 12, 2003 Judiciary.senate.gov Archived August 28, 2008, at the Wayback Machine.
  13. ^ “Special Report: A Review of the Federal Bureau of Prisons’ Selection of Muslim Religious Services Providers – Full Report” (PDF). Archived (PDF) from the original on May 30, 2009. Retrieved December 6, 2011.
  14. ^ “Tom W. Smith, Estimating the Muslim Population in the United States, New York, The American Jewish Committee, October 2001”. Ajc.org. Archived from the original on February 6, 2006. Retrieved December 6, 2011.
  15. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة autogenerated8
  16. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة autogenerated3
  17. ^ “American Muslim Demographics – Muslim American Populations Outreach Programs”. Allied-media.com. Archived from the original on November 6, 2011. Retrieved December 6, 2011.
  18. ^ قالب:Usurped at Adherents.com. Retrieved January 6, 2006.
  19. ^ Private studies fuel debate over size of U.S. Muslim population Archived December 12, 2004, at the Wayback Machine. – Pittsburgh Post-Gazette. October 28, 2001.
  20. ^ “Demographics”Archived from the original on April 26, 2013. Retrieved May 2, 2013.
  21. ^ “America’s Changing Religious Landscape”. Pew Research. May 12, 2015. Archived from the original on June 23, 2016. Retrieved May 15, 2015.
  22. ^ Darren E. Sherkat (22 June 2015). “Losing Their Religion: When Muslim Immigrants Leave Islam”Foreign AffairsArchived from the original on 2018-11-29. Retrieved 2016-09-18.
  23. ^ Besheer Mohamed; Elizabeth Pobrebarac Sciupac (26 January 2018). “The share of Americans who leave Islam is offset by those who become Muslim”Pew Research CenterArchived from the original on 16 May 2019. Retrieved 11 February 2020.
  24. ^ “Statistics on Religion in America Report – Pew Forum on Religion & Public Life”Archived from the original on February 8, 2013. Retrieved March 5, 2015.
  25. ^ “Region: Americas”Pew Research Center’s Religion & Public Life Project. January 27, 2011. Archived from the original on March 8, 2015. Retrieved March 5, 2015.
  26. ^ Barooah, Jahnabi (June 27, 2012). “PHOTOS: Most And Least Muslim States In America”Huffington PostArchived from the original on June 15, 2013.
  27. ^ “Paterson: 3rd US city greenlights Muslim call to prayer”. yenisafak.com. 2020-03-11. Retrieved 2020-03-11.
  28. أ ب ت Views of Muslim-Americans hold steady after London Bombings – Pew Research Center. 26 July 2005
  29. ^ The latest NEWSWEEK Poll paints a complicated portrait of attitudes toward America’s Muslims.
  30. ^ Restrictions on Civil Liberties, Views of Islam, & Muslim Americans – Cornell University. December 2005
  31. ^ Poll news CBS.
  32. أ ب ت Muslim Americans: Middle Class and Mostly MainstreamPDF (656 KB), Pew Research Center, 22 May 2007
  33. أ ب “Civil Rights Division Post-9/11 Enforcement and Outreach”. U.S. Department of Justice. Archived from the original on November 11, 2013.
  34. ^ Oswald, Debra L. (2005). “Understanding Anti-Arab Reactions Post-9/11: The Role of Threats, Social Categories, and Personal Ideologies”. Journal of Applied Social Psychology35 (9): 1775–1799. doi:10.1111/j.1559-1816.2005.tb02195.x.
  35. ^ “Humanitykingdom.com” (PDF). Archived from the original (PDF) on September 26, 2007. Retrieved December 6, 2011.
  36. ^ Nieves, Evelyn (October 6, 2001). “Slain Arab-American May Have Been Hate-Crime Victim”The New York Times.
  37. ^ Siddiqui, Habib (January 8, 2005). “Home / Articles / Is there a solution to racism? – Media Monitors Network (MMN)”. Usa.mediamonitors.net. Archived from the original on March 20, 2012. Retrieved December 6, 2011.
  38. ^ “مجلس “كير” يقيل مدير فرعه في أوهايو الأمريكية بتهمة التجسس لصالح منظمة معادية للمسلمين وإسرائيل”روسيا اليوم. 2021-12-16. Retrieved 2021-12-16.

المصادر[تحرير | عدل المصدر]

  1. الأقليات المسلمة في الأمريكتين والبحر الكاريبي – سيد عبد المجيد بكر.
  2. هذه أمريكا – زين الدين عبد المقصود.
  3. الإسلام في أمريكا – لويس كوتسمان.
  4. المسلمون في أروبا وأمريكا الشمالية – على المنتصر الكناني.

وصلات خارجية[تحرير | عدل المصدر]

مقال

التشوش الإسلامي الأمريكي

Peter Skerryالجمعة, ديسمبر 9, 2011

muslim_rally001_16x9

بعد مرور عقد من الزمان على أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وصلت أمريكا إلى طريق سياسي وفكري مسدود فيما يتعلق بالمسلمين الذين يعيشون داخلها. لا يزال العديد من الأمريكيين يخشون جيرانهم المواطنين المسلمين، وإن لم يكن كإرهابيين محتملين فكمتعاطفين مع الإرهاب — أو بشكل أعم، كحاملي ثقافة غريبة يتشاركون فيها مع أعداء أميركا.

ما يؤجج هذه المخاوف هي مجموعة من الصحفيين والمدونين التحقيقيين المتحمسين الذين يقومون بتدوير مجموعة من الحقائق حول الأصول إسلامية لمعظم القادة المسلمين وجميع المنظمات الإسلامية الأمريكية الرئيسية. هذه الحقائق مأخوذة إلى حد كبير من الملاحقة القضائية الناجحة للحكومة الفدرالية لمؤسسة الأرض المقدسة، وهي إحدى جبهات حركة حماس، وهذا دليل لا جدال فيه – لكن آثارها أبعد ما تكون عن الوضوح. وكما يكرر النقاد هذه الحقائق ويعيدون النظر فيها، فهي تصطبغ بنوعية الحقائق المُجمَّدة في الوقت، مثل القطع الأثرية للآثار السياسية التي لا توضع أبدًا في أي سياق أوسع. يخفق النقاد في الاعتراف بأن الأفراد الذين يتبنون وجهات النظر الإسلامية في فترة من الفترات لا يبقوا بالضرورة معتنقين لها مع مرور الوقت. ينضج الناس ويتجاوزون حماقة وغضب الشباب، وتتسبب أمريكا في تغيير من يهاجر إليها. 

من ناحية أخرى، ترفض نخبنا السياسية والإعلامية والفكرية على نحو روتيني هذه النتائج على أنها تاريخ قديم غير ذي صلة. هذا أيضًا خطأ من الناحيتين الموضوعية والسياسية: على الرغم من أن هؤلاء القادة وهذه المنظمات لا تمثل جميع (أو حتى أكثرية) المسلمين الأمريكيين، فإنها تسيطر على المساحة السياسية المعنية. وعلاوة على ذلك، كان ومازال لأيديولوجيتها الإسلامية تأثير تكويني على طريقة تفكير المسلمين بشأن مكانتهم في أمريكا وعلاقة أمريكا مع العالم الإسلامي. لا يعترف أيضًا رأي النخبة بشكل منهجي أو يتجاهل حقيقة أن الإسلام هو دين دينامي يسعى بقوة لجمع الأنصار. هذا لا يعني أن القادة المسلمين الأمريكيين إرهابيون أو متعاطفون مع الإرهاب؛ ولا هو انتقاد للطريقة التي يفسرون بها الدعوة لنشر الإسلام. فمثل العديد من المسيحيين، يعتبر العديد من المسلمين أفعالهم النموذجية هي أفضل وسيلة لنشر دينهم. ومع ذلك، يعترف القادة المسلمون بالفعل بأنهم لم يحلموا بهذا منذ زمن، كما قال ذلك البعض، “عَلَم الهلال يرفرف يوم ما فوق البيت الأبيض”. بالنسبة لمعظم القادة، وربما بالنسبة للجميع، هذا خيال بعيد لأنه اصطدم مع الواقع. ولكن يستمر نفوذه باقيًا. 

فشل نخبنا في الاعتراف بمثل هذه الأدلة قد زاد من قلق الأمريكيين. ولكن إذا كانت النخب متعجرفة جدًا بشأن التحديات التي يشكلها الإسلام على أمريكا، فإن المواطنين العاديين والمدافعين عنهم كانوا أكثر تشاؤمًا، وتصوروا سيناريوهات ظهر فيها القادة المسلمين على أنهم ليسوا فقط منحرفين (والتي كانت كثيرة) ولكن أيضًا كأنهم يملكون كل العلم — كما لو كانوا معفيين من الخسارة التي تواجه حتمًا جميع الأطراف السياسية الفاعلة. كان الزعماء المسلمون في الواقع وافدين جدد يجهلون إلى حد كبير مجتمع أمريكا الدينامي الهائل وأوضاعه السياسية المعقدة. ومثل غيرهم من المهاجرين الذين أُجبروا على التعلم والتكيف، فقد قاموا بارتكاب الكثير من الأخطاء. 

ما يغيب بشكل ملحوظ من القصة عن النخبة والعامة هو تقدير كيف غيّرت أمريكا المسلمين. مما لا شك فيه، لم تكن كل هذه التغيرات حميدة. ولكن يجب علينا التصدي لجميعها بنفس القدر. مثل هذا التقدير لا ينقص سذاجتنا حول كفاءة الإسلاميين، ولكن من شأنه أن يساعد أيضًا على استعادة ثقتنا في مرونة المؤسسات والقيم الأمريكية – وهو الإيمان الذي كان غائبًا بشكل لافت للنظر بين النقاد الأكثر تشددًا ضد إسلام الأمريكيين. الأهم من ذلك، أنه قد يعمل على تسهيل تصدينا للتحديات الحقيقية التي تواجهها أمريكا من جهة الإسلام. 

من بين هذه التحديات، فإن أبرزها هو ولاء الأمريكيين المسلمين. هذا لا يعني أن المسلمين هم خائنون فعليًا. لكن ولائهم لهذا الوطن مشوش. هذا الالتباس يرجع في جزء منه إلى تأثير القيم العالمية والسياسات المقابلة (مثل الجنسية المزدوجة)، وإلى عدم رغبة أمريكا المعاصرة الواضحة في وضع مطالب حقيقية على مواطنيها. لكن الارتباك الأمريكي الإسلامي حول الولاء يعكس بوضوح أيضًا التأثير المُعرقِل للقادة الإسلاميين والمؤسسات والإيديولوجية. هذا التحدي الأكثر دهاءً لم يسبق له مثيل في تاريخنا كأمة تكونت من المهاجرين — ولكن في مناقشاتنا حول مسلمي أمريكا، فقد تم التغاضي عنه من قبل كل من النخب الراضية والشعبيين الذين يثيرون المخاوف. 

من هم مسلمو أمريكا؟

عند تقييم مجتمع أمريكا المسلم، قد يكون من الصعب الحصول حتى على الحقائق الأساسية. على سبيل المثال، بعد سنوات من المقابلات والبحوث الميدانية، التقيت بمسلم واحد فقط لم يؤكد بثقة وجود من 6 إلى 10 ملايين من أشقائه وشقيقاته في الولايات المتحدة، وأن أعدادهم تتزايد طوال الوقت. هذه النقطة الثانية صحيحة، ولكن النقطة الأولى بالتأكيد خاطئة. يحظر الإحصاء في الولايات المتحدة جمع معلومات عن الدين، لذلك لا توجد بيانات دقيقة عن حجم المجتمع المسلم. ومع ذلك، فالأكثر قبولاً هو البيانات الواردة من مركز بيو للأبحاث، والتي تقدر وجود حوالي 2.75 مليون مسلم في الولايات المتحدة. وأكثر من 60 ٪ ممن تتراوح أعمارهم بين 18 سنة فأكثر مولودون في الخارج. تدور التقديرات الموثوقة الأخرى حول نفس النطاق.

وبذلك يشكل المسلمون أقل من 1 ٪ من سكان الولايات المتحدة، وهي نسبة أقل بكثير مما هي عليه في دول أوروبا الغربية. وعلى عكس المسلمين الأوروبيين، يميل المسلمون في الولايات المتحدة إلى تحصيل مستويات تعليم ودخل تقارب مستويات العدد الأكبر من السكان. على سبيل المثال، وفقًا لمركز بيو، فإن نسبة المسلمين الذين تخرجوا من كليات هي تقريبًا نفس نسبة جميع الأمريكيين البالغين الذين حققوا ذلك: 26 ٪ من المسلمين مقارنة مع 28 ٪ من السكان ككل. وبالمثل، يصل دخل الأمريكيين المسلمين إلى 100.000 دولار أو أكثر وهو نفس معدل الأمريكيين عمومًا: 14 ٪ من المسلمين مقارنة مع 16 ٪ من جميع البالغين في الولايات المتحدة. مما لا شك فيه أن هذه الأرقام تعكس حقيقة أن المسلمين قد أتوا إلى الولايات المتحدة أساسًا سعيًا في الحصول على تعليم عالي. وكما توحي جيوب الفقر بين جماعات مثل الصوماليين واليمنيين، لم تكن هذه هي الحالة دائمًا: يكشف مركز بيو أيضًا أنه في عام 2011 حصلت نسبة أعلى من المسلمين عن الأمريكيين عمومًا على إيرادات منزلية اقل من 30.000 دولار (45 ٪ من المسلمين مقارنة مع 36 ٪ من جميع الأمريكيين). 

في ظل التساؤلات حول ولاء المسلمين للولايات المتحدة، تجدر الإشارة أيضًا أن مركز بيو يشير إلى معدلات تأقلم عالية بين المسلمين. سبعون في المئة من المسلمين هنا والذين ولدوا في الخارج هم مواطنون أمريكيون. من بين هؤلاء الذين وصلوا قبل عام 1980، فإن جميعهم بالفعل مواطنين الآن؛ ومن بين أولئك الذين وصلوا خلال ثمانينات القرن العشرين فإن حوالي 95 ٪ منهم مواطنون؛ و80 ٪ من أولئك الذين وصلوا في تسعينات القرن العشرين هم مواطنون. 

من الملاحظ في كثير من الأحيان، وإن كان يحظى بقليل من التقدير، هو التنوع الهائل لهذه الفئة الصغيرة (المتزايدة) من السكان. تعد أمريكا موطنًا لكتلة المسلمين الأكثر تنوعًا على هذا الكوكب. الأغلبية الساحقة هي من السُنّة، لكن الشيعة يمثلون حوالي العشر. ويوجد بين السُنّة أيضًا اختلافات كبيرة نابعة من الولاءات للتقاليد التفسيرية القانونية المختلفة، أو ما يسمى المذاهب. على سبيل المثال، فإن قادة أكبر منظمة إسلامية أمريكية، وهي الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية (ISNA)، تتعامل كل عام مع النزاعات بين أعضائها الذين ينتمون للسُنّة في المقام الأول حول أفضل السبل لتحديد بدء شهر رمضان من خلال رؤية القمر. ولأن الإسلام هو دين “مقوِّم للأخلاق” – أي معني بالسلوك أكثر من العقيدة – تكثر الخلافات المماثلة. 

هناك أيضًا الخلافات العرقية والإثنية. والخلافات الأكثر وضوحًا وأهمية هي الخلافات بين المسلمين الأصليين من المهاجرين والأمريكيين من أصل أفريقي. هذا لا يشير إلى حركة أمة الإسلام الذي أسسها لويس فرخان – وهي طائفة صغيرة عنصرية لم يكن لها علاقة كبيرة بالإسلام — ولكن إلى الأمريكيين من أصل أفريقي الذين نشئوا في الإسلام الصحيح أو تحولوا إليه، وهم في العادة سُنة وإن كان هناك أيضًا القليل من الشيعة. بشكل عام، ووفقًا لمركز بيو، يمثل هؤلاء 13 ٪ من جميع المسلمين في أمريكا. (إذا اشتمل ذلك على العدد الكبير من المسلمين المهاجرين من أفريقيا تصبح النسبة حوالي 23 ٪ من المسلمين هنا من السود على الأساس العرقي). 

يجتمع المسلمون الأمريكيون الأفارقة عادة في مساجد خاصة بهم ولهم أساليبهم المميزة في العبادة. ونظرًا لعدم تعودهم على اللغة العربية عمومًا، وهي لغة القرآن، فإنهم غالبًا ما يشعرون بأنهم في وضع غير ملائم بالمقارنة مع أشقائهم وشقيقاتهم من المسلمين المهاجرين. تتفاقم هذه المشاعر من خلال التباين الواضح في الدخل والتعليم والمكانة المهنية. ولأن الأمريكيين الأفارقة قد انجذبوا أساسًا إلى تأكيد الإسلام على المساواة بين المؤمنين، فغالبًا ما يشعرون بخيبة أمل عندما لا يرقى الواقع العملي إلى مستوى المُثل. يمكن أن تتحول خيبة الأمل في بعض الأحيان إلى غضب؛ ومع ذلك، يبذل كلا الجانبان جهودًا متواصلة للتغلب على هذه الفجوة المدفوعة جزئيًا بالنفع السياسي. 

الاختلافات الأقل إثارة هي الاختلافات العرقية والأصل القومي والاختلافات اللغوية. يحدد مركز بيو للأبحاث 77 بلدًا على الأقل جاء منه المسلمين المقيمين في الولايات المتحدة. الفرق الأبرز هو بين المتحدثين باللغة العربية من الشرق الأوسط والأوردو والباشتو، والمتحدثين الهندية من جنوب آسيا. في معظم المناطق الحضرية، يجد المرء “المساجد العربية” و ” المساجد الهندية الباكستانية”، على الأقل وسط السُنة. والاختلاف الأكثر صلة بالنواحي العرقية والوطنية بين الشيعة هو بين الإيرانيين (الفرس) والباكستانيين الهنود. P

وبالطبع لا يتحد بالضرورة العرب والذين من جنوب آسيا لتشكيل مجموعات متميزة. الخط الفاصل بين الهنود والباكستانيين (والبنغلادشيين) واضح. المجموعات العربية الفرعية المختلفة لها أيضًا تاريخها وسياقاتها السياسية المتباينة. فالمصريون الأمريكيون على سبيل المثال لا ينظرون للعالم بنفس الطريقة التي ينظر بها المغاربة الأمريكيون، وليس لديهم نفس المخاوف حول السياسة الأمريكية تجاه بلدانهم الأصلية — حيث تستمر دائمًا علاقاتهم الأسرية والتجارية والسياسية. الفلسطينيون لهم تجربتهم الفريدة والمأسوية. وكما يذكّرنا الربيع العربي، عندما يتعلق الأمر بالسياسة الأمريكية، غالبًا ما ينظم الأفراد أنفسهم ليس كمسلمين أمريكيين بل كليبيين أمريكيين وسوريين أمريكيين، وهكذا دواليك. 

يظهر الخطأ الآخر على أساس أهمية الدين في حياة الناس. وفقًا لمركز بيو، يقول حولي سبعة من بين كل عشرة من المسلمين في أمريكا أن الدين “مهم جدًا” بالنسبة لهم. لكن يقرر أقل من النصف أداء الصلوات الخمس اليومية المفروضة على جميع المسلمين. لا يحضر معظم المسلمون في الولايات المتحدة المسجد بانتظام؛ بل نحو الخُمس في الواقع نادرًا ما يحضر أو لا يحضر مطلقًا. وصرح لمركز بيو نحو الثلث فقط أنهم يذهبون إلى المسجد للمشاركة في أنشطة اجتماعية أو دينية أخرى غير العبادات الدينية المألوفة. من الصعب بالطبع القول بالضبط ما الذي يفسر هذه الاختلافات. فيرى بعض الأمريكيين المسلمين الدين باعتباره مسألة خاصة لا تتفق مع الساحات العامة، وكثير من هؤلاء يفترض أنهم لا يحضرون المسجد أو ينضمون إلى المنظمات الأمريكية الإسلامية. ولكن هناك أيضًا شريحة كبيرة من المسلمين هنا الذين رفضوا الدين، أو اختاروا على الأقل عدم التصرف وفقًا له بأي شكل من الأشكال الواضحة. ويكتفي مثل هؤلاء الأفراد على الأرجح بتعريف أنفسهم على أساس أصولهم القومية. 

كل هذه الاختلافات تجعل الحديث عن أي مجتمع إسلامي أمريكي بمفرده مشكلة كبيرة. يفشل غير المسلمين عمومًا في تقدير مدى صعوبة هذا التنوع الاستثنائي الذي عليه القادة المسلمين الأمريكيين. في الواقع، الحاجة للتغلب على التجزؤ وصياغة هوية سياسية “أمريكية مسلمة” يفسر قدرًا كبيرًا من سلوك القادة ومنظماتهم على السواء. 

الوجه المتغير للاندماج

العنصر البارز الآخر في أي صورة ديموغرافية للأمريكيين المسلمين هو مدى اندماجهم الاجتماعي والثقافي. في هذه الحالة، يصعب الحصول على البيانات الموثوقة أيضًا. ولكن هناك قدرًا كبيرًا من الأدلة المروية والمجزأة التي تؤكد مدى تكيف المهاجرين المسلمين مع الحياة في أمريكا.

أحد الأسباب التي لم تعط لهذا الاتجاه أهمية أكبر قد يكون هو حرج المسلمين حيثما بدءوا من الناحية الثقافية. فمثل غيرهم من الكثير من المهاجرين، لم ينو الطلاب المسلمين الذين وصلوا في أواخر ستينات القرن العشرين عادة البقاء بشكل دائم؛ وحتى بعد تأمين فرص عمل في المهن التي اختاروها، خطط معظمهم للعودة إلى أوطانهم يومًا ما. ولكن خلافًا لغيرهم من المهاجرين، انعزل هؤلاء الوافدون الجدد بشدة عن الثقافة والمجتمع الأمريكي. فلم ينظروا للإسلام على أنه متفوق على اليهودية والمسيحية فقط، بل كانوا يخشون أن يكون خلاصهم مهددًا لمجرد وجودهم في أمريكا. 

كان هذا بالتأكيد هو ما يقوله قادتهم لهم. على سبيل المثال، اطلع على دليل الآباء: دليل للآباء المسلمين الذين يعيشون في أمريكا الشمالية. تم إنتاجه لأول مرة عام 1976 من قبل لجنة المرأة في جمعية الطلاب المسلمين في الولايات المتحدة وكندا، وأعيد إصداره عام 1992 بواسطة منشورات تراست الأمريكية – وهما منظمتان أنشأهما ناشطون من الإخوان المسلمين. انتشر هذا الدليل على نطاق واسع لسنوات عديدة من تجار الكتب في المؤتمرات والاجتماعات الإسلامية، وهو يقرر أن “الإسلام هو نظام شامل لحياة الإنسان ومجتمعه… وبالتالي فإنه متفوقًا بشكل مطلق على أي نظام أو أيديولوجية يمكن للإنسان استنباطها”. وكما يوضح الفصل الخاص بالجنس والزواج، “نحن نعيش في الواقع في بيئة تواجه فيها معاييرنا الإسلامية عن النقاء والاحتشام تهديدًا مستمرًا ويمكن بسهولة أن يُقضى عليها تمامًا”. ثم يحث المؤلفين بعد ذلك المسلمين لتجنب عيد الميلاد وعيد الفصح وعيد جميع القديسين وعيد الحب وعيد الأم وحتى أعياد الميلاد: 

المسلم المخلص محتشم جدًا في نفسه ويخجل أن يكون بؤرة الاهتمام. فهو يدرك أنه لم يخلق حياته الخاصة، ولا يقدر أن يحفظها يومًا بعد يوم وعامًا بعد عام، ولا يعتبر وجوده الخاص يستحق اهتمام الرأي العام في ذكرى ميلاده. 

وما يوضح الأمر أكثر هو تصوير الدليل لأمريكا على أنها من الجاهلية. وكما يوضح المؤلفون، فإن المصطلح يشير إلى “المجتمع الذي يجهل مقاصد خلق الإنسان، وعلاقته ومسؤوليته نحو خالقه، والأهداف التي ينبغي السعي نحوها في هذا العالم.” يأتي مصطلح الجاهلية من معجم المفكرين الإسلاميين مثل أبو علاء المودودي وسيد قطب؛ واستخدمه الإسلاميون المتطرفون في تبرير الإرهاب. لا يستخدم الدليل هذا المصطلح بهذه الطريقة، ولكنه يحث الآباء على “السعي للحفاظ على إسلامنا والإسلام الذي سنورثه لأبنائنا نقيًا وغير ملوثًا باتجاهات هذه الجاهلية، و…تحويل هذه الجاهلية شيئًا فشيئًا إلى الإسلام”. 

في الوقت نفسه، ينص الدليل على أن “لا يتم تقديم أي من هذه الأفكار باعتبارها فتوى أو عقيدة”، ويدعو القراء إلى أن يتعقلوا ويعتمدوا على الحس السليم. في الواقع، على الرغم من الإدانة الواضحة لاحتفالات أعياد الميلاد، يقر الدليل بأنه “إذا كان الطفل المسلم الصغير يشعر برغبة شديدة في هذا الأمر، فلن يتسبب هذا على الأرجح إلا في ضرر بسيط عند الاحتفال بعيد ميلاده بطريقة معتدلة خلال سنواته الأولى”. فيما يتعلق بالمعارف من غير المسلمين، يقول الدليل بأنه على الرغم من أن الأصدقاء المقربين يجب أن يكونوا بالضرورة من المسلمين، ينبغي على الآباء تعليم أولادهم أن “المسلمين يجب أن يعاملوا غير المسلمين بمودة وعدل مثلما يعاملون المسلمين حتى لا يستغلوا [هم] عدم كونهم غير مسلمين كذريعة لسوء السلوك تجاههم”. 

هناك نمط مماثل واضح في مصدر أكثر موثوقية: مُزّمّل صدِّيقي، وهو خريج الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، ومسؤول سابق في رابطة العالم الإسلامي التي تدعمها السعودية، وعضو لفترة طويلة في المجلس الفقهي لأمريكا الشمالية (الهيئة القضائية التي تفسر الشريعة للمسلمين هنا). في مقالة نشرت عام 1986 في إسلاميك هوريزونز [الآفاق الإسلامية]، وهي دورية بعثت بها الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية إلى آلاف الأسر المسلمة، يستشهد صدِّيقي بالتمييز التقليدي بين دار الإسلام، وهي تلك الأماكن التي تسود فيها الشريعة الإسلامية، ودار الكفر، أي الأماكن الأخرى. وباستشهاده بالتعاليم التي تسمح للمسلم أن يقيم في دار الكفر لتنفيذ مهمة محددة لكن “يجب العودة إلى دار الإسلام بمجرد الانتهاء من هذه المهمة”، لا يدع صدِّيقي مجالاً للشك بأن أمريكا هي دار كفر، و”نحن في خطر اندماج حقيقي في ثقافة غير إسلامية”. ولكن المدهش بعد ذلك أن صدِّيقي يخلُص إلى القول “نحن لا نعني بأنه ينبغي على المسلمين ترك أمريكا أو العودة من حيث أتوا “. ويطمئن قراءه أن نهج العمل الذي يقترحه “لن يحرمكم من وظائفكم أو مهنكم”. 

ماذا يقترح إذًا هذا الفقيه الإسلامي الرائد؟ يقترح أن يجعل المسلمين “نية الهجرة هي في سبيل الله”. والمقصود بالهجرة هنا هو الإشارة إلى هروب محمد وأتباعه من مكة، حيث كانوا يتعرضون للاضطهاد، إلى المدينة، حيث شكلوا أول مجتمع إسلامي. في الفكر الإسلامي المعاصر، تشير الهجرة تحديدًا إلى الانسحاب من المجتمع العلماني الحديث. تبعًا لذلك، يحث صدِّيقي المسلمين في أمريكا على إنشاء المساجد ودعمها، وبناء مدارس وكليات إسلامية، وقراءة الكتب والمجلات الإسلامية، وضمان “نظام إسلامي في زواج الشباب المسلمين”. 

هل هذه إستراتيجية قابلة للتطبيق؟ كان صديقي يقترح صفقة تمكنت من تحقيقها مجموعات المهاجرين الأخرى، على الأقل في جيل أو نحو ذلك. لكن الرهانات مختلفة — وأعلى – بالنسبة للمسلمين. في الواقع، ترك صدِّيقي، مؤلف دليل الآباء، وغيره من الإسلاميين، شعوبهم في مأزق حقيقي: لقد قالوا لشعوبهم “أنكم اخترتم العيش في مجتمع فاسد وشرير حيث نسيج الحياة اليومية على خلاف تام مع تعاليم الله. ومع ذلك يجب أن تكونوا لطفاء مع الجيران وزملاء العمل غير المسلمين، وتواصلوا مهنكم في مجال الطب والهندسة، وترسلون أبنائكم إلى الجامعات الأمريكية، وأن تظلوا قريبين من مساجدكم ومدارسكم وتحرصوا على زواج بناتكم من رجال مسلمين صالحين. 

لا عجب أن العديد من المسلمين قد قاطعوا هذه النصيحة. وكما أشير أعلاه، لا يذهب معظم الأمريكيين المسلمين إلى المسجد بانتظام. علاوة على ذلك، تشير الأدلة المتاحة إلى أن أقل من 5 ٪ من الأطفال الأمريكيين المسلمين ينخرطون في دوام كامل في مدارس إسلامية. حتى لو أن الكثير من المهاجرين المسلمين لم يندمجوا تمامًا في الثقافة الأمريكية الأوسع، اندمج أطفالهم في كثير من النواحي. 

من جهة أخرى يمكن اعتبار وصفة صدِّيقي نجاحًا. قبل الحادي عشر من سبتمبر، استطاع الكثير من المسلمين ممارسة المهن والتعليم في حين ظلوا بمعزل عن التيار الرئيسي للحياة الأمريكية. ومع دعم المساجد والمدارس الإسلامية جزئيًا باستمرار الهجرة واعتناق البعض للإسلام، فقد نمت في الحجم والعدد. القليل من المسلمين الذين غزوا المجتمع الأوسع، ولاسيما في مجال السياسة، كانوا ذوي طبيعة دفاعية — على سبيل المثال، رد الفعل على تداعيات تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993. استمر كثير من المسلمين، وربما معظمهم، في الاعتقاد بأن التصويت في أمريكا حرام. على أية حال، يميل المهتمون بالسياسة للتركيز على التطورات في بلدانهم الأصلية، والتي مازال الكثيرون يخططون للعودة إليها. 

بحلول تسعينات القرن العشرين، قيل أن عدد قليل من القادة المسلمين قد اشتكوا بأن المساجد كانت “أندية عرقية في البلاد” و “قلاع إسلامية”. وشعروا أن المدارس الإسلامية في عزلة تامة. ولكن كما روي لي عدد كبير من المسلمين، أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر “أجبرتنا على الخروج من شرانقنا” في النهاية. 

على مدى العقد الماضي، سعى القادة المسلمون بجدية للدفع بالمسلمين العاديين إلى الانخراط مع المجتمع الأمريكي والسياسة. ولكن مازالت هناك تيارات مضادة تسحبهم بعيدًا عن أي شيء ليس مرتبطًا بإيمانهم. على سبيل المثال، في الجلسات المخصصة اسميًا لمناقشة الإسلاموفوبيا أو قضايا الحقوق المدنية، نادرًا ما يغير الحضور الموضوع ويسألون القادة إن كان يجوز لهم تكوين علاقات صداقة مع غير المسلمين أو حضور غداء العمل حيث يتم تقديم المشروبات الكحولية. 

لا تأتي مثل هذه الأسئلة بالضرورة فقط من المهاجرين الجدد. في إحدى الجلسات التي لا تنسى في المؤتمر السنوي لعام 2004 في الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية، وجد صدِّيقي نفسه أمام غرفة تغص بشباب مهتاج منشغل بالانتخابات الرئاسية المقبلة. أرادوا بشدة معاقبة جورج بوش على سياسته الداخلية والخارجية، والتصويت لصالح خصم بوش الديمقراطي، جون كيري. وقف أحد الشباب وناشد: “أيها الإمام، ألن يعرض دعمي للديمقراطيين، الذين يؤيدون بوضوح حقوق الشاذين جنسيًا، سمعتي الحسنة كمسلم للخطر؟” وتساءل آخر: “هل التصويت لصالح الديمقراطيين يجعل المرء متواطئًا مع الشذوذ الجنسي؟” 

وجاء رد صدِّيقي مباشرًا ومذهلاً: “دعهم في شذوذهم الجنسي… لا أحد يجبرك على أن تكون شاذ جنسيًا” وتابع قائلاً: “إذا كنت تعتقد أن كيري والديمقراطيين هم أفضل المرشحين، إذًا صوِّت لصالحهم”. 

لا توجد وسيلة لإثبات أن صدِّيقي كان يعني ما يقول في ذلك اليوم، رغم أنني أعتقد أنه عني ما قال. في كلتا الحالتين، كما أشار أوليفير روي، وهو أحد الطلاب الرئيسيين في مسلمي الغرب، “السياسة ليس لها علاقة تذكر مع الإخلاص”. الأهم من ذلك هو أن صدِّيقي والقادة المسلمين الآخرين يضغطون علنًا ​​مرة أخرى ضد نفس التيار المحافظ الذين عملوا قبل ذلك على تأصيله. لا يجب أن نتوهم أن آراءه التأسيسية قد تغيرت، ولكن صدِّيقي، مثل غيره من القادة، قد حاول محاولات يائسة لتحرير المسلمين من المأزق الذي قادهم إليه. 

بالعودة مرة أخرى إلى مقالته في إسلاميك هوريزونز عام 1986، ناقش صدّيقي الدعوة — ممارسة دعوة الآخرين لقبول الإسلام – بوصفها وسيلة محتملة للخروج من هذا المأزق. تشبه الدعوة عمليه التبشير المسيحي، رغم أنه من المهم ألا يغيب عن بالنا الدينامية الخاصة للإسلام المعاصر وتفوق العديد من أتباعه. يتناقش المسلمون حول الطبيعة الدقيقة للالتزام بالقيام بالدعوة، ولكن بسبب عدم وجود رجال دين مكلفين تحديدًا بالدعوة، ينظر المسلمون إلى ذلك، بطريقة أو بأخرى، على أنها مسؤولية كل فرد. قدم صدِّيقي في مقالته الدعوة على أنها التبرير الوحيد الممكن للحصول على إقامة دائمة في أمريكا. 

يخفق هؤلاء القادة – وكثير من نقادهم غير المسلمين – في الأخذ بعين الاعتبار كيفية تحقيق الدعوة من قبل مسلمين مقيدين داخل شرانق خاصة للحماية. كيف يمكن للمسلمين جذب غير المسلمين لفضائل الإسلام إذا لم يكن مسموحًا لهم بتناول الغداء معهم؟ كان أحد الردود المشروعة هو القيام بالدعوة في أوساط المسلمين الساقطين. ولكن هذا لن يؤدي إلا إلى تفاقم عزلة المسلمين عن المجتمع الأمريكي الأوسع. 

وهكذا بعد عقود من الدعوة لمزيد من التواصل مع غير المسلمين، ما زال القادة المسلمون عالقين في عادات تقوِّض أهدافهم المعلنة. على سبيل المثال، أتذكر مؤتمر الجمعية الإسلامية الأمريكية (MAS) السنوي المنعقد عام 2007 في فندق في ضواحي شيكاغو. تنظم المنظمات الإسلامية اجتماعاتها الكبيرة عادة خلال عطلات نهاية الأسبوع، وكذلك عطلة عيد الميلاد وعيد الفصح بغرض الاستفادة من انخفاض الأسعار. في هذه المناسبة، أدرك قادة الجمعية الإسلامية الأمريكية على نحو خاص الحاجة للوصول إلى غير المسلمين، ولكنهم أدركوا أيضًا أن عددًا قليلاً جدًا سيتواجد بين الحضور. وقام متحدث تلو الآخر بالحث على أن مؤتمر العام المقبل سيشهد مشاركة أكبر من غير المسلمين. وكما كشفت محادثاتي ومقابلاتي، فإن أكثر الجادين لم يدركوا أن هذا الهدف سيتطلب منهم أن لا يجتمعوا في ليلة عيد الميلاد. (في العام الماضي، عقدت الجمعية الإسلامية الأمريكية اجتماعها مرة أخرى خلال عطلة عيد الميلاد.) 

المنظمات الموازية للمساجد

تعد الجمعية الإسلامية الأمريكية واحدة من عدة منظمات وطنية تهيمن على الفضاء السياسي للاتجاه الإسلامي الأمريكي السائد. المنظمات الأخرى هي الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية (ISNA)، والمجلس الإسلامي للعلاقات العامة (MPAC)، والدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية (ICNA)، ومجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (CAIR). وكما يؤكد استطلاع أجرته مؤسسة غالوب مؤخرًا، لا يعتبر سوى شريحة صغيرة من المسلمين الأمريكيين (12 ٪ على الأكثر) أي واحدة من هذه المنظمات تمثل مصالحهم. ومع ذلك، فإن هذه الجماعات تقوم بتحديد وصياغة الأجندة الإسلامية الأمريكية وتتواجد في الحوارات مع النخب غير المسلمة في وسائل الإعلام والحكومة والأكاديميات. 

كما أشرنا أعلاه، بدأت كل هذه المنظمات الوطنية وتشكلت على أيدي الإسلاميين. ومع ذلك، فإنها تختلف في طرق الإعلان (وإن كانت تتجاهلها). أقدم وأكبر منظمة هي الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية، والتي تجتذب أكثر من 30.000 مسلم إلى مؤتمرها السنوي. ومع ذلك، تطورت الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية مع مرور السنين إلى مظلة لجميع الأغراض تفتقر إلى مهمة واضحة. ومن ثم فالأكثر أهمية أن ندرس الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية والجمعية الإسلامية الأمريكية – وهما جماعتان صغيرتان ناشطتان تأسستا لغرض واضح وهو بناء حركة إسلامية في الولايات المتحدة – ثم نتحول إلى المنظمة الإسلامية الأمريكية الأحدث والأكثر إثارة للجدل، مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية. 

تتشابه منظمتا الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية والجمعية الإسلامية الأمريكية بما فيه الكفاية على مدى العقد الماضي حتى أنهما كانتا تسعيان إلى اندماج تدريجي. هاتان المنظمتان المتوازيتان للمسجد تأسستا للتغلب على ضيق الأفق المعروف عن المساجد. بهذا المعنى، يمكن تشبيههما بجمعية الشبان المسيحيين التي لم يطق مؤسسيها البروتستانت أيضًا الطريقة التي استنزفت فيها التجمعات الفردية الطاقة التي كان من الممكن استخدامها في حركة توعية أكثر دينامية.

العضوية في الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية والجمعية الإسلامية الأمريكية مفتوحة لكل من المساجد والأفراد. الأفراد، والمعروفين باسم “العمال الإسلاميين” هم على أهمية للبعثة، ويجتمعون كثيرًا في مجموعات صغيرة متماسكة بإحكام تسمى الأسرة للدراسة والمناقشة والتوعية. وتشمل قوائم قراءاتهم حتمًا القليل من المؤلفات الغربية، ولكن يكون التركيز على المؤلفين الإسلاميين الشرعيين: أبو علاء المودودي، مؤسس الحزب الإسلامي الباكستاني، جماعة الإسلام؛ وحسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في مصر؛ وسيد قطب، مُنظِّر إسلامي وشهيد؛ ويوسف القرضاوي، عالم إسلامي معاصر. 

ومع ذلك تختلف الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية والجمعية الإسلامية الأمريكية في طرقهما اختلافًا كبيرًا، الأمر الذي يساعد على تفسير أسباب توقع فشل اندماجهما. انبثقت الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية من الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية في عام 1974، عندما عقدت مجموعة من الهنود الباكستانيين مؤتمرًا حزبيًا لتشكيل منظمة خاصة بهم. وعلى مدار عدة سنوات، كانت اجتماعات الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية تُعقد جميعها باللغة الأردية لتعكس طبيعة عضوية الجماعة المهاجرة. أما اليوم فتبرم الأعمال التجارية باللغة الإنجليزية، ولكن يتخلل التجمعات الكبيرة بلا شك جلسات باللغة الأردية ولغات إقليمية أخرى. عملت الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية منذ نشأتها على تكوين روابط مباشرة مع جماعة الإسلام، وفي أوائل تسعينات القرن العشرين كتب أحد الشخصيات المطلعة البارزة أن هذا الحزب الإسلامي يسيطر على الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية. تبدو هذه الرابطة اليوم أكثر ضعفًا بكثير. 

على النقيض من ذلك، يرجع أصل الجمعية الإسلامية الأمريكية مباشرةً إلى جماعة الإخوان المسلمين، وغالبية أعضائها من العرب. ظلت الجمعية الإسلامية الأمريكية لعدة سنوات منظمة غير مستقلة ولكن شبكة من المؤسسات الفرعية التابعة لمنظمات الإخوان في مصر وتونس ولبنان ودول عربية أخرى. ونظرًا لتركيز هذه الجماعات على التطورات في الوطن الأصلي افتقرت إلى التنسيق وكثيرًا ما كانت على خلاف فيما بينها. تسعى جماعة الإخوان في مصر دوريًا لفرض النظام من خلال وسطاء مرسلين إلى الولايات المتحدة. مع مرور الوقت، اجتمعت هذه الجماعات معًا وشكلت الجمعية الإسلامية الأمريكية في عام 1992، مما جعلها منظمة أحدث بكثير من الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية. وحتى ذلك الوقت كانت هذه الشبكات تعمل سرًا في أمريكا، الأمر الذي يدل على العادات المتبعة للتهرب من أجهزة الاستخبارات في الوطن الأصلي، حيث يظل الرفقاء والعائلات عرضة للخطر. نتيجة لذلك لم تقم الجمعية الإسلامية الأمريكية وما سبقها من منظمات بالتبشير – وحتى اليوم، بعد مرور 20 عامًا تقريبًا على ظهورها علنًا، فإنها ما زالت لا تركز على الدعوة. 

من ناحية أخرى، عملت الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية دائمًا علانية ​​في أمريكا، تمامًا كما عملت جماعة الإسلام في باكستان. وهكذا انخرطت الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية في الدعوة، لاسيما بين غير المسلمين. يتنافس عمالها لنشر الإيمان، ومن الواضح أنها أكثر انشغالاً بالدعوة عن أي منظمة من منظمات التيار الإسلامي السائد. في الواقع، المرة الوحيدة التي تم الضغط فيها عليَّ للتحول إلى الإسلام كانت من قبل طبيب شاب، وهو مهاجر من الهند ويعمل في عيادة صحية ترعاها الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية في شيكاغو. 

هذا التركيز على الدعوة أدى إلى التزام الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية بتوفير الخدمات الاجتماعية للعائلات التي تكافح سواء من المسلمين أو غير المسلمين على حد سواء. يوجد المقر الوطني للمنظمة منذ فترة طويلة في جامايكا، كوينز، حيث يتم تخصيص الكثير من مواردها لمساعدة الجيران، بما في ذلك العديد من الأمريكيين الأفارقة. في الواقع، ترتبط الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية بعلاقات قوية خاصة مع السود الأمريكيين الذين يتواجدون بشكل ملحوظ في جلسات المنظمة ومؤتمراتها. وفي السياق نفسه، انخرطت الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية منذ فترة طويلة في مجال الدعوة بين السجناء. ليس للجمعية الإسلامية الأمريكية التزام واضح مثل هذا.

أنشأت الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية أيضًا مبادرة وسيلة إعلامية وهي SoundVision، التي تدير مكتبات وتنتج أشرطة الفيديو عن موضوعات تتنوع بين حياة النبي وممارسة الجنس في سن المراهقة. في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، أنشأت الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية خطًا ساخنًا – 877-WHY-ISLAM – لتعريف غير المسلمين بالدين الإسلامي. وفي الآونة الأخيرة، قامت المنظمة برعاية حملة إعلانية سنوية في أنظمة النقل في نيويورك ومدن أخرى. أمثلة من الرسائل النموذجية التي توضع على جوانب الحافلات هي: “لماذا يعتنق الكثير من الناس أمثالكم الإسلام؟” أو “الإسلام هو الاستسلام لله”. تكشف هذه الجهود عن التزام الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية بالدعوة، فضلاً عن سذاجتها، لأن قادتها لا يقدرون مدى الاستفزاز والتهديد الذين قد تسببهما مثل هذه الحملات لغير المسلمين.

هناك مفارقة كبيرة في التناقض بين التوعية المتواصلة التي تقدمها الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية لغير المسلمين والروح المؤسسية، وهي ضيقة وجامدة بشكل لافت للنظر، ولاسيما عند مقارنتها مع الجمعية الإسلامية الأمريكية والمنظمات الرئيسية الأخرى. على سبيل المثال، يصادف المرء عددًا أكبر من المنقبات والمحجبات (على الرغم من أن عددهن قليل نسبيًا من حيث القيمة المطلقة) في تجمعات الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية عما يصادفه في مؤتمرات الجمعية الإسلامية الأمريكية والجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية. الأكثر وضوحًا هو الفصل بين الجنسين: فبالإضافة لوجود جناح للأخوات، تعقد الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية “جلسات منفصلة للأخوات” في مؤتمراتها، وفي الجلسات المشتركة تفرض أماكن منفصلة للجلوس وترتيبات أخرى أكثر حساسية مما تقوم به المنظمات الأخرى. عندما تم انتخاب امرأة رئيسًا للجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية قبل بضع سنوات، علق أحد قادة الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية وقال لي “سيستغرق الأمر وقتًا طويلاً جدًا قبل أن ترأس امرأة الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية” 

يُظهر قادة الجمعية الإسلامية الأمريكية تحفظًا مماثلاً، ولكن في وجود بعض من الانحياز للنظرية العالمية أيضًا، ويعبرون عن ازدرائهم بالنهج الساذج للدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية في الدعوة أو ينتقدون الفصل الصارم بين الجنسين. بصفة عامة، يجد المرء انفتاح أكبر داخل الجمعية الإسلامية الأمريكية على الثقافة الأمريكية، وخاصة الثقافة الشعبية، مما هو عليه الحال في الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية. على سبيل المثال، في محاضرة حول العلاقات بين الجنسين لطلاب الجامعات برعاية منظمة منطقة باي التابعة للجمعية الإسلامية الأمريكية، أوضح المتحدث أنه ليس إلزاميًا على الإطلاق أن ترتدي المرأة المسلمة الحجاب، وقال أن المواعدة لا تخالف بالضرورة الشريعة الإسلامية. وقال أن ما يطلبه الإسلام هو علاقات لائقة ومحترمة بين الجنسين، استنادًا إلى فهم اختلافاتهم العاطفية والمادية الحاسمة. لتحقيق هذه الغاية، حث المتحدث مستمعيه الشباب على قراءة اللغوي ديبورا تانين حول الفروق بين الجنسين في اللغة. 

بعد ذلك كان هناك جولة وطنية لموسيقى الهيب هوب برعاية الجمعية الإسلامية الأمريكية في صيف عام 2007. ضمت الجولة فرقة أوتلاندش (تتألف من اثنين من المسلمين المولودين في الدانمارك وكاثوليكي هندوراسي) وكانت محاولة من جانب بعض قادة الجمعية الإسلامية الأمريكية للوصول إلى شبابهم. وأثبتت التجربة أنها مثار جدل، في حفل مانهاتن الذي حضرته، عندما بدأ عشرات من المراهقين المسلمين التحرك على الموسيقى بطريقة تشبه كثيرًا الرقص، والذي لا يتغاضى المسلمون عادةً عنه. ومع فشل الجولة حتى في جني الأرباح، أثارت عداء المحافظين داخل الجمعية الإسلامية الأمريكية، وترك رعاة الجولة المنظمة في نهاية المطاف. عندما رويت هذه الحادثة لأحد المسؤولين في الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية، رفض ذلك وأعلن أنه لم يكن ليحدث شيء مماثل من قبل منظمته أبدًا. 

ركود وتغير

على الرغم من هذه الاختلافات، تشترك الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية والجمعية الإسلامية الأمريكية في نفس الأيديولوجية الإسلامية الأساسية وتضعا نفس القدر من التركيز على عمل الأُسر. كما تنظمان مؤتمرات إقليمية ووطنية مشابهة. في الواقع، كانت الخطوة الأكثر وضوحًا في اتجاه الاندماج بين الجماعتين هي رعايتهما المشتركة للمؤتمرات السنوية الخاصة بهما – وهي أحداث تجذب ما بين 5000 و 10000 مسلمًا وتشبه أيضًا (في الشكل وإن لم يكن في الحجم) المؤتمرات السنوية الضخمة التي تعقدها الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية. 

بالنسبة لمراقب غير مسلم، ربما الجانب الأكثر وضوحًا في هذه التجمعات هو الغياب الكامل لأي ارتباط معترف به مع الولايات المتحدة. وبينما تجد منظمات المهاجرين عادةً طرق لإثبات ولائها للبلاد التي هاجرت إليها، لا تقوم الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية والجمعية الإسلامية الأمريكية بذلك. لا يؤدي أحد الولاء للعلم، ولا يوجد في الواقع أي أعلام في المشهد. (وهذا ينطبق أيضًا على المدارس الإسلامية النموذجية). عندما حضرت مؤتمر الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية في عطلة نهاية الأسبوع في الرابع من يوليو، لم أسمع ولو كلمة عن أهمية هذا اليوم في التاريخ الأمريكي. تم حث رواد المؤتمر بشكل روتيني على الاحتشاد والتصويت على إلغاء قانون مكافحة الإرهاب وحماية حقوقهم المدنية، ولكن لم يتم حثهم على الأخذ بعين الاعتبار الواجبات التي يفهمها غيرهم من المواطنين الأمريكيين عادةً على أنها شروط للمواطنة. 

قد يعكس عدم وجود أي عرض علني للتعبير عن الولاء لأمريكا في جزء منه عن الازدراء الذي تعبر عنه النخب غير المسلمة تجاه الوطنية والدولة القومية، والذي يميل إلى أن ينظر إليه على أنه قد عفا عليه الزمن أو غير ضروري أو خطير. ومع القضاء على الخدمة الإلزامية واعتمادنا على قوات مسلحة مهنية، أصبحت الرسالة المرسلة إلى جماعات المهاجرين الأولى عن أهمية الخدمة العسكرية باعتبارها وسيلة لإظهار الولاء لأمريكا أضعف بكثير. 

علاوة على ذلك، فإن غياب واجبات معترف بها تجاه أمريكا يعزى مباشرةً أيضًا إلى الأيديولوجية الإسلامية. على سبيل المثال، لم ينبذ قط قادة هذه المنظمات صراحة الخلافة – وهو الحلم باستعادة هيمنة نظام إسلامي يحكمه فرد يعتقد أنه خليفة الله. عدم رفض هذه الفكرة يولد ارتباك واضح بين كثير من المسلمين الأمريكيين، ولاسيما الشباب. وبالمثل، فإن الاستدعاء الروتيني لمفهوم الأمة – أي المجتمع العالمي للمسلمين الذي يتجاوز كل الحواجز العرقية والإثنية والقومية – يشجع التناقض، ويعزز الميل السائد بالفعل لتجنب الخدمة العسكرية، أو معارضة أي استخدام للقوة الأمريكية في البلدان المسلمة. 

ما يثير الدهشة بنفس القدر هو حقيقة أن الغالبية العظمى من الناس الذين يحضرون مثل هذه اللقاءات يفعلون ذلك لأسباب غير أيديولوجية. الجلسات الموضوعية عادة ما تكون خلفية يتواصل فيها العائلات بأكملها – الآباء والأمهات والأطفال والأجداد – مع الأصدقاء القدامى والزملاء، في كثير من الأحيان على أمل العثور على شركاء زواج مناسبين للشباب والشابات. يشير المسلمون المتحفظون إلى هذه اللقاءات والاجتماعات على أنها “أسواق لحوم”، ومن السهل أن نعرف السبب، فالفتيات المراهقات يرتدين الحجاب العصري – مع الجينز الضيق والأظافر المطلية أحيانًا – يتجولن للتعرف على الفتيان، الذين بالطبع يبادلونهن الإطراء. 

تعبر الأجيال ممرات في بازارات المؤتمرات، حيث يبيع عشرات من التجار والمؤسسات غير الربحية المواد الغذائية الحلال والملابس العرقية والرهون العقارية والاستثمارات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية والمواد التعليمية للأطفال واشتراكات القنوات الفضائية وأشرطة الفيديو الدينية والكتب. ويقدم آخرون معلومات حول الجمعيات الخيرية الإسلامية التي تعمل هنا وفي الخارج، وجماعات الدفاع والسياسية وأحيانا ضابط تجنيد من مكتب التحقيقات الفيدرالي أو وزارة الأمن الداخلي. 

على الرغم من هذه الرفقة والتجارة، يكون الغرض الرسمي للمؤتمر هو عقد جلسات عامة وحلقات نقاش وورش العمل حيث يتحدث “العلماء” عن موضوعات تتراوح بين المفاهيم القرآنية للجهاد وحتى حث الآباء على المزيد من المشاركة في تربية الأطفال. يستخدم مصطلح “عالم” بشكل عشوائي لوصف أي شخص يفترض أنه يخاطب مثل هذه التجمعات. قد يكون المتحدث مدرسًا في مدرسة ثانوية يتحدث عن ثقافة الشباب الأمريكي، أو ناشطًا سياسيًا يدين قانون مكافحة الإرهاب، أو إمامًا يحمل شهادة الدكتوراه من جامعة هارفارد ويناقش ما يقوله القرآن عن الزواج. في الإسلام التقليدي مصطلح “عالم” هو لقب تشريفي يعكس احترامًا متأصلاً بعمق للتعليم الديني. ويمثل تحديًا بين الإسلاميين لسلطة من هذا القبيل، ورغبة لسماع تفسير الإسلام من قبل أفراد لا يحملون تدريبًا دينيًا معترفًا به. 

على أي حال، فإن نفس الأفراد يتحدثون في كل هذه الفاعليات، وتكون عروضهم دائمًا مملة ومتحذلقة، وخصوصًا عندما يتناولون المواضيع الدينية. نظرًا لمعرفتهم الضمنية بالمشكلة، يدعو المنظمون بشكل روتيني عدد قليل من المسلمين الأمريكيين الأفارقة الموثوق بهم، الذين يجمعون بين الموضوعات الإسلامية ونمط شخصية تبشيرية لها جاذبية خاصة بالنسبة للشباب المسلمين الذين نشأوا هنا. لسوء الحظ، يميل هؤلاء المتحدثون أيضًا إلى الإعراب عن اغترابهم عن أمريكا.

ومن المفارقة أن هاتين المنظمتين – اللتين تأسستا لدفع الحركة الإسلامية لتجاوز جمود وتقوقع المساجد – أصبحتا غارقتان في مهمة استهلاكية لتقديم جميع الفاعليات التي يمكن التنبؤ بها. وكما أوضح أحد المطلعين عن المشكلة الناتجة قائلاً “ليس لدينا قادة، لدينا مدراء. لدينا متحدثون”. 

لكن هذا الركود التنظيمي العميق لم يكن دائمًا واضحًا للمراقبين في الخارج، وذلك جزئيًا بسبب العديد من التغييرات السطحية التي حدثت في السنوات الأخيرة. كما ذكرنا أعلاه، سعى القادة المسلمون خلال ثمانينات وتسعينات القرن العشرين لتكييف أيديولوجيتهم الإسلامية مع الحياة الأمريكية من خلال حث المسلمين على تكوين علاقات حميمة مع الجيران وزملاء العمل وفي الوقت نفسه يرفضون القيم الأمريكية تمامًا ويشجعون الجهود المبذولة لتحويل غير المسلمين. كانت النتيجة هي ظهور “القلاع الإسلامية”، والتي أصبح قصورها واضحًا للجميع ولكن الأكثر قسوة في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر. منذ ذلك الحين، سعى القادة لمزيد من التكيف، وحثوا المسلمين على تأمين حقوقهم كمواطنين أمريكيين من خلال الانخراط الكامل في الحياة المدنية والسياسية. ولكن لم يوفّق هؤلاء القادة بين هذه التعديلات والأيديولوجية الإسلامية التي استمروا في الدفاع عنها، أو أنهم لم ينبذوها على الأقل. 

من الصعب فهم كيفية إدارة هؤلاء القادة والجماعات لهذا الموقف. لا يمكن استبعاد الخداع والإخفاء، ولكن لا يقدم هذان الأمران تفسيرًا مرضيًا. العاملان الأكثر احتمالاً هما العادة والارتباط بالتقاليد. فكثير من المسلمين، حتى أولئك الذين ليسوا إسلاميين، يعتبرون شخصيات مثل سيد قطب والبنا ببساطة جزء من تراثهم. ومن المبادئ الهامة الملقنة هو تبجيل هذين الشخصين كشهداء. ثمة عامل آخر وهو الانتهازية الواضحة من جانب القادة المشاركين، والتي تجسدها جماعة الإخوان المسلمين حيثما يتم دراستها عن كثب. وفقًا لأحد القادة المسلمين السابقين، النتيجة هي أن زملاءه “يرفضون التعامل مع شؤونهم”. 

التأثير الخارجي

مكانة الأيديولوجية الإسلامية في الحياة المعاصرة للمسلمين الأمريكيين هي بالتالي أكثر تعقيدًا مما يكشف عنها منتقديها. ولكن ماذا عن الموضوع الآخر المشترك بين النقاد وهو تأثير المسلمين الأجانب على الأمريكيين الذين يدينون بنفس ديانتهم؟ كما أشرنا فيما سبق، كان هناك اتصال كبير بين الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية والجمعية الإسلامية الأمريكية وزملائهما الإسلاميين في باكستان ومصر وأماكن أخرى. ولكن يبدو أن هذه العلاقات تقلصت مع مرور الزمن.

حتى المحللون النقديون لجماعة الإخوان المسلمين يقللون من نفوذ القادة المصريين على المنظمات التابعة للجماعة في أوروبا وأمريكا، ويؤكدون أن أمريكا تستجيب بالأكثر للديناميات السياسية المحلية.

يتبين مع الفحص الدقيق أن التأثير الأكبر هو تأثير السعوديين، الذين أنفقوا الملايين على المبادرات في الولايات المتحدة، مثل توزيع المصاحف والكتب الأخرى ورواتب الأئمة والإسهام في بناء المساجد والمدارس والتمويل السخي للدراسات والإدارات الأخرى المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط في الجامعات الأمريكية. بنى السعوديون في لوس أنجلوس مسجد الملك فهد الفخم وحافظوا عليه. وهيمنت الأكاديمية الإسلامية السعودية في ولاية فرجينيا الشمالية، والتي تمولها وتديرها الحكومة السعودية، على التعليم الإسلامي في عاصمة الأمة منذ سنوات. وساهم السعوديون ماليًا في مبادرات الإخوان المسلمين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة. 

ولكن كل هذه الأموال لم تمنح السعوديين الكثير من الدعم وحسن النية مثلما يميل النقاد إلى الاعتقاد. بل على العكس، انتقد القادة المسلمون في كثير من الأحيان، سرًا وفي بعض المناسبات علنًا​​، الجهود الخارقة التي يبذلها السعوديين للتلاعب بهم. تبنت منظمة واحدة رئيسية على الأقل وهي المجلس الإسلامي للعلاقات العامة منذ فترة طويلة سياسة رفض قبول أي دعم من الخارج؛ وأعرب مؤسسها، ماهر حتحوت، عن حزنه تحديدًا على تأثير السعوديين على المساجد الأمريكية. 

حدث أكبر صدع في عامي 1990 و1991 بسبب نشر القوات الأمريكية بدعم سعودي في منطقة الخليج العربي في عملية عاصفة الصحراء. واعتمد السعوديون بقوة على كافة المنظمات الإسلامية الأمريكية الكبرى للتنديد بغزو صدام حسين للكويت وضمها. ولكن لم يكن هذا الجهد مكللاً بالنجاح: في الواقع، رفضت جميع هذه المنظمات أن تدعم السعوديين. وكان هذا الرد أساسًا منسوب لعلاقات القادة مع جماعة الإخوان المسلمين، التي تؤيد معظم منظماتها صدام حسين (الذي كان قد نصّب نفسه كبطل الفلسطينيين ومنظمة التحرير الفلسطينية). ودعمت المنظمات الكويتية والعراقية التابعة لجماعة الإخوان فقط الغزو الأمريكي للعراق لأسباب واضحة. ومع ذلك، فما يكاد يثلج الصدر من وجهة النظر الأمريكية أن هذه القصة تؤكد حقيقة أن مصالح المسلمين هنا لا تلتقي دائمًا مع مصالح المتبرعين الخارجيين – وحتى السعوديين منهم.

ومع ذلك، حقق السعوديون بالفعل نجاحًا وكان نجاحًا واضحًا. كانت المنظمة الإسلامية الوحيدة التي دعمت عملية عاصفة الصحراء هي الجمعية الإسلامية الأمريكية، وهي جماعة من الأمريكيين الأفارقة برئاسة والاس د. محمد، نجل إليجا محمد مؤسس حركة أمة الإسلام. وعلى مدى فترة طويلة منذ رفضه لأسلوب والده العنصري والمعادي للولايات المتحدة، انجذب و. د. محمد إلى الموقف السعودي وذلك لسببين. أولاً، كان يعتمد على السعوديين لإعلان شرعيته أنه مسلم سني حقيقي وكذلك لتوفير الدعم المالي. ثانيًا، كان وطنيًا قويًا على استعداد لدعم مسعى تقوده الولايات المتحدة في الخارج. هذه الحادثة تلقي الضوء على حقيقة أن التأثير السعودي على الأمريكيين لا يتخذ بالكاد شكلاً موحدًا: ورغم عدم الإشارة لهذا التأثير على نطاق واسع، فقد كان أكبر على المسلمين الأمريكيين الأفارقة منه على أولئك الذين ينتمون لأصول مهاجرة. و. د. محمد هو مثال معتدل، ولكن بالنسبة لبعض الأمريكيين الأفارقة الآخرين فإن الإسلام — وخاصة التيار السلفي الذي تدعمه السعودية – يعزز الشعور العميق بالاغتراب. وكما كتب سهيل الغنوشي قائد الجمعية الإسلامية الأمريكية السابق: “بشَّر القادة المهاجرون بنسخة من الإسلام جعلت العديد من المسلمين الأمريكيين الأفارقة يشعرون أنهم مثل الأجانب في بلدهم”. 

من الواضح أن التأثيرات الخارجية على المسلمين في أمريكا محدودة ومشروطة بالديناميات الاجتماعية والسياسية الداخلية. ظهر أحد الأمثلة البارزة على السطح حول هذه الديناميات في مؤتمر الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية بعد أقل من مرور عامين على أحداث الحادي عشر من سبتمبر. في إحدى الجلسات الصباحية، استقل أحد قادة الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية المنصة وألقى خطابًا غير مقررًا في برنامج المؤتمر حول القرآن الكريم، وهي طبعة جميلة بغلاف مقوى مترجمة لعدة لغات يوقعها ويوزعها السعوديين في جميع أنحاء العالم مجانًا. ولكن كان المتحدث هنا ينتقد هذه النسخة من القرآن الكريم، ولا يمتدحها. وأشار إلى أن التعليقات الواردة بالحواشي تتضمن أوصافًا مهينة للمسيحيين واليهود، ولم يحذفها السعوديون على الرغم من الاحتجاجات المتكررة المقدمة من الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية على مدى عدة سنوات. وذكر المتحدث أن العديد من “المسلمين الصالحين” الذين لا يحملون ضغائن تجاه المسيحيين واليهود لم يأخذوا مثل هذه الإساءات على محمل الجد. ثم قال لمستمعيه: “إذا رأيتم نسخًا من هذه الطبعة للقرآن، فقوموا بشرائها وتدميرها. فهي سلاح من أسلحة الدمار الشامل”. 

جاء استقبال هذه التعليقات مختلطًا. فوسط ألف أو نحو ذلك من المسلمين المجتمعين في الغرفة كان هناك قدرًا كبيرًا من التململ والتذمر مخفي وراء المظاهر المهذبة. وفي محادثات ذلك اليوم فيما بعد، سمعت قدرًا كبيرًا من الانزعاج نتيجة مثل هذه الانتقادات الموجهة للسعوديين. وبعد أسابيع قليلة، تقابلت مع المتحدث وعلقت بأنه لم يسبق لي أن سمعت مثل هذا التوبيخ الحاد علانية للسعوديين من قبل زعيم أمريكي مسلم. ثم سألته إذا كان قد أدلى بتعليقات من هذا القبيل خارج حدود منظمته. وكان رده فعله السريع: “بالطبع لا، أنا أنشئ جمهور من الناخبين هنا!”

سياسة الهوية

كما رأينا، أحد التحديات الرئيسية التي تواجه القادة المسلمين الحريصين على إنشاء دوائر انتخابية هو التغلب على مصادر الانقسام بين مجموعة من الجماعات التي تشكل المجتمع. قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر، كانت إحدى الوسائل للجميع بين هذه الانقسامات هو الدفاع عن القضية الفلسطينية. نجحت هذه الإستراتيجية في بعض الأحيان، ولكن المسألة كانت مشحونة عمومًا بالخلاف لدرجة يصعب معها تعزيز تلاحم حقيقي. منذ أحداث سبتمبر وما نتج عنه من فحص خضع له المسلمين منذ وقوع الهجمات، برزت الحقوق المدنية كالأداة الأقوى في يد القادة لحشد وتوحيد أتباعهم. وباتت التحديات الكامنة في كلا النهجين واضحة عند النظر إلى المنظمة الإسلامية الأمريكية الأكثر وضوحًا والأسوأ سمعة – وهو مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية.

تأسس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية في عام 1994 على يد اثنين من الفلسطينيين – عمر أحمد ونهاد عوض – الذين جاءا إلى أمريكا كطالبين جامعيين. قبل التفكير في مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، كان أحمد وعوض ناشطين في الرابطة الإسلامية لفلسطين (IAP)، التي تأسست عام 1981 من قبل جماعة الإخوان المسلمين لتعزيز القضية الفلسطينية. وحتى زوال الرابطة الإسلامية لفلسطين في عام 2004، كانت على علاقة وثيقة مع حركة حماس، وتقوم بجمع الأموال للجماعة الإرهابية وتنشر موادها في أمريكا. 

جاءت فكرة مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية عن اجتماع سيئ السمعة عُقد في فيلادلفيا عام 1993 على يد منظمة أخرى تابعة لجماعة الإخوان، ولجنة فلسطين. كانت السنوات الأولى من تسعينات القرن العشرين سنوات مضطربة لجماعة الإخوان المسلمين والإسلاميين الفلسطينيين: دعمهم لصدام حسين في حرب الخليج عام 1991 دفع المساندين لهم في السعودية لتحويل النظر عنهم. وكلفهم انهيار الاتحاد السوفيتي خسارة راعٍ آخر. كما نتج عن اتفاقيات أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، والتي وُقعت في سبتمبر 1993، ليس فقط تهديد هدف حماس المعلن في القضاء على دولة إسرائيل، ولكن منحت الشرعية لمنافستها العلمانية. 

وبانعقاد اجتماع فيلادلفيا بعد أسابيع قليلة من التوقيع على اتفاقيات أوسلو، تصور أحمد وعوض وزملاؤهم منظمة من شأنها إشراك المجتمع الأوسع من المسلمين في أمريكا — وليس الفلسطينيين فقط — للعمل ضد الاتفاقيات، عن طريق جمع الأموال من أجل النضال الفلسطيني وتشجيع المسلمين للانخراط بشكل أكبر في السياسة الأمريكية. كان يخططون لحملة واسعة للتأثير على وسائل الإعلام الأمريكية والرأي العام والسياسة في نهاية المطاف. وبعد مرور عام، تم افتتاح مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية – وهو ثمرة مباشرة لجماعة الإخوان المسلمين الفلسطينية وحماس – للأعمال التجارية في واشنطن العاصمة. 

من المدهش، بعد هذا العرض التاريخي، أن نجد وسائل الإعلام الأمريكية السائدة تصف بشكل روتيني مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية على أنه “منظمة الحقوق المدنية للمسلمين”. الشيء الذي يقوم به قادة مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية هو نفي أصول المنظمة بطريقة شعائرية والتعتيم عليها؛ والشيء المختلف الآخر الذي تقوم به النخب الأكاديمية والسياسية الإعلامية في أمريكا هو تجاهلهم بشكل منهجي. 

ومع ذلك، هناك اثنان من الاستثناءات البارزة. الأول هو مكتب التحقيقات الفدرالي. بعد معركة قانونية طويلة وصعبة، نجحت إدارة بوش في محاكمة مؤسسة الأرض المقدسة، وهي جبهة تابعة لحماس مقرها تكساس لجمع التبرعات والتي ارتبط بها أحمد وعوض بوضوح. كان مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية شريك غير متهم في هذه القضية؛ ونتيجة لذلك، علّق مكتب التحقيقات الفيدرالي في نهاية المطاف الاتصال الرسمي مع الجماعة. 

الاستثناء الثاني هو الصحفيون التحقيقيون المذكورين سابقًا. هؤلاء النقاد الذين لا يعرفون الكلل يسارعون إلى الفراغ الذي تركته النخب المتحفظة، لكنهم لا يملئونه تمامًا. ومع تعود هؤلاء النقاد على إعادة تدوير نفس الحقائق القديمة فهم يخفقون في التراجع للوراء للنظر في الصورة الأكبر. وإذا فعلوا هذا، فإنهم يرون أن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية قد تكيف في نواحٍ كثيرة مع الثقافة السياسية الأمريكية، وأن هذه العملية من الأمركة جعلت مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية أقوى بكثير من غيرها من الجماعات الإسلامية الأمريكية البارزة. في الواقع، بينما تفيد تقارير مؤسسة غالوب أن 12٪ فقط من المسلمين ينظرون إلى مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية على أنه يمثل مصالحهم، فإن هذا الرقم هو أعلى من الأرقام الأخرى التي أيدت أي منظمة إسلامية أمريكية أخرى.

منذ وقوع أحداث الحادي عشر من سبتمبر، برز مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية كأبرز مدافع عن المسلمين الأمريكيين. ومثل غيره من جماعات الدفاع المنتشرة عبر أمريكا، تهيمن جهوده وأخلاقياته بسبب وجود مقره الرئيسي في واشنطن، حيث يعمل طاقم من الموظفين المحترفين بدوام كامل بتوجيه من رواد أعمال سياسيين بارعين في تحديد الأسباب القادرة على توليد مساهمات من الداعمين الموزعين على نطاق واسع. بعبارة أخرى، مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية هو “منظمة دفتر شيكات”: لا ينضم له الأعضاء من خلال علاقات الصداقة الدائمة أو التضامن الاجتماعي، وإنما من خلال التزاماهم بأهدافه المحددة. ومثلما تصعد وتهبط هذه الالتزامات حتمًا، ينضم الأعضاء ويبتعدون بشكل روتيني. ومن أجل الحفاظ على تقدم “المِمخَضَة” والتمسك بالأعضاء الحاليين واجتذاب أعضاء جدد، يجب أن يبرهن المقر الرئيسي باستمرار على فعاليته من خلال الدعاوى القضائية، والتغيرات في القواعد الإدارية، والدراسات، وشهادته أمام الكونغرس – وأي إنجازات يمكن أن ترسل إلى الأعضاء من خلال النشرات الإخبارية الإلكترونية والبريد الإلكتروني ووسائل الإعلام. 

ونظرًا لتكاليف البدء الكبيرة، تعتمد جماعات الدفاع على الرعاة الأثرياء، وهم غالبًا مؤسسات. منذ أن رغبت القليل من المؤسسات في المخاطرة بالإعفاء الضريبي الخاص بها على دعاوي الدفاع الموالية للمسلمين، اعتمد مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية جزئيًا على مؤسسة الأرض المقدسة. يأتي الدعم الآخر من مصادر سعودية وخليجية مختلفة، مما يجعل من شبه المؤكد أن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية يعتمد بشكل أكبر على التمويل من الخارج أكثر من أي منظمة إسلامية أمريكية رئيسية أخرى. 

منذ البداية، حدد مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية مهمته في التنديد بالتحيز ضد المسلمين. وجاءت انطلاقته في عام 1995 عندما نشر مضايقات وجرائم كراهية ضد المسلمين في أعقاب التفجير الذي حدث في مدينة أوكلاهوما. شن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية أيضًا حربًا على الإساءات الواضحة ضد النبي محمد من قبل سايمون اند شوستر وأخبار الولايات المتحدة. وجاء انتصار المنظمة المبكر الأكثر وضوحا ضد شركة نايك عام 1998، عندما نسقت احتجاجًا عالميًا ضد مجموعة من الأحذية الرياضية كان يمكن فهم شعارها بالخطأ على أنه الكتابة العربية لكلمة “الله”. بشكل أعم، حثّ مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية المسلمين المهاجرين ليصبحوا مواطنين، وشجع المسلمين الأمريكيين للتسجيل والتصويت، والضغط على المسؤولين المنتخبين، والمطالبة بحقوقهم. للوصول لهذه الغاية، تؤدي المنظمة تحية العَلَم حرفيًا: وخلافًا لكل من الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية والجمعية الإسلامية الأمريكية، فإن المجلس يرفع العلم في الفاعليات التي ينظمها، ويخصص كتيبه عن الكونغرس الأمريكي صفحات عدة للآداب الصحيحة للتعامل مع العَلَم. يحتوي هذا المنشور أيضًا على النص الكامل لقسم الولاء، وإعلان الاستقلال، ودستور الولايات المتحدة، والأربعة مقاطع الشعرية للراية المزينة بالنجوم. 

وبذلك تغلّب مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية على الكثير من القيود، سواء التنظيمية والأيديولوجية، الخاصة الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية والدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية والجمعية الإسلامية الأمريكية. وخلافًا لهذه المنظمات، فليس لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية جذور واضحة في شبكات المهاجرين. ولا يشترك أعضاؤه في الأسر أو مثيلاتها من المجموعات الصغيرة المكثفة. لا يشترك مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية في التطوير الديني لأعضائه، ومن بينهم مجموعة متنوعة من شباب الجيل الثاني من المسلمين الأمريكيين المثقفين. بهذه الطرق، يتجاوز مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية الحدود العرقية التي تحدد الجماعات الأخرى وهو بذلك يشكل أول منظمة إسلامية أمريكية حقيقية. 

لا ينغمس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية في مستنقعات التخطيط لإقامة مؤتمرات سنوية. ولأنه لا يعتمد على الشبكات الاجتماعية التي تتطلب التجديد المستمر، فلا يضطر مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية إلى استضافة “أسواق اللحوم” للعائلات ولا البازارات للتجار ولا حلقات نقاش للعلماء. تقيم المنظمة وليمة سنوية في واشنطن مع النداء المعتاد لجمع التبرعات بعد العشاء، ولكن هذا بعيد كل البعد عن التجمعات الكبيرة التي هي الشغل الشاغل على مدار السنة للجماعات الأخرى. 

ما زال يبحث أعضاء مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، كما يحدث عادة في منظمات الدفاع، في نهاية المطاف عن بعضهم بعضًا وتنظيم فروع محلية. ورحب مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية الوطني بهذه المنظمات الفرعية الإقليمية، ومنحها امتيازات كبيرة من الاستقلالية مثل الامتيازات المحلية بمجالس إداراتها وموظفيها ومواقعها على شبكة الإنترنت. وقد منحت هذه الاستجابة التفويضية للعفوية الشعبية مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية دينامية ورؤية أكبر، لاسيما في الفترة الحاسمة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. لكنها أدت أيضًا إلى تحديات جديدة. 

قامت الفروع الإقليمية مثل مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية في شيكاغو في السنوات الأخيرة بتوظيف المحامين من اجل رفع دعاوي عن شكاوى الحقوق المدنية، الأمر الذي لم يقم به مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية الوطني. شمل تدفق طلاب الجامعة كمتدربين ومتطوعين في الفروع المحلية أعدادًا كبيرة من النساء، من بينهن من ترتدي الحجاب وأخريات لا ترتدنه. هذه علامة من علامات كثيرة على أن المنظمات الفرعية الإقليمية هي أقل تشددًا من مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية الوطني، حيث يتم فرض ارتداء الحجاب. في الواقع، يمكن سماع بعض القادة الإقليميين ينتقون نفوذ الإسلاميين في مقر واشنطن، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. 

عملت مثل هذه المبادرات المحلية على تفاقم التوترات الطويلة داخل مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية بين أولئك الأعضاء الذين يركزون على احتياجات المسلمين هنا في أمريكا وأولئك الذين يركزون على التطورات في الخارج، وخصوصًا بناء الدعم للفلسطينيين ولحركة حماس. من الناحية النظرية، تأسس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية لحشد المسلمين في أمريكا لصالح الفلسطينيين وحماس. أغضبت هذه التوترات مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية الوطني لبعض الوقت، وفي عام 2007 وصلت التوترات إلى ذروتها في معركة داخلية مطولة تجاهلها إلى حد كبير نقاد هذه المنظمة الكثيرين. أسفرت تلك المعركة عن هزيمة الفريق الذي يدعم الخارج، بقيادة عمر أحمد، الذي انسحب فعليًا من أي دور آخر في المنظمة التي كان قد ساعد في إنشائها. 

وبالتالي برز مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، على الصعيدين الوطني والإقليمي، كأكثر منظمة تلتزم بالثقافة الأمريكية بين جميع المنظمات الإسلامية الرئيسية. ولكن يكاد يكون هذا هو الخبر السار الوحيد، وذلك لأن أسلوب السياسة التي يمارسها الآن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية يجعل الأمر أكثر صعوبة من أي وقت مضى للتعامل مع “أمتعتهم” الإسلامية داخل المنظمة. 

تبدو العلامة التجارية الحادة لسياسات الهوية الخاصة بمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية أقل إثارة للخوف من نشاط العمود الخامس نيابة عن حماس، لكنه لا يزال يمثل مشكلة كبيرة. بأسلوب لا هوادة فيه مثل أسلوب منتقديه، يدين مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية الإهانات الموجهة للمسلمين من قبل البيروقراطيين الحكوميين والخائفين من الإسلام في مختلف أنحاء أمريكا. لا تخلو مثل هذه الشكاوى من الوجاهة، لكن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية ينفخ فيها عن طريق المغالاة التي تسود سياسة الدفاع في أمريكا المعاصرة. وهذا يعمق الاندماج الذاتي للمسلمين الشباب المتعلمين الذين يرفضون الاعتراف بأن منظماتهم وقادتهم يتحملون أية مسؤولية عن الشكوك التي يستمر الأمريكيون الآخرون في إخفائها تجاههم وتجاه قادتهم وعقيدتهم. بدلاً من ذلك، هؤلاء الشباب المسلمين الأمريكيين، على عكس آبائهم المهاجرين، يرفعون دعاوى كامل غير مبررة عن حقوقهم كمواطنين، في حين لا يعترفون في مقابل ذلك بالواجبات – بخلاف “الواجب” المألوف لدى المعارضة والمطالبة بمزيد من الحقوق. ولعل هذا هو التحدي الأكثر أهمية وتعقيدًا الذي يواجه الأمة من جهة الإسلام الأمريكي المعاصر. 

الضغوط البناءة

كيف ينبغي أن نستجيب لهذا التحدي؟ يجب علينا أن نبدأ من خلال الاعتراف بأن القيم القانونية والسياسية والمؤسسات التي ساعدت الأمريكيين على تجنب المبالغة في رد الفعل بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر أعاقتنا بعد ذلك من مواجهة هذا التهديد الأكثر مكرًا من جانب الفكر الإسلامي. لم يعد يتعين على المؤسسات الأمريكية الرئيسي بشكل روتيني ودون تمحيص التعامل مع القادة والمنظمات الإسلامية التي لا تظهر – عند نقطة ما وبطريقة أو بأخرى – استعدادًا للتصدي لأسئلة حول تاريخها، وحول مدى تطابق وجهات نظرها مع القيم الأمريكية والمبادئ السياسية. 

ولكن هذا يعني أنه يجب على غير المسلمين طرح أسئلة من هذا القبيل بوسائل معقولة وبناءة. يجب علينا أن نتجاوز الموقف التحقيقي من النقاد المنشغلين فقط بالآثار السياسية. يشجع الكشف المتكرر لنفس الوقائع الدامغة فقط المسلمين، من خلال الدفاع الحاد لجماعات مثل مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، تطويق أنفسهم في مباحثات رنانة لكنها مراوغة عن الحقوق. 

المشكلة الأساسية ليست عدم الولاء بين المسلمين الأمريكيين، ولكن ترددهم في مواجهة الآثار المترتبة على الفكر الإسلامي الذي أصبح جزءًا من بيئتهم، والتي يواصل قادتهم استدعائه، سواء بطرق شعائرية أو غير تأملية. وبالتالي، ينبغي أن يكون الهدف الأساسي لممارسة ضغوط بناءة، بطرق ودرجات مختلفة، على المسلمين الأمريكيين – القادة والمواطنين العاديين على حد سواء – هو “التعامل مع أمتعتهم”. تعد الخطوة النموذجية في هذا الاتجاه هي سياسة مكتب التحقيقات الفدرالي في التحول بعيدًا عن الاتصال والتعاون مع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية. لذا جاءت مقاضاة وزارة العدل في إدارة بوش لمؤسسة الأرض المقدسة. ومع ذلك، فاليوم تنتهج إدارة أوباما سياسة تميل أكثر إلى التسوية مع المنظمات الإسلامية الأمريكية. هذا أمر مؤسف، ولكن في الحقيقة ليس هناك سوى الكثير يمكن للحكومة أو ينبغي عليها فعله على هذه الجبهة. المصدر الأكثر تناسبًا وفعالية للضغط ستكون الجهات غير الحكومية، وخاصة الجامعات ومراكز الفكر ووسائل الإعلام. 

إذا كان ينبغي اتخاذ مثل هذه المشاركات الموضوعية مع المسلمين، فإن الأمريكيين غير المسلمين بحاجة إلى إبلاغهم بطريقة أفضل بكثير. يجب علينا التغلب على جنون الارتياب الشعبوي، الذي يغذيه غموض نخبنا، ويحقِّر من قدر شعب حر. وبدلاً من أن ننشغل بالتأثير المفترض لعلاقات الخارج مع المسلمين في أمريكا، نحتاج أن ندرك كيفية تكيف الأمريكيين المسلمين مع بعض من أكثر جوانب الخلل الوظيفي في سياستنا. 

أي تحسن في الفهم سيكون أساسيًا أيضًا في مزيد من التقدير لتاريخ أمريكا — وليس لأساطيرها — كأمة تكونت من المهاجرين. على سبيل المثال، ثمة تشابه ذا صلة بين الإسلام بوصفه عقيدة جازمة ومنتصرة ومهاجرة والكاثوليكية في القرن الماضي. وما زال هناك الكثير من أوجه الشبه ذات الصلة مع الأمريكيين الألمان خلال الحرب العالمية الأولى، ثم بعد الحرب مباشرة، مع الإرهابيين الفوضويين والخوف الأحمر الناجم. ربما التشابه الأكثر لفتا للنظر من كل هذا يظهر في أواخر القرن العشرين، عندما تشبث الاشتراكيون والشيوعيون الراديكاليون بأوهام خيالية لدولة عمال، وخاصة مع ارتقائهم السلم الاجتماعي والاقتصادي في أمريكا – يواصل الكثير من المسلمين الناجحين اليوم استدعاء مفهوم الأمة. 

الدروس المستفادة من هذا التاريخ كثيرة ومعقدة. ولكن بالتأكيد أحد الدروس هو حل المسائل المتعلقة بالولاء على مر الزمن، مع اندماج وتكيف المهاجرين وأبنائهم مع المجتمع الأمريكي. درس آخر هو أنه نادرًا ما تم التصرف على أساس هذه التوترات أو أُخذت على أنها تهديدات مميتة. 

ولكننا لا نعيش في أوقات عادية، والتهديدات التي نشهدها اليوم هي أكثر إلحاحًا. ليس لدينا متسع من الوقت للسماح للمسلمين بإبراز ولائهم لأمريكا. علينا نحن – وهم – مواجهة التحدي الآن.

شعار قسم ميدان

الموسوعة|العالم

التاريخ الإسلامي لأميركا.. هكذا حُرم العبيد المسلمون حريتهم وتم تنصيرهم بالقوة

تقدمة المترجمة

كثيرًا ما يتم تقديم تاريخ الأمة الأمريكية الحديثة، بالاستناد إلى رواية بروتستانتيّة تحرم الجماعات الأخرى من أي اعترافٍ بدورها في إنشاء الولايات المتحدة الحديثة، عبر صهر التاريخ الأمريكي كلّه وتقديمه كحرب بين البروتستانت والكاثوليك ومن ثمّ الأمريكيين البيض والهنود، الذين تخبرنا المادّة في أدناه، أنّهم أنفسهم كانوا أسيادًا للعبيد في مزارع السكّر، وأنهم أيضا استعبدوا الأفارقة على غرار البيض وبالتنسيق معهم. غير أنَّ الناحية الأكثر جِدَّة في هذا كله، أنّ هؤلاء العبيد كانوا في غالبيتهم من المسلمين، وقد حُرِموا حريّتهم، وحريّة ممارسة شعائرهم، وفي بعض الحالات نُصّروا بالقوّة وحرموا من أي انتماء للإسلام أو العروبة. وبأنهم كانوا متعلّمين وأطباء وأمراء في بلدانهم الأم.

تتناول المادّة التالية حكاية هذا التحويل والحذف، عبر ثلاث حكايات لثلاث شخصيّات مسلمة بارزة، انقلبت حياتها بين عشيّة وضحاها، وتحوّلت مكرهة إلى أشياء هي ليست عليها في ذروة الاستعباد الأوروبي.

نص المادة

جاءت أولى الكلمات التي ستعبُر بين الأوروبيين وسكّان أميركا (بقدر ما يبدو الأمر منحازًا ومحيِّرا) من لغة الإسلام المقدَّسة. كان كريستوفر كولومبوس يأمَل في الإبحار إلى آسيا، وتجهّز للتواصل مع حاشيتها المهيبةِ باللجوء إلى واحدة من أعظم اللغات في التجارة الأوراسيَّة. لذا عندما خاطب مُترجم كولومبوس، وقد كان سفارديّا أندلسيًّا، تاينو الكاريبي، قام بذلك مستخدمًا اللغة العربية. ليست لغةُ الإسلامِ فحسب، بل إنَّ الديانة ذاتها على الأرجح وصلت أمريكا عام 1492 للميلاد، أيّ قبل 20 عامًا على قيام مارتن لوثر بتثبيت أطروحتِه على باب [الكنيسة]، بادئًا الإصلاح البروتستانتي.

كريستوفر كولومبوس (مواقع التواصل)

فتح المور – المسلمون أفارقًة وعربًا – معظم شبه الجزيرة الإيبيريَّة عام 711 للميلاد، مؤسسين لثقافة إسلامية دامت زهاء ثمانية قرون. مع بداية عام 1492 للميلاد، اختتم الملوك الإسبان فرديناند وإيزابيلَّا [حروب] الرِّيكونكويستا (الاسترداد)، بهزيمة آخر الممالك المسلمة، مملكة غرناطة. وبحلول نهاية ذلك القرن، كانت محاكم التفتيش، التي بدأت قبل قرن واحد، قد أكرهت نحو 300.00 إلى 800.00 مسلم (ونحو 70.000 يهودي على الأقل) على اعتناق المسيحية. عادةً ما كان الكاثوليك الإسبان يشتبهون بممارسة أولئك الموريسكييّن أو الكونفيرسوس (المتحوّلين) للإسلام (أو اليهوديّة) سرًّا، فقامت محاكم التفتيش بملاحقتهم ومحاكمتهم. كان بعض هؤلاء، وبصورةٍ شبه مؤكَّدة، قد أبحر ضمن طاقم كولومبوس، حاملين الإسلام في عقولهم وأفئدتهم.

تركت ثمانية قرونٍ من الحكم الإسلامي لإسبانيا إرثا ثقافيًّا راسخًا، تتضح معالمُه بطرق واضحة وأحيانًا مدهشة خلال الفتح الإسبانيّ لأمريكا. وكان بيرنال دياز ديل كاستيّو، مؤرّخُ فتح هرنان كورتيز لأمريكا الوسطى، معجبًا بأزياء الراقصات الأميركيّات فكتب يقول:

“كُنّ جميلاتُ الملبس بأسلوبهنّ الخاص، ولقَد بَدوْنَ شبيهاتٍ بالنساء الموريَّات”

درج الإسبانُ على استخدام لفظة ميزكيتا (مسجد) في الإشارة إلى المواقع الدينية للأمريكيين الأصليين. وفي سفره عبر الأناهواك (ما تُعرف اليوم على أنَّها تكساس والمكسيك)، أفاد كورتيز بأنه رأى ما يزيدُ على 400 مسجد.

كان الإسلام بمثابة نوعٍ من المخطط التفصيليّ أو الخوارزميّة للإسبان في “العالم الجديد”. وبمُلاقاتِهم أناسا وأشياء جُدد عليهم كلَّ الجدّة، لجأ الإسبان إلى الإسلام لمحاولة فهم ما يرونه، وما كان يحدث. حتّى إنَّ اسم “كاليفورنيا” قد يكون له أصل عربي ما. فقد قام الإسبان بإطلاق الاسم، في عام 1535 للميلاد، باقتباسهِ عن “مغامرات الإسبان” (The Deeds of Esplandian) الصّادرة عام 1510 للميلاد، وهي رواية رومانسية تعجُّ بالـ “كونكيستدوريس” (المستكتشفين). والرّواية تتناول جزيرة غنيّة – كاليفورنيا – يحكُمها الأمازونيّون وملكَتُهُم كالافيا. نُشرت الرواية في إشبيليّة، المدينة التي قضت أربعة قرونٍ من الزَّمن كجزء من الخلافة الأمويّة (خليفَة، كالافيا، كاليفورنيا).

كانَ المستكتشفون يقومون بتقديم الفرصة للأمريكيين الأصليين للتحوّل للمسيحيّة والخضوع للحكم الإسباني، وإلا كان عليهم تحمّل مسؤولية كل “الميتات والخسائر” النَّاجمة

على امتداد نصف الكرة الأرضيّة الغربي، أينما كانت الأراضي الجديدة التي وطئوها أو السكّان الأصليين الذين صادفوهم، كانَ المستكتشفون يقومون بتلاوة الـ “ريكويرمنتو” (الشَّرط)، وهو إعلانٌ قضائيٌّ منمَّق. كان في جوهره، إعلانًا عن طورٍ جديد من المجتمع: بتقديم الفرصة للأمريكيين الأصليين للتحوّل إلى المسيحيّة والخضوع للحكم الإسباني، وإلا كان عليهم تحمّل مسؤولية كل “الميتات والخسائر” النَّاجمة. الإعلان الرسمي والعلنيّ عن نيّة الفتح، بما يتضمنّه من عرض على غير المؤمنين بالاستسلام والتحوّل إلى مؤمنين، هو أوّل شرطٍ من الشروط الرسميّة للجهاد في الإسلام. وبعد قرونٍ من الحروب مع المُسلمين، تبنّى الإسبان هذه الممارسة، وأضفوا عليها طابعًا مسيحيا، مطلقين عليها اسم الـ “ريكويرمنتو”، ثمَّ أدخلوها إلى أمريكا. ربَّما اعتقد مسيحيّو أيبيريا بأنَّ الإسلام خطيئة، أو شيطنة، لكنَّهُم أيضًا عرفوه جيدا. وإن اعتقدوا بأنه غريب، فلا بدَّ من أنها كانت غرابة من النوع المألوف جدًّا.

بحلول عام 1503 للميلاد، نعرف بأنَّ المسلمين أنفسهم، من غرب إفريقيا وطئوا أرض “العالم الجديد”. في تلك السَّنة، كتب الحاكم الملكيّ لأمريكا الوسطى إلى إيزابيلا يطلب منها خفض الأعداد المستوردة منهم. ذلك أنهم كانوا، كما أشار،”فضيحةً للهنود”. فقد كانوا، على حد تعبيره، كثيرًا ما “يفرّون من مالكيهم”. وفي صبيحة رأس السَّنة من عام 1522 للميلاد، اندلعت أولى انتفاضات العبيد في العالم الجديد، عندما ثار 20 عبدًا من أمريكا الوسطى في مزارع السكّر وشرعوا بقتل الإسبان. وكان الثوّار، كما أشار الحاكم، في غالبيّتهم من الولوفييّن، وهُم شعبٌّ سنغاليّ غامبيّ، بدأ العديد منهم باعتناق الإسلام منذ القرن الحادي عشر. وقد غلب على المسلمين أكثر من غيرهم إجادة القراءة والكتابة: وهي قدرة قلّما نُظر إليها كأفضلية من قبل مُلاك المزارع. وفي العقود الخمسة التي تلت ثورة العبيد في أمريكا الوسطى، أصدرت إسبانيا خمسة مراسيم تحظُر استيراد العبيد المسلمين.

بالتالي فقد وطئ المسلمون أمريكا قبل أكثرِ من قرنٍ على قيام شركة فيرجينيا بتأسيس مستعمرة جيمستاون عام 1607 للميلاد. وقبل أكثر من قرنٍ على قيام البيوريتانيين بتأسيس مستعمرة خليج ماساتشوستس عام 1630 للميلاد. وقد عاش المسلمون في أمريكا ليس قبل البروتستانتيين فحسب، ولكن قبل أن توجد البروتستانتيّة نفسها. وبعد الكاثوليكيّة، كان الإسلام ثاني أكبر الأديان التوحيديّة انتشارا في القارتين.

الهنود الحمر (مواقع التواصل)

إنَّ سوء الفهم السائد، حتى في أوساط المتعلمين، بأن الإسلام والمسلمين إضافاتٌ جديدة على أمريكا يخبرنا بأشياء مهمّة عن كيفيّة كتابة التاريخ الأميركيّ. وبالتحديد، فإنه يبيّن كيف برر المؤرخون، وعمموا، ظهور الدولة القوميَّة الحديثة. لقد جاءت إحدى الطرق في الاحتفاء بالولايات المتحدّة الأمريكية عبر الحد من تنوّع ونطاق – الكوزموبوليتانيّة، أو التنوّع والتعايش المشترك بين الأفراد – أمريكَا خلال الأعوام الـ 300 الأولى على الوجود الأوروبيّ.

لقد هيمنت على كتابة التاريخ الأمريكي المؤسسات البيوريتانيّة. وقد لا يكون من الصّحة بمكان، كما اشتكى المؤّرخ (والجنوبي) يو. بي. فيليبس قبل أكثر من مئة عام مضت، القول بأنَّ بوسطن كتبت تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وبأنها كتبته بصورة كبيرة على نحو خاطئ. لكن فيما يتعلّق بتاريخ الأديان في أمريكا، فقد كانت عواقب هيمنة المؤسسات البيوريتانيّة الرائدة في بوسطن (جامعة هارفارد) ونيوهافِن (جامعة يال) وخيمة جدا. هذا “التأثير البيوريتاني” على رؤية وفهم الأديان في أمريكا المبكّرة (وأصول الولايات المتحدَّة) يؤدي إلى إحداث تشويه فعلي: كما لو أننا نسلِّم التاريخ السياسيّ لأوروبا القرن العشرين إلى التروتسكيين.

فلنفكّر في التّاريخ على أنه عُمق وانتشار التجربة الإنسانيّة، كما وقعت تماما. فالتاريخ يجعل العالم، أو المكان والأفراد، ما هُم عليه. وعلى العكس، فلنفكّر في الماضي على أنّه تلك القطع والقصاصات من التَّاريخ التي يختارها مجتمع من المجتمعات بغية إقرار نفسه، وتوكيد أشكال حُكمه، ومؤسساته وأخلاقيَّاته السائدة.

نسيانُ المسلمين الأوائل في أمريكا هو، إذن، يتجاوز كونه مسألة غامضة. ذلك أن عواقبه تحمل أثرًا مباشرًا على جوهر الانتماء السياسيّ اليوم. فالأمم ليست أضرحةً أو صناديق لحفظ الموتى والأشياء. إنَّها عضويّة Organic من باب، أنَّه مثلما يجري تشييدها، فينبغي أن تتم إعادة تشييدها باستمرار، وإلا ضَعُفَت وماتت. الاحتكار العملي الذي قامت به الأنجلو بروتستانتيّة لتاريخ الدين في الولايات المتحدَّة حجب نصفَ ألفيَّةٍ من وجود المسلمين في أمريكا وجعل من الصّعب تلمُّسَ إجاباتٍ واضحة عن أسئلة مهمّة بشأن من ذلك الذي ينتمي، ومن هو الأميركي، وبأي معيار، ولمن يكون القرار.

ما الذي يجب أن تعنيه “أميركا” أو “أميركي”؟ من خلال برنامجها “أميركا باكرة، شاسعة”، تشير أوموهوندرو، المؤسسة البحثية الرائدة في التاريخ الأميركيّ المبكّر، إلى إجابة واحدة محتملة: إن كلا “أميركا المبكّرة” و”أميركي” هما مصطلحان كبيران وفضفاضان، لكن ليس إلى درجة أن يكونا عديميّ المعنى تقريبا.

تاريخيًّا، يُمكن أن يُفهمَا على أفضل وجه كتصادم ضخم، كتمازجٍ وفتح لشعوب وحضارات، (وحيوانات وميكروبات) بين أوروبا وإفريقيا وبين شعوب ومجتمعات نصف الكرة الأرضية الغربي، من الكاريبي الكبير إلى كندا، بدأ في عام 1492 للميلاد. ومن عام 1492 حتى عام 1800 للميلاد على الأقلّ، كانت أمريكا، ببساطة، تُعرَّفُ على أنَّها أمريكا العظمى، أو أمريكا المبكّرة، الشاسعة.

كان المسلمون جزءًا من أمريكا العظمى من البداية، بما فيها تلك الأجزاء التي أضحت تعرف بالولايات المتحدَّة. في عام 1527 للميلاد، وصل مصطفى الزمّوري، وهو مسلمٌ عربي من الساحل المغربي، إلى فلوريدا كعبدٍ في بعثةٍ إسبانيّة تعرَّضت للتدمير بقيادة بانفيلو دي نارفيز. على عكس كل الاحتمالات، تمكن الزمّوري من النجاة وأسس لنفسه حياةً، مرتحلا من سواحل خليج المكسيك إلى أنحاء ما يُعرف الآن بجنوب غرب الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أمريكا الوسطى. وقد ناضل كعبدٍ للسكّان الأصليين قبل أن يؤسس لنفسه كطبيب معروف له احترامه.

في عام 1542 للميلاد، كان كابيزا دي فاكا، أحدُ أربعة ناجين على متن بعثة نارفيز، قد نشر أول كتاب أوروبي له، عُرف لاحقًا بعنوان “مغامرات في الجوف الخفيّ لأمريكا”، (Adventures in the Unknown Interior of America) والذي كرّسه لأمريكا الشمالية. تحدث دي فاكا عن الكوارث التي نزلت بالمستكشفين، والسَّنوات الثمان التي قضاها النَّاجون هائمين في أنحاء أمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى. مُقرًّا بأنَّ الزمّوري كان غير قابل للتعويض، بالقول:

“لقد كان هو الزنجي الذي خاطبهم جميعًا طيلة الوقت”

“مغامرات في الجوف الخفيّ لأمريكا”، (adventures in the unknown interior of america) (مواقع التواصل)

هذه الـ “هُم” عائدة على السكَّان الأصلييّن، ولقد كانت براعة الزمّوري مع لغات الساكنين الأصليين هي التي حفظت أرواحهم، وأتاحت لهم، بعد فترة من الوقت، درجةً من الازدهار.

لقد رأى الزموري من الولايات المتحدة الحالية، بأراضيها وأناسها، أكثر مما رأى أيٌّ من “الآباء المؤسسين” للبلاد – بل أكثرَ مما رأت أي مجموعةٍ منهم مجتمعة. وتلتقط ليلى العلمي كل هذا وأكثر في روايتها الرفيعة “ما رواه المغربي”(The Moor’s Account) الصَّادرة عام 2014، والتي تتتبَّع فيها رحلة الزَّموري خلال طفولته في المغرب، واستعباده في إسبانيا، ومن ثمَّ نهايته الغامضة في الجنوب الغربي الأميركيّ. إنْ كان ثمة ما يمكن القول بأنه أفضل نسخة من الرواد الأميركيين أو الروح الأُفق، أو شيء من التجربة المترددة الصدى عن التكيُّف وإعادة اختراع [الذات] التي يُمكن أن تدمغ أمّةً من الأمم أو شعبًا من الشعوب، سيكون من الصَّعب أن نجد شخصًا يمثّل هذه الأمور على نحو أفضل مما فعل مصطفى الزمّوري.

بين عاميّ 1675 و1700 للميلاد، مكّنت بدايات المجتمع الزّراعي في تشيسابيك سادة العبيد المحليين من جلب أكثر من 6000 إفريقيّ إلى فيرجينيا وماريلاند. هذه الطفرة في التّجارة دفعت إلى تغيير مهمّ في الحياة الأمريكية. ففي عام 1668 للميلاد، تخطّت أعداد الخدم البِيض في تشيسابيك أعداد العبيد السود بخمسةٍ إلى واحد. لكن بحلول عام 1700 للميلاد، انعكست النسبة. وعلى مدار العقود الأربعة الأولى من القرن الثامن عشر، جاء المزيد من الأفارقة إلى تشيسابيك. وبين عامي 1700 و1710 للميلاد، أدت الثروة الزراعية المتنامية إلى استيراد 8000 أفريقي آخر. ثمَّ بحلول ثلاثينات القرن الثامن عشر، جاء 2000 عبدٍ إضافيّ، على الأقلّ، إلى تشيسابيك. وكانت تشيسابيك الأميركيّة تتحوّل من مجتمع مع العبيد (ومعظم المجتمعات في التَّاريخ الإنسانيّ اقتنت العبيد) إلى مجتمع من العبيد، وهو أمرٌ أغرب من المعتاد. في مجتمع من العبيد، تكون العبوديّة هي عمود الحياة الاقتصادية بينما تكون علاقة العبد بالسيد نموذجا لعلاقة اجتماعية، يسير عليه البقية.

انتشر بين الأجيال الأولى من الأفارقة الذين جيء بهم إلى أمريكا الشمالية العمل في الحقول المحاذية والنوم تحت أسقف مالكيهم. وقد غلب عليهم، كما يلاحظ المؤرّخ إيرا برلين في كتابه “العديد من الآلاف رحلوا” (Many Thousands Gone) الصَّادر عام 1998، توق شديد للتحوّل إلى المسيحية. أملا بأنْ يُساعدهم ذلك في تأمين مقامٍ اجتماعي ما. أما في حالة الغرب إفريقيين الذين أُحضروا في أواخر القرن السابع عشر وبواكير القرن الثامن عشر للعمل عبيدًا في فيرجينيا، ماريلاند والكارولينيّتيْن فقد جاؤوا إما من أجزاء متفرّقة في إفريقيا، أو من جزر الهند الغربية، مقارنةً بأجيال “الميثاق” السابقة. وكانوا أكثر أرجحية لأن يكونوا من المسلمين، وأقل أرجحية بكثير للانحدار من سلالة مختلطة. وقد تذمّر التبشيريّون المسيحيّون والمزارعون في القرن الثامن عشر من أنَّ “جيل المزارعين” من العبيد يُظهر قليلا من الاهتمام بالمسيحيّة. وقد انتقد التبشيريون والمزارعون ما رأوه من ممارسة بعض العبيد “طقوسا وثنية”، وهو ما مكَّن الإسلام، إلى حد ما، من البقاء في مزارع مجتمع العبيد الأمريكي.

“العديد من الآلاف رحلوا” (many thousands gone) (مواقع التواصل)

وبالمثل، استفاد الفرنسيون، بين عامي 1719 و1731 للميلاد، من الحرب الأهلية في غرب أفريقيا في استعباد الآلاف، جالبين 6000 أفريقي رأسًا إلى لويزيانا. جاء معظمهم من فوتا تورو، وهي منطقة تقع قرب نهر السنغال وتُباعد بين ما تُعرفان حاليا على أنهما السنغال وموريتانيا. دخل الإسلامُ فوتا تورو في القرن الحادي عشر. ومنذ ذلك الحين، عُرفت بكثرة مفكّريها، وجيوشها المجاهدة، وحكوماتها الدينيّة، بما فيها “إمامة فوتا تورو”، وهي حكومة دينيّة قامت ما بين عامي 1776 و1861 للميلاد. كما أنَّ الصّراعات الأفريقية ما بين أواخر القرن الثامن عشر وبواكير القرن التاسع عشر في “ساحل الذَهب” (ما يُعرف اليوم بـ غانا) وأرض الهوسا (ما يُشكّل في غالبه نيجيريا اليوم) قد انعكست أصداؤها على أميركا. ففي الأُولى تمكن الأشانتي من هزيمة تحالف المسلمين الأفارقة. وفي الأخيرة، انتصر الجهاديّون في النهاية لكنّهم فقدوا في أثناء ذلك العديد من أبنائهم لصالح تجارة العبيد والغرب.

أيوب سليمان ديالو هو أحد أكثر المسلمين شهرة في أمريكا الشمالية القرن الثامن عشر. لقد كان من الفولانيين، وهُم جماعة مسلمة من غرب إفريقيا. مع بداية القرن السادس عشر، قام التّجار الأوروبيّون باستعبادِ العديد من الفولانيين، وإرسالهم لكي يُباعوا في أمريكا. وُلد ديالو في بوندو، وهي منطقة تقع في محيط أنهار السنغال وغامبيا، تحت حكومة دينيّة إسلاميّة. وتم أسره على يد تاجر عبيد بريطاني عام 1731 للميلاد، ثم انتهى به المطاف لأن يُباع إلى مالك عبيد في ماريلاند. تمكّنت بعثة إنجيلية من تمييز كتابة ديالو بالعربية وعرضت عليه النبيذ لكي تختبر إسلامه. لاحقا، قام محامٍ بريطانيّ كان قد كتب إفادة ديالو عن استعباده وانتقاله إلى ماريلاند بأنكلة اسمه الأوّل ليصير “جوب” واسمه الثاني إلى “بن سولومون”. بهذه الطريقة، أصبح أيوب سليمان “جوب بن سولومون”.

بهذه الطريقة، شهدت تجربة الاستعباد والعبور إلى أمريكا “أنكلة” العديد من الأسماء العربية، حيث تحوّلت الأسماء القرآنية إلى شيء مألوف في إنجيل الملك جيمس. موسى أصبح موزس، وإبراهيم أصبح أبراهام، وأيوب أصبح جوب، وداوود أصبح ديفيد، وسليمان أصبح سولمون، وهلمجرّا. وقد اعتمدت توني موريسون على تاريخ ممارسات التسمية الإسلامية في أمريكا في روايتها “أغنية سولومون” (Song of Solomon) الصَّادرة عام 1977. وعنوان الرواية مشتق من أغنية فلكوريّة تحمل في طيّاتها دلائل تشير إلى تاريخ البطل، “ميلكمان ديد” (Milkman Dead)، وأسرته. حيث تبدأ الجملة الرابعة من الأغنية قائلة:

“سولومون ورينا، بلالي، شالوت/ ياروبا، مدينا، وكذلك محمِّت”

  • سولومون: سليمان
  • بلالي: بلال
  • شالوت: جالوت
  • محمت: محمد

هذه الأسماء جاءت من المسلمين الأفارقة الذين استُعبدوا في فيرجينيا، وماريلاند، وكنتاكي، والكارولينيتين وفي أماكن أخرى من أمريكا. لقد كانت “أغنية سولومون”، بكلمات أخرى، (ولعلّها كانت في أول الأمر) أغنية سليمان.

رواية “أغنية سولومون” (song of solomon) (مواقع التواصل)

كانت إعادة تسمية العبيد (أحيانًا بصفاتٍ احتقاريّة أو تهريجيّة) أداةً مهمّة للسلطات الزراعية، ونادرًا ما تم إغفالها. غير أن الأسماء العربية، على امتداد أمريكا الشمالية، حُفظت كجزء من السِّجل التاريخي. فسجلّات المحاكم في لويزيانا للقرنين الثامن عشر والتاسع عشر تُظهر إجراءات ترتبط بالمنصور، شومان، عماد، فاطمة، ياسين، موسى، بكري، معمري وآخرين. بينما تفصّل سجلات المحاكم من القرن التاسع عشر في جورجيا إجراءات قانونيّة تتضمن سليم، بلال، فاطمة، إسماعيل، عليق، موسى وآخرين. وقضى نيوبل باكيت، عالم اجتماع من القرن العشرين، حياته يجمع مادة إثنوغرافيّة حول الحياة الثقافية للأميركيين الأفارقة. وفي كتابه “أسماء سوداء في أمريكا: أصول واستخدامات” (Black Names in America: Origins and Usage) يوثّق باكيت أكثر من 150 اسمًا عربيا شائعًا في أوساط أولئك المنحدرين من أصل إفريقي في الجنوب الأمريكي. في بعض الأحيان كان يُمكن أن يحمل الفرد الواحد اسما إنجيليا أو “اسم عبد” لغايات رسميّة، مع انتصار الاسم العربي في الممارسة [اليومية].

من الصّعب معرفة مدى استمرار أسماء عربية ترتبط بممارسة دينيّة أو هويّة مستمرّتين، لكن حدوث انقطاع كلّي يبدو أمرًا مستبعدًا. حيث يقول إعلان بصحيفة من جورجيا يعود لعام 1791 للميلاد حول عبدٍ هارب، على سبيل المثال:

“حارس زنجي جديد، يُدعى جفراي … أو إبراهيم”.

بالنظر إلى السيطرة المحكمة التي مارسها ملّاك العبيد في التسمية، فلا بُدَّ من أنه كان هناك العديد ممَّن يُدعون جفراي والذين كانوا في الحقيقة “إبراهيم”، والعديد من النِّسوة اللائي دُعين “ميسي” وكُنَّ في الحقيقة “معصومة”، وهلمجرًّا.

كان لورينزو داو تيرنر، باحث من منتصف القرن العشرين في لغة الغالا (وهي لغة محكيّة كريوليّة في منطقة “سي آيلاندز” على الساحل الجنوبي الشَّرقي الأميركي) قد وثَّق “نحو 150 اسمًا ذات أصول عربية” كانت شائعة نسبيًا في منطقة سي آيلاندز وحدها. وهي تتضمن أكبر، علي، أمينة، حامد، والعديد من الأسماء الأخرى. وفي مزارع تعود إلى بداية القرن التَّاسع عشر في الكارولينيتين، كان مصطفى اسمًا رائجا. الأسماء العربية لا تجعل المرء مسلمًا بالضرورة، على الأقل ليس في المغرب أو بلاد الشام، حيث العرب مسيحيّون ويهودٌ أيضا. لكنّه كان انتشار الإسلام الذي جلب الأسماء العربيّة إلى غرب إفريقيا. لذا فقد كان هؤلاء الأفارقة أو الأفارقة الأميركيين من أمينة وأكبر، أو على الأقل آباءهم أو أجدادهم، من المسلمين بصورة شبه مؤكّدة.

لورينزو داو تيرنر (مواقع التواصل)

انطلاقا من خوفها، حاولت السلطات الإسبانيّة حظر العبيد المسلمين من مستوطناتها الأميركيّة المبكّرة. أما في مجتمع العبيد الأنجلو أمريكي الأكثر تماسكا وأمنًا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، فقد كانوا محل تفضيل العديد من المزارعين. إنمَّا في الحالتين، كان الاستخلاص ذاته: لقد كان المسلمون متميّزين، فقد حازوا السلطة، ومارسوا التأثير. أحد المنشورات – “القواعد العمليّة للإدارة والمعالجة الطبيّة للعبيد الزنوج في مستعمرات السكّر” الصّادر عام 1813 للميلاد، والذي ركّز على جزر الهند الغربية – أشار بأن المسلمين “ممتازون في الاعتناء بالمواشي والخيول، وللخدمة الدَّاخليّة” لكن “لديهم القليل من المؤهلات للأشغال الأكثر خشونة في الحقول، ولهذا السبب لا ينبغي أبدًا استعمالهم”. ويشير المؤلف بأنّه في تلك المزارع: “الكثيرُ منهم يتحادثون باستخدام اللغة العربية”.

كان أحد ملاك العبيد في بداية القرن التاسع عشر في جورجيا والذي زعم بأنَّه يمّثل مقاربة متنوّرة للعبودية قد دعم فكرة تحويل “أساتذة الدّين المحمّدي” إلى “موجّهين، أو زنوج مؤثرين” في المزارع. زاعمًا بأنّهُم سيُبدون “النزاهة لأسيادهم”. وقد استشهد هو وآخرون بحالات كان العبيد المسلمون فيها يصطفّون مع الأمريكيين، ضد البريطانيين، في حرب عام 1812.

وقد كان بعض العبيد المسلمين في أمريكا القرن التاسع عشر أنفسهم ملاكا للعبيد، معلّمين أو ضباطا في الجيش في أفريقيا. حيث كان إبراهيم عبد الرحمن عقيدًا في جيش أبيه، إبراهيم شاه السوري، الأمير الحاكم في فوتا جالون، التي تعرف اليوم بـ غينيا. في عام 1788 للميلاد، وفي عمر 26 عامًا، تم أسر عبد الرحمن في الحرب، وشراؤه من قبل تجّار بريطانيين، ومن ثمَّ نقله إلى أمريكا. قضى عبد الرحمن نحو 40 سنة يلتقط القطن في ناتشيز، المسيسبي. وكان توماس فوستر، مالكُه، يناديه بـ “الأمير” (Prince).

عبد الرحمن إبراهيم (مواقع التواصل)

في عام 1826 للميلاد، وخلال سلسلة غير متوقعة من الأحداث، نال عبد الرحمن اهتمام “جمعية الاستعمار الأميركية” (ACS). وقد نُظمت هذه الجمعية بهدف ترحيل الأشخاص ذوي الأصول الإفريقية من الولايات المتحدة و”إعادتهم” إلى إفريقيا. وبما أنها ضمت عديدًا من المحسنين البارزين في البلاد وبعض أقوى سياسييها، قامت جمعية الاستعمار الأمريكية على مزج أشكالٍ من القومية البيضاء بالمسيحية الكونية. ولأكثر من عامين، مارست الجمعية ضغوطها على فوستر، الذي وافق في النهاية على إعتاق عبد الرَّحمن لكنّه رفض إعتاق عائلته. في محاولة لجمع المال لشراء حريّة عائلته، ذهب عبد الرحمن إلى المدن الحرة في شمال الولايات المتحدة، حيث جال في مناسبات واحتفالات التبرّع – مرتديا الزيّ الموريّ وكاتبًا [سورة] الفاتحة، من القرآن [الكريم] على قصاصات من الورق للمتبرّعين (دافعًا إياهم للاعتقاد بأنَّها الصَّلاة الربيّة).

كان عبد الرحمن مسلمًا يؤدي صلواته كشخص مسلم. وعندما التقى بقادة الجمعية الاستعمارية الأميركية، أخبرهم بأنه كان مسلمًا. لكن توماس جالوديت، وهو إنجيلي بارز درس في جامعة يال وكان ناشطا في مجال التعليم، أعطى عبد الرحمن نسخة عربيةً من الكتاب المقدًّس وطلب إليه الصلاة معه. لاحقا، وأملا بإمكانيّة الانتقال إلى إفريقيا والحصول على وظيفة مجدية، قام أرثر تابان، وهو مُحسن أميركي بارز، بممارسة ضغوط على عبد الرحمن لكي يصبح مبشرا مسيحيا ويُساعده في بسط تأثير الإمبراطورية التجاريّة الرابحة للأخوة تابان إلى إفريقيا.

وقد وصفت “مجلّة الخزان الإفريقي والاستعمار” (The African Repository and Colonial Journal) كيف أنَّ عبد الرّحمن “سيصبح رائدًا أوّل للحضارة إلى إفريقيا غير المتنوّرة”. لقد رأوه يغرس “صليب المخلّص فوق أعالي الجبال الشاهقات في كونغ!”. هذه، بالمختصر، هي طريقة عمل التأثير البيوريتاني. أولا، جُرِّد عبد الرحمن من ديانته وتعريفه لنفسه. ثانيا، بدأت المؤسسات ذات النفوذ المتخصصة في الكتابة، وحفظ السجلات، والنشر والتعليم (وهي مهاراتٌ أساسيّة في تحويل التاريخ إلى ماض) بالتصرف لتشويهه بطريقتها الخاصّة.https://www.youtube.com/embed/EBQelGvwkhE?version=3&rel=1&showsearch=0&showinfo=1&iv_load_policy=1&fs=1&hl=ar&autohide=2&wmode=transparent

قد تكون تفاصيل حكاية عبد الرحمن نادرةً. لكن تجربته كمسلم أميركي يواجه احتكارًا أنجلو بروتستانتي عازم على تصنيع بلد “مسيحي” ليست كذلك. لقد تطوّر الإسلام، جزئيا، بحيث عرَّش على الاختلافات اللغوية والثقافيّة الهائلة في أفريقيا وآسيا: عبد الرحمن كان يتكلّم ستَّ لغات. في حين أن البروتستانتية الإنجيلية للأنجلو أمريكيين، على العكس من ذلك، هي ديانة أحدث عُمرًا وأكثر ضيقًا. لقد اكتسبت قوامها في منطقة محدودة من شمال الأطلسي وبعلاقة ديناميكيّة مع كل من الرأسمالية والنزوع القومي. إنَّها تهدف لا إلى تجاوز الاختلاف ولكن إلى (كما كان كل من جالوديت وتابَّان يحاولان مع عبد الرَّحمن) فرض التجانس.

كم من الأشخاص شاركوا عبد الرحمن تجربته في مستوياتها الأساس؟ كم عدد المسلمين الذين كانوا هناك في أمريكا بين، إن قلنا، عاميّ 1500 و1900 للميلاد؟ كم منهم كانوا في شمال أمريكا؟ إن سيلفيان ضَّيّوف مؤرّخة بارعة في هذا الشأن. وفيما قد يُعتبر تقديرًا متحفظا، تكتب ضيّوف في “عباد الله” (Servants of Allah) الصًّادر عام 1998:

“كان هناك آلاف المسلمين في أمريكا ولعلَّ هذا ليسَ كل ما يسعنا قوله فيما يتعلق بالأعداد والتقديرات”

من الملايين العشرة أو أزيد الذين تم استعبادهُم من الأفارقة الذين أُرسلوا إلى العالم الجديد، ذهب أكثر من 80 بالمئة إلى الكاريبي أو البرازيل. برغم ذلك، كانت أعداد المسلمين الذين جاؤوا إلى أمريكا المبكّرة أكبر بكثير من أعداد البريتونيّين الذين جاؤوا في ذروة الاستعمار البيوريتاني. وقد شهدت نقطة الذروة من الاستيطان، بين عاميّ 1620 و 1640 للميلاد، قدوم 21.000 بريتوني إلى أمريكا الشمالية. وربّما جاء 25% من هؤلاء كخدم وكان من الصّعب، بالتبعية، افتراض وجود مشاعر وآراء بيوريتانيّة لديهم. وبحلول عام 1760 للميلاد، كانت نيوانجلند موطنًا، على أحسن تقدير، لـ 70.000 من أتباع الأبرشيّة (كنيسة البيوريتانيين في نيوانجلند).

“عباد الله” (servants of allah) (مواقع التواصل)

برغم هذه الأعداد الضئيلة نسبيا، نجح البيوريتانيّون في التحوّل إلى جماعة من الأساتذة والمربيّين للأمة. لكن في بعض النواحي، كانت نيوانجلند أيضا خاسرةً في أثناء بزوغ الولايات المتحدة الأمريكية. فقد وصلت إلى ذروة تأثيرها الاقتصادي والسياسي في القرن الثامن عشر. وبرغم دورها البارز في استقلال الولايات المتحدة، لم يحدث أبدًا أن كانت مركزًا للقوة الاقتصادية أو السياسية في المستعمرات البريطانية في شمال أمريكا، ولا في أمريكا العظمى أو حتى في الولايات المتحدّة كلها.

إن نظرنا إليها ببساطة كواحدةٍ من بين عديد مستعمرات العالم الجديد، ستكون نيوانجلند، بنواحٍ واضحة، حالة شاذّة.  لقد كانت فريدة ديموغرافيا (بفضل استيطانها من قبل العائلات)، وطائفيّة دينيا، وشاذة سياسيا، وتابعةً اقتصاديا بالمنظور الأوروبي. وحتى جملة “نيوانجلند البيوريتانيّة” يُمكن أن تكون مضللة. فتجارة الأسماك والأخشاب والملاحة – لاسيّما، في تجارتهم مع المزارع الغرب هنديّة – وليس الديانة، هي التي جعلت الحياة في القرنين السابع عشر والثامن عشر في نيوانجلند ما كانت عليه. لم يكُن البيوريتانيّون بالضرورة محلَّ استحسان سكّان نيوإنجلند ولا كانوا ممثلين عنهم. وفي بداية القرن السابع عشر بمستعمرة خليج ماساشوستس، على سبيل المثال، قاطع أحد المستمعين في مرةٍ قسيسًا بيورتانيًّا قائلا:

“إنَّ الشؤون التجارية في نيوإنجلاند تختصّ بأسماك القدّ لا بالرب!”.

لكنَّ بعض المزايا ذاتها التي جعلت من البيوريتانيين غرباء إلى تلك الدَّرجة قد أتاحت لهم البراعة في كتابة التاريخ. لقد كانوا وبصورة استثنائيّة بارعين في الثقافة، والتعليم، وتأويل النصوص، وبناء المؤسسات. هذه المهارات مكّنتهم، على نحو يميّزهم عن بقية الأمريكيين، من التصدّي لتحديات التعامل مع ما أسماه عالم الاجتماع روجر فريدلاند “مشكلة التمثيل الجمعي” في العالم الحديث. فقبل بزوغ الأمم الحديثة، كان تاريخ الشعوب عبارة عن علم أنساب. حيث هناك جماعة تنحدر من سلف معيّن: إبراهيم أو أينياس، على سبيل المثال، وبالتالي فقد كانت الشعوب ترتبط ببعضها من ناحية طبيعية. لكنّ النموذج المثال في الأمة الحديثة قد مثَّل مشكلة جديدة. ذلك أنّه يفترض بالأمة أن تكون شعبًا واحدًا مُشتركا، يتشارك سمات جوهريّة بل موروثة، لا أن ينحدر من سلالة، أو ملكة أو ملك.

ومع نهاية القرن الثَّامن عشر، لم يكُن أي أحد تقريبًا يعرف كيف يمثّل هذه الجماعة المشتركة. لكن في أمريكا الشماليّة، كان النموذج البيوريتانيّ هو الأقرب. لقد ظنّوا بأنفسهم بل ودوَّنوا أنفسهم لا على أنهم جماعة مشتركة، ولكن على أنهم شعب مُختار، شعب لا يتقاسم النسب مع الرب لكنّه يتبع الرّب. وبُغية صهرِ تاريخ جماعة سكّانية متغايرة في بوتقة وحدة قومية، فلم يكُن ذلك مثاليا بأي حال من الأحوال. لكنه أمر كان يتعيّن عليهم القيام به.

لقد عمد التأثير البيوريتاني إلى استثناء كثير من الأشياء، بما فيها الحضور الطويل المديد للمسلمين والإسلام في أمريكا، وشيء من النزاهة والعاطفة في المعايير الخاصة للتجربة البيوريتانيّة، بعيدًا عن إسهاماتها في التَّاريخ القومي للولايات المتحّدة. لقد منحت هيمنة المؤسسات البيوريتانيّة نيوانجلند الاستعماريّة دورًا كبيرًا. وعلى مدار قرنين من الزّمن، كانت العادات والتقاليد قد تغيرت بدرجة كبيرة جدا، غير أن مؤرخّي القرن التاسع عشر العظماء من أمثال فرانسيس باركمان وهنري أدامز يتقاسمون مع أخلافهم من القرنين العشرين والحادي والعشرين بيري ميلر، وبرنارد بايلين وجيل ليبور التزامًا بإيجاد أمريكا، والأصول القومية للولايات المتحدة التي كتبتها نيوانجلند في القرن الثامن عشر.

إحدى أكثر السمات الضّالة في كتابة التاريخ البيوريتانية كانت زعمها بأنّ مشعل الحريات الدينية إنما هو ضرب من الالتزام الأنجلو بروتستانتي. وفي الحقيقة أنَّ البيوريتانيين والأنجلو بروتستانيين في أمريكا لطالما استعدَوْا بل واضطهّدوا المختلفين عنهم في الأديان: الأمريكيين الأصليين، الكاثوليك، اليهود، الشيوعيين، وجماعات المثليين، والمسلمين، وفي بعض الأحيان خصيصًّا، بروتستانيين آخرين. ولم يحدث أن عانى أي من جون وينثروب، أو كوتون ماثر أو أي جهة من طبقة ملاك الأراضي البيوريتانيّين اضطهادًا دينيًّا فعليًّا. إن امتلاك السلطة، على غرار الأنجلو بروتستانتيين في أمريكا، لا يتوافق كليًّا مع بعض الأسس التي تقوم عليها مزاعم السلطة الأخلاقية في المسيحية. ولا هو متناغم كليًّا مع فكرة أمريكا كأرضٍ للحريَّات الدينية، كما قال نصير المستضعفين، تون باين في عام 1776 للميلاد.

ستظل الصراعات على ما يُمكن أن يكون أمة أمريكية ومن ينتمي إليها مستمرّة. غير أن الاحتمالات تظل مفتوحة على باقة من الإجابات المهمّة

إن كان هناك أي مجموعة دينيّة يمكن لها أن تمثّل أفضل نسخة من الحريّة الدينيّة في أمريكا، فهي نسخة الزمّوري وعبد الرحمن. فقد جاءا إلى أمريكا في حالة من القمع الصّرف، وناضلا من أجل الاعتراف بدينهم وبحريّة ممارسته. وبعكس الأنجلو بروتستانتيّن، فقد اعترض المسلمون في أمريكا على الاستبداد بالآخرين، بمن فيهم الأمريكيين الأصليين.

لقد كانت النتيجة الأكثر ديمومة للتأثير البيوريتاني هي الالتزام المستمر بإنتاج ماضٍ يصب تركيزه على كيف أدت الإجراءات، التي عادةً ما تصوّر على أنها جريئة وذات مبادئ، للأنجلو بروتستانت (التي غالبا ما بدأت في نيوانجلند تشيسابيك) إلى [قيام] الولايات المتحدة الأمريكية، بحكومتها ومؤسساتها. والحقيقة أن تاريخ أمريكا ليس في الأساس حكايةً أنجلو بروتستانتيّة، بقدر ما أنه ليس تاريخًا للغرب بصورةٍ أوسع. وقد لا يكون من الواضح تماما ما الذي يقوم عليه، بالضبط، ذلك “الغرب”. لكن العصر الأكثر عالمية من التاريخ والذي بدأ بالاستعمار الأوروبي للشطر الغربي من الأرض قد يؤلّف جزءًا كبيرًا منه.

وإن كان الغرب، جزئيا، يعني غرب الكرة الأرضية أو أمريكا الشمالية، فقد كان المسلمون جزءًا من مجتمعاته المبكّرة. ستظل الصراعات على ما يُمكن أن يكون أمة أمريكية ومن ينتمي إليها مستمرّة. غير أن الاحتمالات تظل مفتوحة على باقة من الإجابات المهمّة. تاريخيا، كان المسلمون [في أمريكا] أمريكيّين بقدر ما كان الأنجلو بروتستانتيين أميركيين بدورهم. وبالعديد من الطرق، فإنَّ المسلمين الأوائل في أمريكا نماذج يحتذى بها في الممارسة والمثل الدينية المشرِّفة في أمريكا. وأي تصريحٍ أو إشارة إلى النقيض، مهما كانت نواياها طيبة، ستكون مدفوعة إما بشوفينية متعمدة أو شوفينية كامنة.

—————————————————————–

  • ملاحظة: استخدام مفردة الفتح هو قياس على مقابلها الإنجليزي Conquer ولا يعني توظيفُها العربي هُنا أكثر من بُعدها اللغوي.
  • هذا التقرير مترجم عن AEON ولا يعبر بالضرورة عن موقع ميدان.

قصة كيف بدأ ألإسلام فى أمريكيا ألشمالية

الإسلام في أمريكا.. رحلة الإسلام في شمال القارة الأمريكية

أحوال المسلمين

د. ليلى حمدان – 22 فبراير، 2021

أمريكا الأرض الجديدة، موطن الأحلام لكثيرٍ من شباب المسلمين، أينما يذكر اسمها تذكر الحروب والتدخلات العسكرية والحصار والعقوبات، وتذكر الزعامة على النظام الدولي باسم الولايات المتحدة التي تشغل وجارتها كندا شمال القارة الأمريكية. لقد عرف هذا الجزء من العالم تحولات كبرى وأحداث مصيرية، وكان الحضور الإسلامي فيه معلمًا بارزًا وحلقةً متصلةً بتاريخه وحاضره في شمال القارة الأمريكية كما في وسطها وجنوبها وهو ما سنسبر أغواره في دراستنا لرحلة الإسلام في أمريكا.

تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية

الولايات المتحدة الأمريكية اسم بدأ بالظهور بعد احتلال القوى الأوروبية لبلاد الهنود الحمر، السكان الأصليين لقارة أمريكا، حيث أقام الاحتلال البريطاني مستعمرات له على أرضهم، وكانت أولها جيمستاون في فرجينيا في عام 1016هـ (1607م)، ولم يتجاوز عدد السكان فيها المئة بعد 13 عام من تأسيسها، وفي عام 1039هـ (1630م) تم تأسيس مستعمرة ثانية في المكان الذي تقع فيه بوسطن اليوم ولم يتجاوز عدد سكانها آنذاك الألف نسمة.

لكن الاحتلال الأوروبي فتح باب الهجرة للأراضي الجديدة وازدادت معه أعداد المستعمرات وكثافتها السكانية، ومع أن المحطة الجديدة كانت بالنسبة لبعض الأوروبيين المضطهدين ملجأ ومأوى إلا أن ذلك كان على حساب اضطهاد الهنود الحمر لدرجة تمت معها إبادتهم في معظم مناطق سكناهم، وشهدت هذه المرحلة إسراف آلة القتل الأوروبية في تسطير المجازر تلو المجازر حتى لم يتبق من الهنود الحمر إلا قلة قليلة، وأضحت قصص تعذيبهم وقتلهم والمثلة بأجسادهم صفحة سوداء في تاريخ هذه المنطقة.

ولم تسمح هذه المستعمرات باستقبال أجناس من أصول غير أوروبية، ثم جيء بالأفارقة عبيدًا تسوسهم سلاسل الاحتلال، بعد اقتيادهم قسرًا من سواحل بلادهم في القارة السمراء ليحرموا حريّتهم وأهاليهم وأوطانهم بعنصرية الأوروبيين الذين عمدوا لتنصيرهم موظفين في ذلك أقبح الأساليب.

وفي عام 1188هـ (1774م) بلغ تعداد السكان في المستعمرات البريطانية 3 ملايين نسمة، فتنامت الرغبة في الانفصال عن بريطانيا، وتحولت الرغبة لثورة عارمة وحرب ضروس، حتى تكللت بالاستقلال في عام 1190هـ (1776م)، وهو الاستقلال الذي رفضت بريطانيا الاعتراف به ثم أذعنت له في عام 1196هـ (1782م).

كانت بداية هذه الدولة الجديدة ضعيفة، ويسجل التاريخ في عام 1209هـ (1795م)، دفع الأمريكيين لغرامة بقيمة 800 ألف دولار للجزائر وتونس، وجزية سنوية بـ 25 ألف دولار، للسماح لها بحرية الملاحة في الأطلسي لكنها شهدت بعد هذا الضعف صعودًا.

ووصل عدد الولايات الأمريكية في عام 1204هـ (1790م) إلى 17 ولاية، وتوسعت معها مساحتها وازدادت أعداد المهاجرين من أوروبا حتى بلغ عدد السكان 10 ملايين في عام 1235هـ (1820م) وكان هذا التوسع على حساب الهنود الحمر وحقوقهم في موطنهم.

واستمر النمو السكاني حتى أصبح اليوم عدد السكان في الولايات المتحدة أكثر من 328.2 مليون نسمة بحسب إحصاءات عام 1440هـ (2019م).

ومما يعكس درجة الإبادة التي نالت من الهنود الحمر، نسبة أصول السكان الأمريكيين التي ترجع اليوم بحسب الإحصاءات الرسمية إلى 85 % منها للأصل الأوروبي الذي استجلبته قوى الاحتلال لهذه الأرض، والـ 15% المتبقية تتشارك فيها أصول مختلفة من بينها أصول الأفارقة والهنود الحمر.

تاريخ وصول المسلمين للولايات المتحدة

#العظماء_المائة 10: القائد البحري المسلم “بيري ريس”.. جهاد الترباني.. قمة الروعة
1,650,758 views
Dec 24, 2014

تشير العديد من المراجع التاريخية الغربية إلى أن الحضور الإسلامي في شمال القارة الأمريكية بدأ في منتصف القرن الثالث عشر هجري (التاسع عشر ميلادي)، تزامنًا مع وصول مهاجرين مسلمين من بلاد الشام في سعيهم خلف رزقهم وبنية العودة إلى أوطانهم.

لكن دراسات تاريخية أكثر عمقًا وتوثيقًا تؤكد على أن وصول الإسلام للقارة جاء قرنين كاملين قبل حقبة كرستوفر كولومبس في عام 832هـ (1429م)، حيث ركب المسلمون سفنهم من سواحل الأندلس ومن بعض أجزاء الساحل الشمالي الغربي للقارة الإفريقية لاستكشاف البحار ولينتهي بهم المطاف لحط رحالهم في سواحل أمريكا الشمالية والجنوبية.

وقد رأينا في تاريخ الإسلام في غرب إفريقيا كيف كان يخرج الأفارقة في عمق المحيط لاستكشاف ما وراءه. وتحدثت روايات تاريخية عن الملك المالي المسلم أبو بكر الثاني بن محمد الذي تنازل عن عرشه بعد توليه الحكم بسنة واحدة ليتفرغ للدعوة للإسلام والسفر إلى أراضي أمريكا يعلي فيها كلمة الله ولم تكن تعرف آنذاك بهذا الاسم،[1] ولذلك يرى بعض الباحثين أن المكتشفين الأفارقة وصلوا بالفعل للأرض الأمريكية وتواصلوا مع سكانها الأصليين بل وارتبطوا معهم في علاقات زواج ومصاهرة قبل اكتشاف كولومبس لها بكثير. وهذا ما يفسر وجود العديد من المناطق في أمريكا بأسماء عربية كمكة وعرفة والقدس ومحمد وعمر وقرآن ولا تزال إلى اليوم.

وأشارت روايات تاريخية إلى وجود مسلمين في طاقم البحارة رفقة كولومبس الذي أطلق رحلاته الاستكشافية كما اشتهر عالميًا، في عام 832هـ (1429م) وهو العام نفسه الذي شهد الإنهاء الرسمي للوجود الإسلامي في شبه الجزيرة الإيبيرية، الأندلس. حيث قدموا له خدمة الدليل لكونهم سبقوه لهذه الأرض من قبل.

والذي يجهله الكثيرون هو أن أحمد محي الدين بيري ويعرف بـ “بيري ريّس” اكتشف أمريكا، سنة 870 هــ (1465م) أي قبل أن يصلها كولومبس بحوالي 27 سنة، وهذا ما يفسر استعانة الأخير ببحارة مسلمين كدليل في رحلته لأمريكا.

وكان ريّس رئيس البحرية الإسلامية العثمانية. وقد رسم خرائط اكتشافه الجديد التي ضمت قارة أمريكا الشمالية والجنوبية إضافة إلى القارة المتجمدة الجنوبية بطريقة مبهرة لم تزل محط إعجاب الباحثين إلى اليوم. وتقدم هذه الخريطة الدليل القاطع على أن الاكتشاف التاريخي لأمريكا لم يكن من نصيب كولومبس ولكنها ضريبة الهيمنة الغربية التي وصلت إلى حد تحريف المعلومة التاريخية وسرقة الأمجاد.

كما قدم المسلمون لكولومبس خدمات كبيرة في مجال الاستكشافات الجغرافية، فقد وصلوا لأعماق المحيط الأطلسي وجزره منذ أمد بعيد وسجلوا ملاحظاتهم وأصدروا مؤلفاتهم في الفلك والجغرافية والتي تحولت لمصدر إلهام وتوجيه لكولومبس، في وقت كانت تفتقد فيه إيطاليا وإسبانيا مثل هذه الذخائر العلمية التي كانت تثري المكاتب العربية والإسلامية.[2]

وكانت خرائط المسعودي (283هـ – 346هـ / 896م- 957م) قد رصدت الأرض الأمريكية في المحيط الأطلسي قبل الجميع، وسماها الأرض المجهولة وكان اكتشافًا دوّنه في أوراقه وما بقي على كولومبس إلا تتبع الأثر. وسجل المستكشف الإيطالي بنفسه ملاحظاته التي أشارت لوجود أسماء ولغة عربية وملامح إفريقية في الأرض الجديدة عند وصوله لها.

قال ليون فيرنيل، البروفيسور في جامعة هارفرد في كتابه (إفريقيا واكتشاف أمريكا):

إن كريستوفر كولومبس كان واعيًا الوعي الكامل بالوجود الإسلامي في أمريكا قبل مجيئه إليها.

وهو ما اتفق معه المستشرق الإنجليزي دي لاسي في كتابه “الفكر العربي ومكانه في تاريخ الغرب” حيث أكّد أنه لا يوجد شك من وصول المسلمين إلى أمريكا قبل كولومبس.

وذهبت العديد من الدراسات إلى تأكيد الوصول المبكر للمسلمين وإقامة مراكز تجارية وإدخال حرف وصناعات استفاد منها سكان أمريكا الأصليون. واتفقت على أن دور المسلمين في أمريكا كان قد بدأ في مرحلة مبكرة جدًا.

وهذا يعني أن الإسلام وصل لأرض أمريكا قبل وصول البروتستانتيين، بل قبل أن توجد البروتستانتيّة نفسها.    

ومما يجدر تسجيله في هذا المقام أن دوافع كولومبس لاستكشاف الأرض الأمريكية كانت إضافة للأسباب المادية، لأسباب عقدية دخل فيها تتبع المسلمين الفارين من جحيم النصارى في الأندلس، حيث كانت أساطيل الإسبان والبرتغال تطاردهم في مشارق الأرض ومغاربها لتنصيرهم طوعًا أو قسرًا أو لقتلهم.

يقول الكاتب الأمريكي المسلم سليمان شاهد مفسر، ملخصًا تاريخ وصول المسلمين لأمريكا: “إن الإسلام في أمريكا جاء ليبقى هذه المرة وليس كما حدث في المرات السابقة حينما اكتشف المسلمون الأرض الجديدة في القرنين العاشر والثاني عشر ميلادي، قبل كولومبس بقرون، لكنهم لم يواصلوا اكتشافاتهم، أو في القرن السادس عشر ميلادي لما اكتشف المسلم الأندلسي استفانيكو (هذا اسمه الموريكسي ويعرف بمصطفى زموري أو سعيد بن حدو)[3] مناطق الغرب الأوسط من الولايات المتحدة الأمريكية أو في القرنين السابع عشر والثامن عشر عندما استعبدت أمريكا المسلمين وأجبرتهم على التخلي عن دينهم، فالإسلام يوشك الآن أن يتخذ دوره التاريخي الخالد في القارة الأمريكية، وأصبحت المآذن الشامخة يعلن منها نداء التوحيد منظرًا طبيعيًا من مناظر الغرب، ونداؤها نداء جهاد متواصل، وبعد سنتين ستحتفل أمريكا بالذكرى المئوية الثانية (سنة 1976م) للثورة الأمريكية، ولكن الثورة الحقيقية هي الثورة الإسلامية التي تهيئ بشارات لهذه الأمة (الأمريكية) وللعالم أجمع”.

تأثير حضارة الأندلس

كان منطقيًا أن ذهب العديد من الباحثين لاعتبار الحضارة الأمريكية قد قامت على أنقاض حضارة الأندلس الإسلامية كما كان مع الحضارة الأوروبية.

ولهم في ذلك العديد من الاستدلالات والخلاصات، والتي اتفق معها مؤرخون غربيون، وهو نتيجة طبيعية لتركة بلغ عمرها ثمانية قرونٍ ممتدة من الحكم الإسلامي للأندلس تجلت عطاءاتها الحضارية وآثارها خلال الدخول الإسباني لأمريكا.

بل ذهب بعضهم إلى حد ربط تسمية “كاليفورنيا” بأصل عربي ما. لأنه اسم أطلقه الإسبان في عام 941هـ (1535م)، مقتبسًا من رواية رومانسية بعنوان “مغامرات الإسبان” التي صدرت في عام 916هـ (1510م)، وتناولت قصة جزيرة غنيّة اسمها كاليفورنيا يحكُمها الأمازونيّون وملكَتُهُم كالافيا. نُشرت الرواية في إشبيليّة، المدينة التي بقيت أربعة قرونٍ تحت ظلال الخلافة الأمويّة.[4]

وكما تعرض الهنود للإبادة تعرض تاريخ أمريكا للتحريف بسبب هيمنة المؤسسات البيوريتانيّة البروتستانتية الرائدة في بوسطن بفضل جامعة هارفارد وفي نيوهافِن بفضل جامعة يال. خاصة في تناول رؤية وفهم الأديان في أمريكا خلال وقت مبكر من عمر المنطقة. وهو ما أدى إلى هضم حق حضارة الإسلام وتأثيرها في نهضة أمريكا منذ بدايتها.

وقد اشتكى المؤّرخ يو. بي. فيليبس قبل أكثر من قرن، من الطريقة التي كتبت فيها بوسطن تاريخ الولايات المتحدة مسلطًا الضوء على أن أغلبه كتب بشكل خاطئ.

لقد حمل الإسبان معهم حضارة الأندلس للديار الأمريكية فقدمت الأساس لبناء  الحضارة الأمريكية في مختلف الميادين، حتى ذهب بعض الباحثين الأمريكيين الذين أسلموا إلى إرجاع أصل الموسيقى الأمريكية للحن الأمهات الأندلسيات حين يرددن “لا إله إلا الله” وهن يهدهدن أطفالهن في المهد، فاستعان الأمريكيون بهذا اللحن كقاعدة لتأسيس الموسيقى الأمريكية لاحقًا.

كما نقلت ملاحظات لبعض المؤرخين تشير للتشابه الكبير بين لباس النساء الأمريكيات مع لباس النساء الموريات في الأندلس بعد دخول القوى الأوروبية. وغير ذلك من آثار لا تزال حاضرة بقوة في الجزء الجنوبي من القارة الأمريكية وتحولت لأحد مكونات تاريخها وحضارتها.

موجات الوافدين المسلمين للولايات المتحدة

إن وصول المسلمين إلى الولايات المتحدة الأمريكية تم عبر 3 موجات رئيسية:

الموجة الأولى: يسجلها التاريخ في القرن السادس عشر ميلادي مع وصول الأندلسيين على رأسهم استفانيكو وغيره من الذين أظهروا النصرانية وأخفوا الإسلام في قلوبهم، ولم يتمكنوا من إعلان إيمانهم بسبب وحشية القمع الكاثوليكي ومطاردته للمسلمين وإن استخفوا بإظهار النصرانية، فقد كان الرجل يكتشف دينه فيحرق حيًا ويقتل أشنع قتلة.

وحفرت مع ذلك البطولات في الثبات على الإسلام، يقول المؤرخ العراقي العلامة عبد الرحمن علي الحجي في كتابه أندلسيات، ص208: “واجه المورسكيون شنائع محاكم التفتيش بكل شجاعة، منهم الشاب خوان الابن من عائلة الكامبنيرو التي نُكِّل بها في سرقسطة، عندما حُكِمَ عليه بالموت حَرْقًا بالنار مع غيره عام 990هـ (1582م)، رمى الصليب الذي أُجبر على حَمْله ورفع سبابته يقرأ الشهادة قبل الموت”.

وبسبب استمرار السياسات الإجرامية بحق المسلمين، اختفت ملامح الإسلام في ذلك الوقت من عمره في القارة الأمريكية.

والموجة الثانية: ابتدأت في القرن السابع عشر وتتابعت في القرن الثامن عشر ميلادي، تزامنًا مع استجلاب الأفارقة كعبيد وكان فيهم نسبة كبيرة من المسلمين، وبين مطرقة الإذلال وسندان التنصير، مُسح الإسلام أيضًا في تلك الفترة، ولكنه عاد بقوة بعودة الآلاف من الأفارقة اليوم إلى الإسلام، دين أجدادهم الأوائل.

والموجة الثالثة: بدأت في عام 1276هـ (1860م)، من بلاد الشام وتوالت بعدها الهجرات وشملت سكان ألبانيا ويوغوسلافيا.

توالي الهجرات إلى الأرض الأمريكية

وجاءت الهجرات ما بين عامي 1292هـ و1330هـ (1875م و1912م) مما كان يعرف باسم سورية الكبرى، تحت حكم الدولة العثمانية، وهي الآن سوريا، والأردن، وفلسطين، ولبنان.

وأغلب المهاجرين كانوا من النصارى الذين تعلموا في مدارس التبشير. ومع ذلك كان من بينهم نسبة صغيرة من المسلمين السنة وأيضًا نسب أقل من الشيعة والعلويين والدروز.

ومع نهاية الحرب العالمية الأولى، وبعد سقوط الدولة العثمانية، واستيلاء الاحتلال الأوروبي على بلاد الشام فر الكثيرون إلى أمريكا نحو أقربائهم المقيمين في الولايات المتحدة، وفرضت قوانين الهجرة الأمريكية التي صدرت عام 1339هـ (1921م) ثم عام 1342هـ (1924م) نظام الحصص بتحديد نسب الدخول حسب نسبة المقيمين من كل دولة وقومية مما أدى إلى تحجيم عدد المسلمين الذين سُمح لهم بدخول البلاد.

وفي الثلاثينيات بقيت نسبة المسلمين الذين سمح لهم بالإقامة في الولايات المتحدة محدودة، لكنها ازدادت نسبيًا بعد الحرب العالمية الثانية.

وبعد صدور قانون الجنسية الأمريكي عام 1372هـ (1953م) تحركت عجلة الهجرة إلى غاية فترة الستينيات حيث أعطى القانون الأمريكي الحق للمهاجرين بالتجنس بحسب الحصص السنوية لكل دولة بالاستناد إلى النسب المئوية للسكان المقيمين في الولايات المتحدة.

ومع نهاية القرن التاسع عشر كان أغلب المهاجرين الذين قبلتهم الولايات المتحدة من أوروبا، ومع ذلك استمر الوافدون بنسبة قليلة من الشام والهند وباكستان وشرقي أوروبا (من ألبانيا ويوغوسلافيا) ومن الاتحاد السوفيتي، ومعظم هذه الرحلات الوافدة استقر أصحابها في المدن الكبرى مثل شيكاغو ونيويورك. ووصل في هذه الموجة أفراد بمستويات تعليمية رفيعة.

وبحلول النصف الثاني من القرن العشرين ازدادت نسبة المهاجرين المسلمين.

ومما يجدر الإشارة إليه أنه في عام 1385هـ (1965م) وقّع الرئيس ليندون جونسون قانونًا للهجرة يلغي الحصص التي كانت قائمة على أساس التنوع القومي ضمن الولايات المتحدة ولم يعد بذلك حق المرء في دخول الولايات المتحدة يتوقف على أصله القومي والعرقي، فانخفضت نسبة القادمين من أوروبا وارتفعت بشكل لافت نسبة القادمين من آسيا والشرق الأوسط. وشمل أكثر من نصف الوافدين الجدد، المسلمين، تزامنًا مع الأحداث التي وقعت في عدة أجزاء من العالم الإسلامي.

واستمرت هذه الأحداث والاضطرابات السياسية في بلدان العالم الإسلامي في العقود الأخيرة مما تسبب في ارتفاع تيار الهجرة كما شهد ذلك عام 1387هـ (1967م) في الحرب مع الاحتلال الإسرائيلي، وثورة 1399هـ (1979م) في إيران وصعود آية الله الخميني، والحرب الأهلية في باكستان وما نجم عنها من انفصال شرقي باكستان لتكوين دولة بنغلاديش فضلا عن أحداث الاضطهاد المعادية للمسلمين في الهند، ثم الانقلاب العسكري في أفغانستان، والحرب الأهلية اللبنانية والحرب في العراق التي أدت لهروب الأكراد والحرب الأهلية في الصومال وأفغانستان، واشتداد قبضة النظام العسكري في السودان والتطهير العرقي الذي شهدته البوسنة والهرسك، وغيره من أحداث ساهمت في هجرة المسلمين وزيادة حضورهم في الولايات المتحدة.

نماذج عن أول المهاجرين

الإسلام في أمريكا

مصطفى الزموري والملقب الأزموري.

تذكر بعض الروايات التاريخية قصصًا عجيبة لشخصيات وصلت مبكرًا لأرض أمريكا، منها قصة استيفانيكو ويعرف أيضًا باسم مصطفى الزمّوري أو سعيد بن حدو، الذي وصل في عام 933هـ (1527م) إلى فلوريدا، وهو مسلمٌ عربي من المغرب، حيث اقتيد كعبد في بعثةٍ إسبانيّة تعرَّضت للتدمير لكنه تمكن من النجاة وأسس لنفسه حياةً في الأرض الجديدة مرتحلًا من سواحل خليج المكسيك إلى أنحاء ما يُعرف الآن بجنوب غرب الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أمريكا الوسطى. وقد ناضل طويلًا وألمّ بتفاصيل البلاد أكثر من سكانها، حتى تمكن أخيرًا من كسب الاحترام لنفسه بين الأمريكيين كطبيب معروف له احترامه ويُعتقد أنه من أوائل المسلمين وصولًا لأمريكا.

كما تذكر المصادر التاريخية قصة الحاج علي الذي يسميه الأمريكيون “هاي جول” وهو رجل استقدمه سلاح الفرسان بالولايات المتحدة إلى صحراء أريزونا وكاليفورنيا في عام 1272هـ (1856م) للمساعدة على تربية الإبل، لكن هذه التجربة فشلت وبقي الحاج علي في كاليفورنيا يبحث عن الذهب.

وحتى الفولانيون، كان لهم نصيب من الذكر في هذا التاريخ، حيث تم إرسال عدد منهم ليتم بيعهم في أمريكا. منهم ديالو المسلم الذي ولد في بوندو، وهي منطقة تقع في محيط أنهار السنغال وغامبيا. وتم أسره على يد تاجر عبيد بريطاني عام 1143هـ (1731م)، ثم بيع في ماريلاند. وتمكنت بعثة إنجيلية من تمييز لغة ديالو العربية التي يكتب بها فامتحنته لتكتشف أنه كان مسلمًا، فعمدت لتبديل اسمه إلى “جوب” واسمه الثاني إلى “بن سولومون”.

فتحول أيوب سليمان إلى “جوب بن سولومون”.  وهذا مثال فقط على الطريقة التي عمدت فيها قوى الاحتلال إلى “أمركة” العديد من أسماء المسلمين خلال مرحلة الاستعباد حيث تحوّلت الأسماء المعروفة في القرآن إلى أسماء مألوفة في إنجيل الملك جيمس. وبذلك أصبح موسى، موزس، وإبراهيم، أبراهام، وأيوب، جوب، وداوود، ديفيد، وسليمان، سولمون، ويوسف، جوزيف، والقائمة تطول.

ومن الصعب تلخيص واقع المسلمين الذين وصلوا القارة الأمريكية كعبيد أو تلخيص الكيد الذي تعرضوا له والتضحيات الجسيمة التي قدموها في سبيل حفظ دينهم أمام آلة التنصير الوحشية التي سلطت عليهم وعلى أصولهم وهوياتهم. لكننا نذكرها هنا من باب الإشارة فحسب بيد أنها تستوجب بحثًا عميقًا ومفصلًا.

واقع المهاجرين المسلمين في الموجات الحديثة

نقل المهاجرون الجدد طيفًا واسعًا من الحركات والإيديولوجيات فكان منهم السنة والشيعة والصوفية والعلمانيون والأحزاب والتيارات الإسلامية المختلفة إضافة إلى الذين لا يعتنقون دينًا أو لا يستندون إلى أجندة سياسية. وانتقل كل ذلك بتناقضاته إلى الولايات المتحدة.

وكان مصير المهاجرين الذين يعانون ضعفًا في اللغة الإنجليزية وقصورًا في التحصيل العلمي شغل الأعمال المتدنية، أو التجارة والتعدين في المناجم، وأكثر الوظائف انتشارًا كانت وظيفة التاجر المتجول. وتزامن هذا الوصول مع صدود الأمريكيين عن ثقافة المهاجرين فلم يبدوا ترحيبًا بالأجانب ولا أي حماس لغير النصارى.

ومع أن المجتمع الأمريكي تم بناؤه على كواهل المهاجرين إلا أن الإدارة الأمريكية لم تعر اهتمامًا في البداية لواقع الاختلافات الثقافية لهؤلاء المهاجرين ولم تحتضن حاجاتهم الدينية، فلم يكن لنظام العمل أي عناية بأوقات صلاة المسلمين وصيامهم ولا أعيادهم.

لكن ذلك الإهمال لم يستمر طويلًا حيث بدلت الولايات المتحدة قوانينها مع ازدياد نسبة المسلمين ومع استقطاب كفاءات علمية وفنية وهجرة الأدمغة والخبرات من العالم الإسلامي بما فيه البلاد العربية والهند لبناء مجد أمريكا. وأسس المسلمون نظامهم الإسلامي وتمثيلهم السياسي.

وشكلت الهجرات المتتالية في القرن العشرين قاعدة أساسية في نمو الجماعات المسلمة ذات تأثير سياسي في الولايات المتحدة وهذه الفئة تشكل اليوم أكثر من مليون نسمة، وينضم إليها بشكل مستمر الأفراد والجماعات الوافدين من مختلف أجزاء العالم الإسلامي.

وإن كان من دولة قامت على أكتاف وتضحيات المهاجرين من مختلف الجنسيات فهي الولايات المتحدة الأمريكية.

ولولا هذا المدد البشري الذي وصل للمستعمرات الأوروبية على أراضي الهنود الحمر لما رأينا الصعود الأمريكي الذي شغل تاريخ وحاضر المنطقة. وما الحضارة الأمريكية إلا نتيجة استيراد وسرقة للحضارات.

عدد المسلمين في الولايات المتحدة

الإسلام في أمريكا

لا يوجد إحصاء رسمي دقيق يمكن الاعتماد عليه لتحديد نسبة المسلمين اليوم في الولايات المتحدة، لكن الإحصاءات القديمة تشير إلى أن عدد المسلمين وصل في عام 1391هـ (1971م) إلى مليون مسلم بنسبة 0.49% من مجموع السكان، ومع عام 1400هـ (1980م)، بلغ عدد المسلمين المقيمين في الولايات المتحدة 3.3 مليون نسمة، بنسبة 1.5% من مجموع السكان، وبلغ عدد المسلمين في الولايات المتحدة في عام 1406هـ (1986م)، 4 ملايين نسمة، ما يقدر بزيادة نسبتها 21% خلال ستة أعوام.[5]

وفي ذلك إشارة إلى النمو السريع للإسلام في هذه البلاد حيث زاد عدد المهاجرين المسلمين على الضعف خلال العقدين الماضيين. وذلك من 4% من إجمالي المهاجرين في عام 1388هـ (1968م) إلى 10.5% في عام 1406هـ (1986م)،[6] أمَّا في عام 1423هـ (2002م)، فقد بلغ عدد المسلمين في المجتمع الأمريكي حوالي 7.5 ملايين مسلم.[7]

والغريب أن الاستطلاعات بعد ذلك تعطي أرقامًا متدنية لعدد المسلمين ففي عام 1438هـ (2017 م) مثلًا تخفض هذه الإحصاءات عدد المسلمين لـ 3.45 مليون مسلم[8] وهو عدد غير معقول بالمقارنة بنسبة النمو ومعدل تزايد المسلمين الذي عرفته البلاد ولذلك تشتكي المنظمات الإسلامية من التلاعب في أرقام الإحصاءات حين يتعلق الأمر بعدد المسلمين مما يصب في مزيد هضم لحقوقهم على اعتبار أن أعدادهم قليلة.

والمسلمون في أمريكا خليط عرقي من شتى الدول والاتجاهات. وتأتي مرتبة الإسلام كثالث أكبر ديانة في الولايات المتحدة بعد النصرانية واليهودية.[9] ويتمركز الوافدون المسلمون بشكل بارز في ولايات كاليفورنيا ونيويورك وإلينوي، إضافة إلى نسب أقل في باقي الولايات.

ولا شك أن التزايد الطبيعي والهجرة الإسلامية واعتناق الأمريكيين وخاصة الأفارقة الإسلام رفع نسبة المسلمين في الولايات المتحدة كما في العالم اليوم بمعدل تزايد يصل لـ 6%. أي حوالي 60 ألف شخص في كل سنة، ويتضاعف مع كل عشرية.

بينما أظهرت دراسة أجراها مركز أبحاث “بيو” الأمريكي أنه بحلول عام 1462هـ (2040م) سيصبح الإسلام ثاني أكبر ديانة من حيث عدد سكان الولايات المتحدة بعد النصرانية.[10]

التنظيم الإسلامي في الولايات المتحدة

الإسلام في أمريكا

شهدت موجة المهاجرين المسلمين في النصف الثاني من القرن العشرين، تأسيس العدد الأكبر من المنظمات والمؤسسات والمراكز الإسلامية في الولايات المتحدة مما ساعد على استقرار المسلمين ونموهم.

وتُعَدّ قضية الوجود وتكوين الهوية الإسلامية المتميزة من أهم القضايا التي واجهت المسلمين في المجتمع الأمريكي، ومع ذلك فكلما ازدادت نسبة المسلمين الوافدين، كما ارتفع عندهم الحس لتجاوز العقبات النفسيَّة والدينية والثقافية والاجتماعية سواء بالنسبة لهم أو بالنسبة لأبنائهم وأحفادهم.

وتمكن المسلمون من إنشاء بنية تحتية لنشاطاتهم الإسلامية فشهدت الولايات المتحدة بناء المؤسسات الإسلامية ونشر الدعوة والمحافظة على الهوية الإسلامية إلا أن الكثير من المشاريع كانت للأسف على أسس مشوهة ومناهج ضالة منتسبة للإسلام.

ويسجل التاريخ محاولة تيموتي درو، الذي بدل اسمه إلى نوبل درو علي في عام 1330هـ (1912م)، حيث سجل مركزًا في نيوراك بنيوجرسي سماه “الهيكل العلمي الأمريكي المغربي” وحاول جمع صفوف الأمريكيين الأفارقة باسم الإسلام على أنه الطريقة الوحيدة لازدهارهم وتطورهم. ولكن منهجه كان منحرفًا عن منهج الإسلام الحقيقي، كما كان حال أغلب جمعيات الأفارقة السود التي قامت بعد ذلك.

بدورهم أسس المهاجرون العرب أول جمعية إسلامية ومسجدًا مؤقتًا في ديترويت سنة 1331هـ (1913م)، كما بنوا مسجدًا سنة 1337هـ (1919م)، يعتبر أول مسجد في الولايات المتحدة، إلا أنه ما لبث أن تحول إلى كنيسة.

وابتداءً من عام 1338هـ (1920م)، ربطت الجسور بين الأفارقة المسلمين والعالم الإسلامي حيث سافر الكثير منهم إلى البلدان المسلمة، فتعرفوا على أصول الدين وقيمه الصحيحة، وأسس الحاج ولي أكرم في مدينة كليفلاند أول مجموعة إسلامية سنية في أول الثلاثينات.

وتتابعت التنظيمات بعد ذلك لتتطور طموحات المسلمين في الولايات المتحدة خلال الخمسينيات في تنظيم أكثر شمولًا فظهر اتحاد الجمعيات الإسلامية. وتأسست الجمعية الإسلامية الدولية في عام 1371 هـ (1952م) من اجتماع 28 جمعية إسلامية أمريكية وكندية، معظمها لأبناء المهاجرين المسلمين العرب.

وفي عام 1964م ظهرت جمعية الطلبة المسلمين على يد بعض الشباب المسلم، وظهر مجلس الجمعيات الإسلامية، وهي اتحاد جمعيات إسلامية للأمريكان الأفارقة. وانضمت له حتى عام 1384هـ (1974م)، إحدى عشر جمعية من عدة ولايات أمريكية.

وأنشأت أيضًا الحلقة الإسلامية لشمال أمريكا في عام 1391هـ (1971م)، والاتحاد الإسلامي لشمال أمريكا الذي تأسَّس في عام 1402هــ (1982م).[11]

وكان من مخرجات هذا الاهتمام قيام المؤسسات الإسلامية، وهي المساجد، والمراكز الإسلامية، التي تحتضن فعاليات الحياة والحركة الإسلامية، ويتعلم فيها الأطفال والكبار ويقوم أئمتها بواجب القضاء بالشرع الإسلامي في الأحوال الشخصية وقضايا الزواج والطلاق والجنازات وغيره.

وتوالت بعد ذلك الجمعيات والمنظمات الإسلامية المختلفة إلى اليوم، كما نشطت مدارس العطلة الأسبوعية لتدريس أبناء المسلمين اللغة العربية والتربية الإسلامية خلال يومين من كل أسبوع. يدعم جهودها مدارس المعسكرات الصيفية التي أقيمت لتعليم الأطفال السلوك الإسلامي وممارسة شعائر دينهم بأسلوب عملي.

ويمكن تقسيم الجمعيات الإسلامية التي أقيمت لتنظيم شؤون المسلمين ولمّ شملهم، إلى صنفين:

  • جمعيات محلية، تهتم بأمور المسلمين في الحي والمدينة.
  • وجمعيات إسلامية أكثر شمولًا، تعمل على احتضان كافة المسلمين في الولايات المتحدة.

ثم إن بعض هذه الجمعيات كانت بطابع إسلامي بحت وأخرى بطابع قومي إسلامي مزدوج. كما انفرد الأفارقة بجمعيات خاصة بهم.

ويطلق البعض على المرحلة الحالية من مراحل تطور المسلمين في أمريكا، والتي تمتد منذ تسعينيات القرن العشرين الميلادي، اسم “مرحلة المسلمين الأمريكيين”؛ لما تميزت به من نشاط في مواجهة التحديات التي تهدد أجيال المسلمين المقبلة.

المساجد في الولايات المتحدة

الإسلام في أمريكا

تعتبر المساجد أهم المؤسسات الإسلامية في الولايات المتحدة وعددها في ازدياد، حيث تجمع شتات المسلمين وتقدم خدمات التعليم والدعوة مع العلم أن المساجد خضعت أيضًا لتقسيمات المذاهب والفرق والتيارات التي يعرفها العالم الإسلامي.

وتم إحصاء ما يصل إلى 2% من المساجد في الولايات المتحدة على أن تأسيسها جاء قبل عام 1369هـ (1950م)، بينما تم تأسيس 50% من المساجد بعد عام 1400هـ (1980م)، و87% من المساجد تم تأسيسها بعد التسعينيات (بعد 1410هـ).

وبلغ عدد المساجد في عام 1432هـ (2011م) في الولايات المتحدة 2,106 مساجد مع نسبة ارتفاع في عدد المساجد بلغت 74%. منذ عام 1421هـ (2000) بحسب دراسة أمريكية.[12]

الانعطافة الجادة

ولعل أبرز انعطافة جادة عرفها المسلمون في الولايات المتحدة هي أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م حيث تزايدت على إثرها حالات الاعتداء على المسلمين والسعي لترسيخ صورة سلبية عن الإسلام في عقول الأمريكيين واضطهاد الأقليات المسلمة في هذه البلاد.

ومع ذلك ومع حجم الدمار الذي خلفته هذه الأحداث في الولايات المتحدة وحجم الأحقاد التي نمت معها تجاه كل ما هو إسلامي، استمرت عجلة تطور الوجود الإسلامي في المجتمع الأمريكي؛ لسبب جوهري، هو طبيعة هذا الدين العظيم فاعتنق الكثيرون الإسلام بعد ذلك، وشكل ذلك ضمانًا للمجتمعات المسلمة للمحافظة على هويتها الإسلامية ومقاومة ضغوط الذوبان السياسي والاجتماعي داخل المجتمع الأمريكي.

ومما سجلته هذه الحقبة ارتفاع عدد المحجبات في الولايات المتحدة كرد فعل على حملات الكراهية والعداء ضد المسلمين، فضلًا عن وقوف المنظمات الإسلامية الأمريكية أمام أكبر المؤسسات السياسية والإعلامية الأمريكية، وارتفاع مشاعر الوحدة والتلاحم والحرص على التمسك بتعاليم الإسلام، إضافة لإقبال غير المسلمين على هذا الدين فضولًا ورغبة في معرفته فأسلم الكثيرون.

وشهدت حقبة ما بعد 11 سبتمبر إقبالًا لافتًا على الإسلام من الأمريكيين من أصول إفريقية ولاتينية. وأشارت بعض التقارير الصحفية الأمريكية إلى أن بعض الدوائر في الولايات المتحدة خلصت إلى أن معدلات اعتناق الإسلام تضاعفت أربع مرات منذ 11 سبتمبر.[13]

ووفق معطيات منتدى العلاقات الإسلامية الأمريكية فإن العام الأول بعد الهجوم شهد إقبالًا كبيرًا على اعتناق الإسلام، وفي ذلك العام اعتنق أكثر من 34 ألف أمريكي الإسلام.[14]

وخلال العشر سنوات التي أعقبت الحدث، تراوح عدد من اعتنقوا الإسلام في الولايات المتحدة حول 20 ألف أمريكي سنويًا، والمثير للاهتمام أنه من بين الـ 20 ألف هناك نحو 80% من النساء والباقين رجال.[15]

وأشار تقرير لصحيفة الأوبرفر البريطانية إلى ارتفاع مبيعات القرآن إلى أرقام قياسية حيث سجلت دار النشر بنغين، وهي الناشرة لأفضل ترجمة معروفة للقرآن باللغة الإنجليزية ارتفاعًا في المبيعات بلغ 15 ضعفًا خلال الأشهر الثلاثة التي تلت أحداث 11 سبتمبر واستمر الطلب عليه بعد ذلك.

وكان لهذا الإقبال ترسيخ أقوى للحضور الإسلامي في الولايات المتحدة مما دفع الإدارات الأمريكية للأخذ بعين الاعتبار أهمية التعامل مع الإسلام كدين قوي لا يُستهان به، ففتح الباب أمام الممثلين المسلمين في دهاليز السياسة وأصبح ظهور المحجبات في حملات الانتخابات الأمريكية وفي المناظرات والخطابات الحزبية أمرًا مألوفًا للغاية. وفي الواقع شغل الإسلام العالم الأمريكي بشكل لم يسبق له مثيل.

إسلام الأفارقة الأمريكيين

الإسلام في أمريكا

يُعتنق الإسلام في الولايات المتحدة بمعدل 20 ألف أمريكي في كل عام، واللافت في الأمر أن 70% منهم من الأفارقة الأمريكيين[16]؛ وتؤكد تقارير الإحصاءات على أن مقابل كل أمريكي أبيض يتحول إلى الإسلام، يعتنق عشرة من الأمريكيين السود الإسلام.

ويرجع أبرز الأسباب لهذا الإقبال الكبير على الإسلام من الأفارقة السود، تقديم الإسلام إلى السجناء الأمريكيين؛ حيث شهدت السجون الأمريكية ارتفاعًا ملحوظًا في عدد السجناء الذين اعتنقوا الإسلام، وتحولوا إلى أعظم المدافعين عنه والعاملين في سبيله في أمريكا.

ووفقًا للباحث مايكل والر، يشكل السجناء المسلمون 15-20% من نزلاء السجون، أو ما يقرب من 350 ألف من السجناء في عام 1424هـ (2003م) حيث يدخل أغلبهم غير مسلمين، ويعتنق الإسلام 80% من السجناء الذين “يعتنقون دينًا” أثناء وجودهم في السجون. وأغلبهم من أصل أفريقي، مع أقلية متزايدة من ذوي الأصول الإسبانية.[17]

وساعد في إقبال السجناء على الإسلام تمكن المنظمات الإسلامية من تحقيق ظروف أفضل بتوفير المساجد أو تخصيص أماكن مناسبة لإقامة الصلاة وتوفير المصاحف، والاحتياجات الأخرى من طعام حلال. كما تمكن المسلمون السجناء من إقامة صلاة الجمعة وتوفير وجبات بحسب مواعيد السحور والإفطار في شهر رمضان الكريم.

ومن بركات هذا الدخول الجماعي للإسلام، شهادات إدارة السجون على درجة الانضباط والسلوك القويم الذي تحلى به السجناء بعد إسلامهم فكانوا يتجنبون المشاكل ويميلون للمسالمة، ويقدمون نموذجًا مباركًا للعمل والنشاط وسلوكًا أخلاقيًا هو الأفضل.[18]

ولا شك أن لهذا الإقبال حقائق أخرى أكثر عمقًا نستقرؤها من خلال تعليق لأحد المعتنقين للإسلام من الأفارقة الأمريكيين قال فيه: “إن أفراد الشعب الأفرو أمريكي، يحتفظون بالإسلام في صميم قلوبهم ونحن نردد اسم الإسلام على ألسنتنا فيما نناضل للنطق اللغة العربية التي نسيناها رغم أننا ربما جئنا بها كعبيد، إذ كانت تلك هي الثقافة التي سلبوها منا، وكذلك فعلوا مع اللغة والعقيدة، والأهم من هذا كله أنهم أخذوا منا دين الإسلام عندما فرضوا علينا العبودية”.[19]

الحركات الأفروأمريكية الإسلامية

ظهرت حركات عديدة بصبغة إسلامية لتحسين أوضاع الأمريكيين من أصل أفريقي، منها الرابطة العالمية لتحسين أحوال الزنوج، التي تولى رئاستها ماركوس جارفي، وقامت دعوتها على العودة إلى ليبيريا، واستقطبت بقوة عددًا من الزعماء السود المنتسبين للإسلام مع بدايات القرن العشرين، كان منهم نوبل درو علي والذي اختلف في نهاية المطاف مع جارفي، ورفض فكرة الرحيل، وكان يرى أن أصول الأفارقة في أمريكا تأتي من آسيا أو من المغاربة المور، وأسس الحركة المغربية التي أصبح اسمها المعبد العلمي المغربي في أمريكا.

وكان نوبل درو ضالًا مضلًا ادعى النبوة على أنه خاتم المرسلين، وهلك وتشتت شمل جماعته جزاءً وفاقًا، بينما أُرسل ماركوس جارفي إلى المنفى في عام 1345هـ (1927م) وتلاشت حركته هو الآخر.

ويقال أن إليجا محمد زعيم جماعة أمة الإسلام كان عضوًا في حركة المعبد المغربي. وبعد أن فقد المعبد جاذبيته، ظهرت حركة أمة الإسلام التي برز معها إليجا محمد، وبعده مالكوم إكس ولويس فرقان ووارث الدين محمد، نجل إليجا وصديق مالكوم إكس، وبدأت قصة أخرى من التدافع بين الحق والباطل في أمريكا.

ومع العودة الجماعية اللافتة للأفارقة السود الأمريكيين للإسلام إلا أن هذه العودة اعترضتها عقبات وصعوبات، كان أبرزها الدعوات المضللة المحرفة لأصول الدين وقيمه والتي قادتها جمعيات ضالة كجماعة إليجا، مما يدفع بالريبة في القلوب عن حقيقة استتارها باسم الإسلام والغاية منه.

من آثار العيش في القارة الأمريكية

الإسلام في أمريكا

ومع أن الثقافة العربية انتشرت في أمريكا وأصبح الأمريكيون على دراية بأبرز العادات والأطباق العربية إلا أن التأثير الأمريكي كان عميقًا لدرجة انحرف معها جيل من المسلمين الذين عمدوا لتغيير أسمائهم فتحول محمد إلى مايك، ويعقوب إلى جاك، ونسرين إلى نانسي، وانتشر الزواج مع الأمريكيات.

ونال بلا شك من الأسر المسلمة نصيب من أمراض العالم الأمريكي كالعنف والمخدرات والتفكك الأسري والانحلال والتمييز العرقي كما تأثرت المجتمعات المسلمة بالقضايا الدولية التي ألقت بظلالها على واقعهم كالصراع الإسلامي الصهيوصليبي والصراع في البوسنة والهرسك، وكوسوفا، وكشمير، والشيشان، وغيره.

وزاد من ضعف المسلمين غياب الفهم السليم للإسلام والتراث الإسلامي، وغياب التنسيق بين التنظيمات الإسلامية‏، في وقت انتشرت فيه الصورة السلبية للإسلام والمسلمين، وقويَ اللوبي الصهيوني، وتشدّد التيارات النصرانية المتطرفة، وعنف ميليشياتها المسلحة وكان لذلك آثار وتداعيات.

الاتجاهات المعادية للإسلام

يتهدد الإسلام في الولايات المتحدة أعداء من داخله وآخرون من خارجه.

أما من داخله فالقومية المنتنة والعصبية ودعوات الفرق الضالة كالقاديانية والبهائية وغيرها ويقال أن القاديانية كانت أساس مذهب إليجا الضال، وأما من خارجه فالصليبية والصهيونية.

وأما اليهود فلديهم نفوذ متجذر في الولايات المتحدة وليس على مستوى لبنات الدولة وصناعة القرار فحسب بل أيضًا على مستوى الديانة النصرانية وهذا ما يفسر لماذا يكنّ الرهبان في الكنائس محبة ونصرة شديدة لليهود، ويدعون لهم بالنصر وللمسلمين بالهزيمة أثناء الحروب.

ويضع اليهود يدهم على مفاصل الدولة، ولذلك سيطرتهم غالبة على الجرائد والإذاعات والقنوات التلفزيونية. وهذا يعني أنهم يصنعون الرأي العام ويوجهونه لمآربهم وأهدافهم وكذلك يؤثرون في السياسة الخارجية للبلاد خاصة فيما يخص فلسطين والشرق الأوسط.

ومن اللافت للانتباه أنه أينما وجد نفوذ للمسلمين وانتشار قابله في مكان قريب نفوذ آخر وانتشار لليهود، وكأنه تحت عين المراقبة ويكفي المسلمين أذية من اليهود، عملهم على تشويه صورتهم وصورة دينهم بشكل مستمر.

واستفاد اليهود كثيرًا من جماعات فاسدة كجماعة إليجا الضالة التي كان مركزها في شيكاغو لمحاولة الحد من انتشار الإسلام بين الأفارقة.

ووصل العداء اليهودي للإسلام إلى استعمال الاغتيالات والقتل بشكل سري لتصفية الشخصيات المسلمة الفعالة كما كان مع الحاج مالك شهباز المعروف بمالكوم إكس رحمه الله، الذي تشير أصابع الاتهام لبصمة اليهود في اغتياله عن طريق مكتب التحقيقات الفدرالي.

وساند اليهود جماعة أخرى لا تقل ضلالًا عن جماعة إليجا يسمون (المسلمون النوبيون العبريون) ومركزهم في نيويروك.

حركة أمة الإسلام

الإسلام في أمريكا

شعار حركة أمة الإسلام.

ظهرت في أوائل القرن العشرين حركة أمة الإسلام وكانت خاصة للأفارقة السود، تبنت اسم الإسلام لكنه في الواقع تبني شكلي مفتقد لجوهر الإسلام إذ أن دعوتها قامت على مفاهيم خاصة تشبعت بالعنصرية، وكان أول من أسسها رجل يجهل عنه الكثير ظهر في ظروف غامضة، واسمه والاس فارد نشط في ولاية ديترويت وبعد أربع سنوات فقط اختفى بنفس الغموض الذي ظهر به أول مرة منذ عام 1353هـ (1934م) ليخلفه إليجا محمد الذي تحول لزعيم الجماعة.

واتجهت جل خطابات الجماعة إلى تمجيد الأفارقة السود وتفوقهم على البيض وبلغ بإليجا أن ادعى النبوة.

وتشبعت أفكارهم بالضلالات تمامًا كما كان حال الحركات الباطنية، وانعكست هذه الضلالات على صلاتهم التي كانت تقتصر على قراءة الفاتحة ودعاء مأثور ونية شركية والصوم الذي التزموا به في شهر ديسمبر من كل عام وزكاة كانت عبارة عن ضريبة يدفعها كل فرد من الجماعة بنسبة عشر دخله.

ووسط هذا الظلام شاء الله أن تنير شخصية فاعلة في الواقع الإسلامي الأمريكي سببت زلزالًا لحركة أمة الإسلام، وهي شخصية مالكوم إكس الذي تسمى بالحاج مالك شهباز، والذي أحدث صحوة جذرية في قلب الجماعة وأعاد الكثيرين من المنتسبين إليها إلى جادة الطريق.

مالك شهباز أو مالكوم إكس

قصة وفكرة – ح2 التغيير – مالكوم إكس
119,773 views
Jul 1, 2014

كانت بداية انتسابه لجماعة أمة الإسلام في السجن حيث راسل إليجا محمد وتأثر بأفكارهِ وانضم بشكل رسمي للجماعة بعد خروجه من السجن في عام 1371هـ (1952م). ولمع نجم مالكوم بفضل قدراته الخطابية الفائقة وشخصيته القوية وأسلوبه الحماسي فتأثر به كثيرون، ورافق هذه الشهرة انعكاف مالكوم على البحث والدراسة في علوم الدين.

وعن سبب التسمية بـ”إكس” قال مالكوم إكس:

إن إكس ترمز لما كنت عليه وما قد أصبحت، كما يعني ـ في الرياضيات ـ المجهول وغير معلوم الأصل.

وقلده في ذلك الكثير من أعضاء حركة أمة الإسلام فغيروا ألقابهم بإضافة “إكس” في إشارة إلى أجدادهم الذين اقتيدوا عبيدًا إلى الولايات المتحدة.

وبفضل نجابته لم يلبث أن تحول مالكوم إكس لرقم واحد بعد إليجا في الجماعة. وشغل منصب المتحدث الرسمي لها وكان السبب الأول في ارتفاع عدد أتباعها من 500 شخص في عام 1371هــ (1952م) إلى 30 ألف شخص في عام 1383هـ (1963م) ويقال تجاوز المليون عند ذروة الاستقطاب.

وفي العام 1378هـ (1959م) خرج في رحلة طويلة إلى مصر والسعودية وإيران وسوريا وغانا. وتحول لعلم من أعلام عصره تلاحقه الصحافة والمناظرات التلفزيونية والإذاعية والصحفية فجذب إليه اهتمام مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي وضعه تحت المراقبة.

وكان من أبرز الشخصيات التي انتمت لجماعة إليجا، الملاكم الشهير من الوزن الثقيل، كاسيوس كلاي والذي عرف باسم محمد كلاي. الذي آثر البقاء على ضلال إليجا مع أنه كان صديق لمالكوم إكس، وكان مؤلمًا لهذا الأخير أن يرى صديقه يؤمن بأن إليجا رسول الله!

الاصطدام مع إليجا

الإسلام في أمريكا

الرئيس الأمريكي جون كيندي.

تم تنصيب مالكوم إكس إمامًا لحركة أمة الإسلام في عام 1382هـ (1962م) وبعد اغتيال الرئيس الأمريكي جون كيندي أصدر إليجا أوامر لجميع الأئمة بعدم التعليق على مقتله، فانصاع لأمره جميع الأئمة سوى مالكوم الذي علق تعليقًا قويًا وقال إن “سلاح كينيدي قد ارتد إلى نحره وحصد ما زرعه وبأسرع مما توقع هو نفسه”، فكان أن استثار غضب إليجا الذي سارع لتجميد عضوية مالكوم.

وفي الواقع كانت الخلافات بين مالكوم وإليجا قبل ذلك بكثير، بسبب ما شاع عن إليجا انغماسه في العلاقة غير الشرعية وتراكم المظالم التي انتهت باستقالة مالكوم. وكانت هذه الاستقالة الخطوة الأولى لتأسيس منظمة خاصة بمالكوم أطلق عليها اسم مؤسسة المسجد الإسلامي في عام 1384هـ (1964م).

وبفضل قوة حجته وتميّز خطابته تمكن من التأثير في جماهير الأفارقة في نفس الوقت الذي برز فيه أفريقي أمريكي آخر ينادي بالعدالة والحرية، هو مارتن لوثر كنغ، ولكن مع شعبية الأخير كان تفوق مالكوم واضحًا، فقد كان مارتن يقرأ خطبه من الورقة وبهدوء لا إثارة فيه، لكن مالكوم كان يخطب مرتجلًا بدون أي ورقة فكان دوي كلماته كالمدفع على المنبر تنفجر له الجماهير تفاعلًا وموافقة.

لقد كان يلامس أحاسيسهم وحاجاتهم ويتكلم بلسان حالهم فكسب القلوب والعقول. وكان مصير الرجلين الأكثر جاذبية في منابر الأفارقة السود، الاغتيال.

جماعة أهل السنة

تبدلت حياة مالكوم جذريًا بعد الحج، في سنة 1379هـ (1964م) فقد شاهد بعينه كيف يعيش المسلمون في العالم الإسلامي منذ ركب الطائرة التي أقلعت به من القاهرة للحج، لا فرق فيها بين عربي وعجمي ولا أبيض وأسود، فاستقر في نفسه أن الإسلام دين الناس كافة، وليس الرجل الأسود فقط كما كان يعتقد.

لقد شاهد مالكوم الإسلام على حقيقته، يجمع الأبيض والأسود كإخوة على قلب رجل واحد، فبان له ضلال مذهب العنصرية الذي كان يدعو إليه باسم الإسلام.

فأقبل على تعلم العبادات بشكلها الصحيح، وقال عن رحلة الحج هذه التي شكلت الانعطافة الكبرى في حياته: “في حياتي لم أشهد أصدق من هذا الإخاء بين أناس من جميع الألوان والأجناس، إن أمريكا في حاجة إلى فهم الإسلام لأنه الدين الوحيد الذي يملك حل مشكلة العنصرية فيها”.

فالإسلام دين بنى حضارة ممتدة على أكتاف الأخوة في الله والعدل وحفظ الحقوق والواجبات.

ولا أبلغ كلمات لوصف تأثير مشاهد الحج على مالكوم من وصفه لها بنفسه، حيث قال: “لقد أوسع الحج نطاق تفكيري وفتح بصيرتي فرأيت في أسبوعين ما لم أره في تسعٍ وثلاثين سنة، رأيت كل الأجناس من البيض ذوي العيون الزرق حتى الأفارقة ذوي الجلود السوداء وقد ألَّفت بين قلوبهم الوحدة والأخوة الحقيقية فأصبحوا يعيشون وكأنهم ذاتٌ واحدة في كنف الله الواحد”.

لقد رأى مالك شهباز في أسبوعين ما لم يره في تسعٍ وثلاثين سنة فكيف بمن يرى ما رآه مالك طيلة عمره ولا يتحرك فيه العزم لترجمة معاني الإسلام العظيمة عملًا نافعًا في حياته!

وعاد مالكوم مسلمًا حنيفًا يتابع نضاله ضد التمييز العنصري في أمريكا ناشرًا فهمه الصحيح للإسلام، فالإسلام كما يذكر مالكوم:

الدين الوحيد الذي كان له القوة في جعله يقف في وجه مسيحية الرجل الأبيض ويحاربها.

وأعلن مالكوم سنة 1380هـ (1965م) براءته من مبادئ حركة أمة الإسلام العنصرية وبنفس الحماس السابق المعهود عنه أخذ مالكوم في دعوة المسلمين السود وغيرهم للإسلام وكثر أتباعه خاصة من السود، واشتعلت نيران العداء بينهم وبين إليجا فهدد الأخير مالكوم وأطلق حملة واسعة لشيطنته. ولكن دون جدوى، فقد علا صوت مالكوم على صوت إليجا، لقوة حجته واتزان خطاباته، مما تسبب في انحدار رصيد جماعة أمة الإسلام، وكل ذلك يجري تحت مرأى ومسمع وكالة المخابرات الأمريكية.

استشهاد مالكوم إكس

تعرض منزل مالكوم للإحراق إلا أنه نجا وعائلته من النيران، واستمرت نبرة التهديد والوعيد تطارده، إلى أن تحققت فعليًا في عام 1385هـ (1965م) حيث صعد مالكوم إلى منصة في قاعة مؤتمرات في مدينة نيويورك لإلقاء محاضرة عن الإسلام، فتفاجأ بمشاجرة مفتعلة في صفوف الحضور، وبينما انشغل بها، وانشغل بها أيضًا حراسه الشخصيون، اقترب رجال من المنصة وأطلقوا النار عليه وأصابوه في صدره، فسقط شهيدًا في ساحة معركة الدعوة لله كما نحسبه.

دم الشهيد نور

الإسلام في أمريكا

كانت وفاة مالكوم إكس نقطة تحول كبيرة في سير حركة أمة الإسلام حيث تركها الكثيرون والتحقوا بجماعة أهل السنة ليعرفوا دينهم الحق، وبعد وفاة إليجا تولى قيادة الجماعة ابنه “والاس محمد” الذي عُرف بـ “وارث الدين محمد” فأقام فريضة الحج بعد 3 سنوات من رحلة مالكوم إكس لمكة، وأحدث تعديلات وتصحيحات جذرية على أفكار الجماعة وغير اسمها إلى البلاليين نسبة إلى الصحابي الجليل بلال بن رباح رضي الله عنه، وكان ذلك تأثرًا بأفكار ودعوة مالكوم إكس. وتوفي وارث الدين محمد سنة 1429هـ (2008م).

وقد مرت جماعته بمراحل مختلفة، وتدرج في تحقيق التغيير في منهجها، وبعد هذه العملية الطويلة أصبح وارث الدين زعيمًا مهمًا معترفًا به في المجتمع الإسلامي الأمريكي، وفي عام 1410هـ (1990م) كان وارث الدين أول مسلم يطالب بافتتاح جلسات مجلس الشيوخ بالولايات المتحدة بالصلاة، وبعدها شارك في حفل تنصيب بيل كلينتون.

ومن تبقى ممن تشبث بأفكار أمة الإسلام الضالة، استمر تحت قيادة لويس فرقان محمد الذي حافظ على نفس الاسم والمعتقدات الفاسدة للجماعة بمخالفتها الصريحة للإسلام.

واستلم قيادة إرث إليجا لويس الذي عرف بمواقفه وتصريحاته المثيرة للجدل، ولا يزال على رأس جماعته إلى اليوم. وينقل عنه قوله في عام 1394هـ (1974م): “أن القرآن الكريم يحذر المسلمين بأن الشياطين تراهم، فحكومة الولايات المتحدة لها أعداء وجواسيس يتقاضون أجرًا في كل معبد وهم منبثون في كل جمعية تضم المسلمين، وأينما نجتمع فإن الشيطان ينضم إلينا وكلما التقطنا سماعة الهاتف لنتكلم فإن الشيطان يتنصت علينا”.

وقد اتهمت الجمعيات والمنظمات الإسلامية دائمًا وكالات المخابرات الأمريكية بالمكر وزرع الدسائس واختلاق المنازعات بين صفوف أتباعها.

وتعد جماعة أمة الإسلام الحالية تحت قيادة لويس فرقان حركة للقوة السوداء، مكرسة لخدمة فكرة الانفصال بدولة مستقلة، ويذكر له تنظيم مسيرة المليون رجل، في عام 1418هـ (1997م)، في واشنطن، لتجميع صفوف الأفرو أمركيين من كل أنحاء البلاد. كما أن له ردودًا قوية في الإعلام الأمريكي وانتقادات لاذعة للممارسات الأمريكية.

لكن رسالة الجماعة التي تدعو لتفوق السود وانفصالهم يجعل من الحركة محدودة التأثير، مع أن بعض المراقبين يعتقدون بأن لويس فرقان يبذل جهودًا لأسلمة الجماعة بهدوء، واستعادة التعاليم الإسلامية الأصيلة وإعادة العبادات كالصلاة والصوم كما هو متعارف عليه في الإسلام، ورغم نطق فرقان في اجتماع في بالمر هاوس في شيكاغو عام 1410هـ (1990م) بالشهادتين كاملتين إلا أن الأمين العام للجمعية الإسلامية في أمريكا الشمالية، أرسل خطابًا في عام 1418هـ (1997م)، إلى فرقان نشر في مجلة “إسلاميك هورايزونز” أعرب فيه عن خيبة أمله في لويس فرقان وخيبة أمل سائر المسلمين السنة لأن زعيم حركة أمة الإسلام لا يزال متمسكًا بأصول ومنطلقات إليجا الفاسدة.

الحركات الإسلامية الأخرى بين الأفرو أمريكيين

لم يقتصر النشاط الدعوي الإسلامي على أنصار وارث الدين ولويس فرقان بل ظهرت حركة صحوة إسلامية وإقبال الكثير من الأفارقة السود على الإسلام، منها حركة المذهب الحنفي، التي بدأت في مطلع القرن العشرين على يد مهاجر باكستاني، وقد حاول أحد أتباعه وهو خليفة حماس عبد الخالص، أن يخترق صفوف حركة أمة الإسلام ويغير اتجاهها لكن بدون جدوى فأنشأ مركز المذهب الحنفي في واشنطن في أواخر عقد الخمسينيات.

ومما يذكر في تاريخ هذه الجماعة أنه في عام 1393هـ (1973م) قتل مجهولون 7 أفراد من هؤلاء الأحناف من بينهم 4 أطفال، وبعدها بـ3 سنوات، اعترض الأحناف على فيلم بعنوان محمد رسول الله مخالف لتعاليم الإسلام، فشنوا غارة على مباني المكاتب في واشنطن، وأخذوا رهائن وقتلوا رجلًا واحدًا واستدعي سفراء عدة أقطار مسلمة لحل المشكلة، وكان أبرز عضو في الجماعة كريم عبد الجبار نجم كرة السلة الشهير.

جماعة أخرى تسمى حركة دار الإسلام، بدأت في ضاحية بروكلين في نيويورك في أوائل الستينات، وكان اتجاههم الانفصال العرقي، ولكن الجماعة عانت من الصراعات الداخلية وتفككت.

وقبل أن يحول وارث الدين جماعة والده لنسختها المعدّلة ويحدث التغييرات المنهجية، كانت جماعة دار الإسلام، أكبر منظمة منتسبة للإسلام بين السود في البلاد. امتدت مساجدها إلى الغرب في كولورادو ثم جزر الهند الغربية فضلًا عن أونتاريو بكندا وألاسكا.

وقد تأثرت الجماعة بالصوفية على الطريقة القادرية. وفي عام 1400هـ (1980م)، أعلن إمام الجماعة يحيى، نهاية جماعة دار الإسلام بوصفها حركة انفصالية، وأعلن الحركة صوفية. وانشق عنه معارضوه وأسسوا لهم جماعات منفصلة.

جماعة أخرى برزت في هذه الفترة هي جماعة الحزب الإسلامي على يد د. مظفر، وكان عازف موسيقى الجاز في عام 1391هـ (1971م)، لكنه تأثر بمالكوم إكس فسافر إلى الشرق وتعلم الإسلام، وتأثر بالإخوان المسلمين وبمولانا المودودي الداعية الباكستاني، وتأسس الحزب الإسلامي في واشنطن العاصمة لكي ينشر فهمًا أفضل عن الإسلام ويحرض على تنشيط العمل في الدعوة.

وفي السبعينيات اشتد عود الجماعة واستقوت وفي عام 1395هـ (1975م) تلقى الحزب هدية كبيرة من العقيد الليبي القذافي. لكن الجماعة بعد 1395هـ (1975م) وبعد انتقالها إلى جورجيا عانت سلسلة من الانشقاقات، وأغلقت مكاتبها الكبرى.

وانتقل ما تبقي منها إلى ترينيداد ثم جمهورية الدومينيكان، ثم عاد مظفر إلى أمريكا وتوفي في عام 1403هـ (1983م) وانحرفت الجماعة بعد تأثر أعضائها بالثورة الإيرانية للمذهب الشيعي.

كما برزت حركات طائفية أفرو أمريكية، منها جماعة أنصار الله، والتي اتخذت لها نجمة داود رمزًا وعلامة عنخ “علامة الحياة” عند قدماء المصريين، التي عرفت أيضًا بالعبرانيون النوبيون الإسلاميون. وأعلن زعيمها عيسى محمد أنه المهدي المنتظر، وكان من مواليد السودان حسبما أعلن.

وكان يعتقد أن عليه رعاية من تبقى على قيد الحياة من قبيلة بني إسرائيل، وكان يدعي أنه أكثر تمسكًا بالقرآن من كل بقية المسلمين، ولا تزال الجماعة في عدة مدن أمريكية، وبلدان إفريقية والبحر الكاريبي وحتى في أوروبا.

وتقاعد عيسى في عام 1408هـ (1988م) واستلمت قيادة جديدة الجماعة، وحاولت العمل على إعادة الاتجاه نحو المذهب السني إلا أنها بقيت بين القومية والهوية الإفريقية.

جماعة أخرى عرفت بعد انفصالها عن أمة الإسلام تدعى أمة الله من بني الخمسة في المئة، يدعون لأنفسهم من خلال الموسيقى، وهكذا كان حال الجماعات في الولايات المتحدة بين انحراف وبدعة وضلال، ومع ذلك يجاهد بعضها للبقاء محافظًا على جوهر الإسلام بعيدًا عن التأثيرات السياسية والاجتماعية.

لقد انتهى مشهد الجماعات المنتسبة للإسلام في أمريكا بمشهد معقد، من انشطار جماعات كبرى وتحور أخرى، ولا يزال التدافع سنة ماضية إلى يوم القيامة حتى يميز الله الخبيث من الطيب.

الإسلام في كندا

تقع في شمال أمريكا وهي أكبر دولة من حيث المساحة في العالم بعد الاتحاد السوفيتي وتصل إلى القطب الشمال شمالًا، واشتهرت بمدنها الكبرى: تورنتو ومنتريال وفنكوفر وأتوا.

لا يختلف تاريخ البلاد كثيرًا عن تاريخ الولايات المتحدة، بل هو تاريخ مشترك، وقد حصلت على استقلالها من بريطانيا سنة 1344هـ (1926م) ثم ضمت إليها في 1368هـ (1949م) مستعمرات اللابرادور والأرض الجديدة البريطانيتين، وهي عضو في الكمنولث البريطاني.

وكندا دولة قامت بدورها على أكتاف المهاجرين فلم يكن يتعدى تعداد سكانها في عام 1221هـ (1806م) 433 ألف نسمة، وبعد موجات الهجرة التي فتحت في البلاد تجاوز عدد سكانها الـ37.59 مليون بحسب إحصاءات 1440هـ (2019م).

وكما هو حال الولايات المتحدة ترجع أصول الشعب الكندي لأصول أوروبية، بريطانية وفرنسية، وبنسبة أقل لأصول مختلفة وللسكان الأصليين من الهنود الحمر والإسكيمو.

وتغلب الديانة النصرانية بشقيها الكاثوليكي والبروتستانتي على معتقدات السكان، كما ينشط الأرثوذكس واليهود، ويظهر فيها الإسلام بشكل بارز.

المسلمون في كندا

واتبعت منحنيات الهجرات في كندا نفس إحداثيات منحنيات الهجرة في الولايات المتحدة فكانت هناك هجرات أولى من المناطق التي كانت تحت سلطة الدولة العثمانية في بلاد الشام الكبرى، لكنها اندمجت في المجتمع الكندي وفقد المهاجرون في هذه الموجة الكثير من إسلامهم، وتتابعت بعد ذلك الهجرات بعد الحرب العالمية الأولى، وتميّز المهاجرون خلالها بتمسك أقوى بدينهم، مع ذلك لم يدم طويلًا، وكانت أكبر الهجرات بعد الحرب العالمية الثانية، وشملت المسلمين من زوايا العالم الإسلامي من عرب وهنود وأتراك وباكستانيين وغيره.

واستقطبت كندا بشكل كبير الكوادر والأكاديميين والنخبة في العالم الإسلامي وسمحت لهم بممارسة شعائرهم بحرية. واستثمر المسلمون هذه الفرصة فأصبحت مجتمعاتهم أكثر المجتمعات تنظيمًا إسلاميًا في الغرب. واعترفت كندا رسميًا بالإسلام في عام 1393هـ (1973م)، وسمحت بالتعريف به مع الأديان الأخرى في المدارس الثانوية.

واستفاد المسلمون من هذا الاعتراف مما خولهم توفير مدراس إسلامية، والنشاط في نشر التعريف بالإسلام. كما نشط مجلس الجماعات الإسلامية لمراجعة الكتب المقررة لتصحيح الأخطاء التي كانت شائعة فيها عن الإسلام.

أيضًا تمكن المسلمون في كندا من توظيف وسائل الاتصال والإعلام إلا أن تمويل مؤسساتها لنشاطات الدعوة لا يزال ضعيفًا. وليس حال المسلمين في كندا إلا امتداد لحال المسلمين في الولايات المتحدة مع بعض الفوارق البسيطة.

وبلغت نسبة المسلمين في عام 1430هـ (2009م) قرابة 2%. من مجموع السكان في كندا، ويمثل المسلمون اليوم نحو (3.6%) من مجموع سكان البلاد. يعيش أغلبهم في مقاطعة أونتاريو ثم في كيبيك. وسيتزايد عدد المسلمين في البلاد بحسب الإحصاءات، حتى يصل إلى ما نسبته 15% من مجموع السكان بحلول 1452هـ (2030م) نظرًا لمعدل النمو السريع للإسلام وانتشاره. وقد اعتنق العديد من الكنديين الإسلام.

وتعتبر الديانة الإسلامية ثاني أكبر ديانة في كندا بعد النصرانية، وبني أول مسجد في البلاد في إدمونتون عام 1357هـ (1938م) وهو مسجد الرشيد، عندما كان هناك قرابة 700 مسلم أوروبي في جميع أنحاء كندا. ومبنى المسجد حاليًا هو جزء من المتحف في فورت إيدمنتون بارك.

وكان هناك تعاون بين المنظمات الإسلامية في شمال أمريكا، وقد تجلى بوضوح في عام 1389هـ (1969م)، بتوحيد جهود جالية هاملتون مع بقية الجاليات المسلمة في ولاية أنتاريو وتولد عن هذا التقارب تأسيس مجلس لجماعات الإسلامية في أنتاريو. وتكون أول مجلس للمنظمات والجمعيات الإسلامية في أوائل السبعينيات، وتكوّن أول مجلس شرعي إسلامي يُطبق الشريعة الإسلامية عام 1415هـ (1994م).

ويعد أكبر عدو للمسلمين في كندا، اليهود والذين لديهم نفوذ كبير ومتنامي في الحكومة وسيطرة على الاقتصاد والإعلام والصحافة. إلى جانب انحياز الحكومة الكندية للاحتلال الإسرائيلي في كثير من القضايا.

وكما سجلت جامعات أمريكية الهجوم على الإسلام، شهدت جامعات كندية كذلك الهجوم على هذا الدين وخاصة جامعة ماك غيل بمنتريال حيث كان يقود قسم الدراسات الإسلامية المستشرق ولفرد سميث، سنة 1371هـ (1952م) والذي قاد لواء نصرة الصليبية والعداء للإسلام وانعكس ذلك بقوة في مؤلفاته.

مشكلات المسلمين في كندا

أما عن المشكلات التي تواجه المسلمين اجتماعيًا فهو تأثر الأجيال بالثقافة الغربية وانجرافهم لها. وخطر تفشي الدعوات المنحطة والبهيمية من شذوذ وإلحاد التي باتت أكبر عقبة أمام الأجيال المسلمة في كندا نظرًا للدعم الحكومي الذي تحظى به هذه الدعوات بسطوة القانون والدعاية والإعلام.

وقد واجه المسلمون في كندا نفس تداعيات ما عاشه إخوانهم في الولايات المتحدة بعد الحادي عشر من سبتمبر؛ بعد التزام الحكومات الكندية نفس سياسات الولايات المتحدة، ولا يزال نشاط المسلمين يحيطه الشك والريبة والتضييق والمراقبة بشكل كبير. ومما يتهددهم، إصرار الكثير من الأحزاب والتيارات الكندية على اعتبار ممارسة الشعائر الإسلامية رفضًا للقيم الكندية والاندماج مع المجتمع الكندي، وهذا ما يفسر ما تشهده البلاد من وقت لآخر من دعاوى لإصدار قوانين تحد من الحريات الدينية باسم العلمانية.

وتعتبر كندا أقرب مشهد لفسيفساء المسلمين المهاجرين من كل زوايا العالم الإسلامي.

وكما هو حالة المشهد الإسلامي في الولايات المتحدة تعرف كندا عددًا كبيرًا من الأحزاب والمذاهب والتيارات المنتسبة للإسلام، ويوجد جهل كبير في إدراك الفوارق بينها بين الأجيال، وهو جهل وظفه الساسة والمراقبون لصالح ضبط طموحات صعود المسلمين في هذه البلاد.

مستقبل المسلمين في شمال أمريكا

الإسلام في أمريكا

يظهر من خلال تطور الحركات الإسلامية في شمال أمريكا أن الوعي بأهمية حفظ الهوية الإسلامية والعمل لأجل تحقيق ذلك قد تحسن، وأن أعداد معتنقي الإسلام في ازدياد رغم كل العقبات والتحديات، إضافة إلى تحصيل المسلمين في هذا الجزء من القارة لرصيدٍ ثقيلٍ من الخبرات في مجال الدعوة والتعليم يبشر بمرحلة جديدة مشرقة، تظهر ملامحها بتمكن الدعاة من ملامسة مشاكل المجتمع الأمريكي، وتقديم الحل الإسلامي كبديل عملي لها، ومع ذلك يدخل في المشهد الإسلامي الأمريكي تفصيل الإسلاموفوبيا تمامًا كما تعرفها أوروبا حاليًا.

مما يستوجب مد جسور التعاون مع المسلمين وتقديم الدعم في محاربة الشبهات والضلالات والاهتمام بدعوة الأفارقة السود والنساء بشكل خاص لما لوحظ من قوة إقبالهم على الإسلام. يدخل في ذلك أيضًا قطع الطريق على مشاريع الفرق الضالة ودعوة هذا المخزون البشري لله.

المصادر
  1. أبو بكر الثاني، ويكيبيديا
  2. عاشور، فضل العرب على الحضارة الاوربية، ص45، عبد المنعم ماجد، تاريخ الحضارة العربية في العصور الوسطى (القاهرة، 1978)، ص288، السامرائي، دراسات في تاريخ الفكر العربي، ص403.
  3. Estevanico: Explorer
  4. التاريخ الإسلامي لأميركا.. هكذا حُرم العبيد المسلمون حريتهم وتم تنصيرهم بالقوة
  5. إيفون يزبك حداد: المسلمون في أمريكا، مركز الأهرام للترجمة والنشر، مؤسسة الأهرام، الطبعة الأولى 1994م، ص43- 45.
  6. إيفون يزبك حداد: المسلمون في أمريكا، ص45- 48.
  7. قصة الإسلام في أمريكا، قصة الإسلام.
  8. New estimates show U.S. Muslim population continues to grow
  9. religious landscape study
  10. دراسة: استمرار نمو عدد المسلمين في الولايات المتحدة
  11. د.رضا عبد الحكيم رضوان، دراسة بعنوان كيف ساهمت الأقلية الإفريقية في انتشار الدين الإسلامي، مجلة المستقبل الإسلامي -العدد 182- جمادى الآخرة 1427هـ.
  12. عشر حقائق لم تكن تعرفها عن الإسلام في أميركا
  13. تزايد اعتناق الإسلام فى أمريكا بعد 11 سبتمبر
  14. المصدر السابق
  15. د.رضا عبد الحكيم رضوان، مجلة المستقبل الإسلامي -العدد 182- جمادى الآخرة 1427هـ.
  16. المجلس الإسلامي في أمريكا
  17. الأقليات المسلمة في العالم، دار الندوة العالمية 1999م، 3/1255.
  18. الإسلام والمسلمون في أمريكا صفحة 123.
  19. الإسلام والمسلمون في أمريكا تأليف جين سميث ترجمة محمد الخولي
  20. المسلمون في أوروبا وأمريكا تأليف مؤسس علم الأقليات الإسلامية للأستاذ الدكتور علي بن المنتصر الكتاني. الجزء الثاني.
  21. أرشيف نشرة فلسطين اليوم: أيلول/ سبتمبر 2011:  صفحة 

ما مدى فائدة هذا المنشور؟

انقر على نجمة لتقييمها!

متوسط ​​تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0

لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

Yum